السبت ٢ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم حسن خاطر

الكلمات المتقاطعة عالم جميل

تقي من الزهايمر أو تحد من خطورته

الكلمات المتقاطعة ذلك العالم الجميل الذي أعشقه منذ الصغر .. انه عالم جميل وممتع ولا يختلف على هذا إثنان .. بدأت قصتي مع الكلمات المتقاطعة منذ قرابة 35 سنة عندما كنت في عمر أقل من الخامسة عشر بقليل حيث كنت أتبارى أنا وأشقائي وزملائي في حل الكلمات المتقاطعة التي كانت تُنشر بالصحف والمجلات التي تقع بين أيدينا وكُنت أقوم بحلها في زمنٍ يُعتبر قياسياً بالنسبة إلى سني وقتذاك .. وأصبح بيني وبين الكلمات المتقاطعة سيل جارف من العشق والحب وتطور الأمر معي إلى أن أصبحت أقوم بإعداد تصميم الكلمات المتقاطعة وحولها عدد من المسابقات والتسالي في مجلة الحائط الشهرية التي كانت تُعلق على جدران المدرسة بالمرحلة الثانوية التي كنت أدرس بها منذ عام 1974 م وكم كانت سعادتي عندما استيقظت يوماً وذهبت للمدرسة كالعادة لأجد إدارة المدرسة قد قررت أن تُصبح مجلة الحائط هذه أسبوعية بدلاً من شهرية .. ومكثتُ أصمم وأؤلف الكلمات المتقاطعة والمسابقات بها طيلة ثلاث سنوات هي مدة الدراسة بالمرحلة الثانوية في مصر ، وعندما التحقت بالجامعة راسلت العديد من الصحف والمجلات التي كانت تنشر لي العديد من الشبكات القوية بإنتظام وبعد تخرجي من الجامعة وعملي بالصحافة اليومية احترفت عمل العديد من صفحات التسالي والمسابقات والتي يمتد احترافي الفعلي لها منذ عام 1982م .. ولكن أبرز احتراف لعمل صفحات التسالي والمسابقات بالنسبة لي كان في جريدة الوطن الكويتية حيث عملت بها منذ عام 1986 م إلى عام 1990 م فبجانب عملي في صفحات "فكر وفن" كنت أقوم بإعداد نصف صفحة تسالي على 4 أعمدة طولية في ملحق أسبوعي كانت تصدره الجريدة مع العدد اليومي، وخلال 7 أشهر قضيتها في مصر إبان أزمة إحتلال الكويت كُنت أقوم بعمل صفحات التسالي بعدد من المجلات الفنية الأسبوعية وبعد تحرير دولة الكويت عام 1991 م استأنفت عمل صفحات التسالي في عدة صحف ومجلات كويتية إلى أن عُدت إلى بيتي الأول ومعشوقتي الأولى جريدة الوطن – وما الحب إلا للحبيب الأولِ - حيث أعمل بها حاليا وذلك بفضل التشجيع الذي وجدته – وما زلت أجده – من الزملاء الأعزاء الشيخ على خليفة العذبي الصباح رئيس التحرير ووليد الجاسم نائب رئيس التحرير وحسام فتحي مدير التحرير ورعايتهم لصفحة التسالي التي أقوم بإعدادها يوميا بجريدة الوطن.

ولا شك في أنه منذ أن قام الأمريكي البارز (آرثر وين) بابتكار واختراع الكلمات المتقاطعة عام 1913 م وما من مطبوعة يومية أو اسبوعية أو حتى شهرية إلا ونجدها تفرد مساحات كبيرة للكلمات المتقاطعة وللتسالي بوجه عام .. ولقد قرأت مقالات عديدة ومواضيع عديدة عن الكلمات المتقاطعة وطرائفها في العالم .. وعلى صفحات العدد رقم 9530 الصادر بتاريخ الجمعة 31 ديسمبر عام 2004 من جريدة الشرق الأوسط كتب الزميل محمد علي صالح – مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط في واشنطن - موضوعا مشوقا عن الكلمات المتقاطعة تحت عنوان "100 عام من الكلمات المتقاطعة في الصحافة الأمريكية" – ولست أدري للآن كيف أن الكلمات المتقاطعة قد إخترعها أرثر وين عام 1913 م والصحافة الأمريكية احتفلت عام 2004 بمئوية الكلمات المتقاطعة "تعليق من كاتب الإستراحة" - حيث جاء في ذلك الموضوع المشوق : "نشرت جريدة «نيويورك وورلد» أول لغز كلمات متقاطعة قبل 100 سنة (؟؟؟) ، وأصدرت دار نشر «سايمون آند شوستر» في أول كتاب كلمات متقاطعة (فيه أكثر من 200 لغز) بعد ذلك بعشر سنوات ، وكان ذلك أول كتاب تصدره ، وبعد أن حققت من كتاب الترفيه هذا ربحا هائلا، بدأت تصدر كتبا جادة، حتى أصبحت واحدة من أكبر دور نشر الكتب في العالم حالياً، في ذلك الوقت، قللت جريدة «نيويورك تايمز» الجادة من أهمية الكلمات المتقاطعة،

واعتبرتها غير ثقافية، ولترفيه غير المتعلمين، ورفضت نشرها، ورفضت الاشتراك في خدمات شركة محررين كانت توزعها ، ولكن بعد 40 عاماً، غيرت موقفها فجاة وعينت محررين لوضع شبكة كلمات متقاطعة خاصة بها. وكتبت افتتاحية الجريدة ذات يوم قالت فيها «أصبحت الكلمات المتقاطعة هي هم كل الناس، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، في كل مكان وكل زمان، حتى في المطاعم وفي القطارات» ، وفي وقت لاحق دخلت الكلمات المتقاطعة جامعة هارفارد العريقة، وبدأ يهتم بها أساتذة هناك ، قالوا إنها تُسليهم وسط الحياة الأكاديمية الرتيبة. واهتم بها روبرت شيروود، خريج جامعة هارفارد الذي أصبح في ما بعد مسئولا عن صفحة الترفيه في جريدة «هيرالد تريبيون»، قبل أن تنتقل من نيويورك إلى باريس. وكانت الجريدة أعلنت انها تريد محرر ترفيه «على ان يكون مثقفا تخرج من جامعة هارفارد، ويفضل الذي تخرج بامتياز»، وكان طلاب جامعات هارفارد وييل وبرنستون وويسلي، يجرون منافسات لحل الكلمات المتقاطعة، واشتهر وسطهم جون توماس، رئيس تحرير مجلة «ييل» الأدبية في ذلك الوقت واثبتوا جميعا ان حب الكلمات المتقاطعة لا يطغي على تفوقهم في مراحلهم التعليمية ، ولقد اعترف الدكتور هال بارون استاذ التاريخ في كلية هارفي في ولاية مساتشوستس، انه يحب حل الكلمات المتقاطعة بقوله «هي تساعدني على ترويض عقلي، وتحديد معالم شخصيتي، واذا احسست انها تافهة، افتخر بأني اقدر على الابداع في التافه وفي الجاد منها ايضا». وبارون تخصص في تأليف كتب التاريخ، وآخرها «تاريخ الهجرة من الريف إلى المدن في هولندا في القرن التاسع عشر»، لكنه يفكر في إصدار «تاريخ الكلمات المتقاطعة» ، وكتب عن هذا الموضوع في مجلة «وقائع التعليم العالي» (مجلة أساتذة الجامعات) بعنوان «الترفيه الأكاديمي» أوضح فيه أنه حتى اذا توفر الوقت والصبر لديك تظل المعرفة مهمة للإجابة على أسئلة الكلمات المتقاطعة أفقيا ورأسيا وخاصة المعرفة العامة ، واستطرد المؤرخ بارون في مقاله قائلا ان الاجابات الصحيحة «لا تشترط التخصص في فرع معين، مثل انشطار الذرة، او تفاصيل سقوط الامبراطورية الرومانية المقدسة» ، وتظل معرفة الكلمات والمرادفات والمطابقات مهمة أيضا ويعتقد ان هذا من اسباب اهتمام المرأة بالكلمات المتقاطعة وربما تفوقها على الرجل في حلها ، لأن الابحاث العلمية اثبتت ان المرأة افضل من الرجل في اساليب وفنون الاتصال والتعبير ، ويذكر أن هيلين كيلر، العبقرية العمياء الصماء البكماء كانت تشتري كلمات متقاطعة وضعت بطريقة «برايل» للمكفوفين وكانت تقوم بحلها أفقيا ورأسيا بنجاح تام وكانت تشجع اللواتي لديهن نفس اعاقتها ليشترينها ، هذا فيما بدأت قبل 50 سنة جريدة «شيكاغو ديفندرز»، التي كان يصدرها أبناء الجالية السود بنشر الكلمات المتقاطعة، وتخصصت في الكلمات الحزينة التي كانت تصور حال السود في ذلك الوقت وتفرعت منها «الأغاني المتقاطعة» الحزينة أيضا ، وكدليل على ان الكلمات المتقاطعة لا تعرف الاختلافات العرقية والدينية والسياسية وغيرها فعقد آخر مؤتمر سنوي للكلمات المتقاطعة في اتلانتا في ولاية جورجيا التي تعتبر عاصمة لتقدم وازدهار السود ، ويجتمع في المؤتمر السنوي المتخصصون والهواة والادباء والمهندسون لأن وضع الكلمات المتقاطعة وحلها اصبح خليطا من ادب وعلوم ورياضيات وتكنولوجيا، وبعد ان اكتسحت شبكة الانترنت العالم وظهرت قواميس ومراجع خاصة لحل أسئلة الكلمات المتقاطعة وجد القائمون على ذلك المؤتمر السنوي ضرورة عقد هذا المؤتمر السنوي بصفة منتظمة ، وفي آخر مؤتمر سنوي تم عقده قدم مؤرخ بحثا عن تاريخ الترفيه ودور الكلمات المتقاطعة فيه حيث قال في بحثه ان نوعا بدائيا من الكلمات المتقاطعة وجد محفورا على جدران مقبرة فرعونية ، وان الكهنة خلال العصور المظلمة في أوروبا كانوا يتسلون بأنواع مختصرة منها ، واذا عرف الفراعنة تسلية الكلمات المتقاطعة، عرف البابليون تسلية الشطرنج ، وعرف السومريون تسلية الطاولة ، لكن هذه الحضارات القديمة كانت تتبادل اختراعات الترفيه مثلما كانت تتبادل الاختراعات الجادة ، لأن الاغريق والرومان عرفوا الكلمات المتقاطعة أيضا على ما يبدو.

مشاهير العالم والكلمات المتقاطعة

العديد من مشاهير العالم اعترفوا خلال أحاديث إعلامية اجريت معهم تناولت الجوانب الأخرى من حياتهم انهم يعشقون حل الكلمات المتقاطعة لدرجة الإدمان .. وأعتقد أن أكثرهم عشقا لحل الكلمات المتقاطعة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر حيث أنه ذكر أن حل الكلمات المتقاطعة يعد أمرا هاما بالنسبة إليه وأفضل الأوقات التي يقوم فيها بحل الكلمات المتقاطعة هو قبيل أن يخلد إلى النوم فكان يضع بجانب السرير الذي ينام عليه قلما وممحاه وقبيل أن يغلبه النعاس كان ينتهي من حل شبكة الكلمات المتقاطعة اليومية بإحدى الصحف المفضلة لديه ، أيضا رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كان يهوى الكلمات المتقاطعة ويقوم بحلها بإنتظام ، والفنانة صوفيا لورين كانت تهوى حل الكلمات المتقاطعة وكانت تسعد للغاية عندما تجد سؤالا عنها في الكلمات المتقاطعة سواء عن اسمها كفنانة أو عن فيلم من الأفلام التي قامت ببطولتها ، والمستشار الألماني السابق غير هارد شرودر كان من عشاق حل الكلمات المتقاطعة وكان يبدأ يومه صباحا بقراء الصحف وحل شبكة الكلمات المتقاطعة وذلك قبيل أن يدخل مكتبه لبدء يومه السياسي ، وايضا نجم كرة السلة الأمريكي الشهير مايكل جوردن كان من عشاق حل الكلمات المتقاطعة وخاصة الكلمات المتقاطعة التي كانت تدور حول الرياضة والرياضيين وكان يسعد للغاية عندما كان يجد صورته قد نشرت في شبكة للكلمات المتقاطعة حيث قال ذات يوم لأحد أصدقائه المقربين إليه : (الصورة والإسم في الكلمات المتقاطعة تمنح شهرة أسرع من مقال كامل عن شخص ما) ، وقال نجم كرة القدم البرازيلي الأشهر بيليه ذات يوم : "حل الكلمات المتقاطعة يعطيني الإحساس بالإسترخاء التام وصفاء الزهن والسباحة في عالم من المعرفة والثقافة" ، وكانت المطربة الفرنسية الجميلة صوفي مارسو تسعد عندما كانت ترى كلمات متقاطعة تنشر صورتها أو معلومات عنها وكانت في الكثير من الأحيان تقوم بالإحتفاظ بها في ألبوم خاص لديها .. هذا بالإضافة إلى شخصيات اميركية مشهورة تتابع حل الكلمات المتقاطعة يوميا بمختلف الصحف منهم وزراء واعضاء في الكونغرس وايضا شخصيات في المالكة في بريطانيا وايضا فنانين وأدباء ورياضيين وغيرهم.

بيل كلينتون معد الكلمات المتقاطعة لجريدة (نيويورك تايمز)

نشرت وكالات الأنباء عام 2007 م أن جريدة «نيويورك تايمز» نشرت مسابقة الكلمات المتقاطعة اليومية في أحد أعدادها ولكنها لم تكن من إعداد العبقري "بيل شورتز" الذي يعد الكلمات المتقاطعة بصفة يومية في الجريدة منذ 17 عاما .. ولكنها كانت في ذلك العدد من إعداد "بيل كلينتون" الرئيس الأميركي الأسبق بمناسبة صدور عدد ممتاز عن الـ«بيبي بومرز» (جيل الاميركيين الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية) ، وقررت هيئة التحرير في وجود بيل كلينتون بينهم ان تكون الكلمات المتقاطعة فيها عن ذلك الجيل ، واقترح كلينتون ان يعد الكلمات المتقاطعة في هذا العدد واحد من ابناء ذلك الجيل وجاء الإختيار على بيل كلينتون نفسه بعد ان اعترف لهم الى ادمانه على حل وإعداد الكلمات المتقاطعة ، وليس سرا ان كلينتون يهوى حل الكلمات المتقاطعة منذ ان كان في البيت الابيض خاصة تلك التي كانت تنشر في جريدة «نيويورك تايمز» والمعروف عن كلينتون انه متعدد الهوايات والمواهب فهو يعزف على آلة الساكسفون بمهارة ويعزف على الغيتار، ويتحين الفرص للاستمتاع بلعبة الغولف ، وقد زاد عشق كلينتون للكلمات المتقاطعة بعد ان خرج من البيت الابيض وقال في الفيلم التلفزيوني الوثائقي "ويرك بلاي- " لعب العمل - عن الكلمات المتقاطعة: «في سني هذا (ستين سنة)،

اخاف من امراض الشيخوخة خاصة الزهايمر ، ولهذا أقوم بحل الكلمات المتقاطعة بكثرة حيث أن ابحاث علمية نُشرت مؤخرا أكدت على ان الكلمات المتقاطعة (تساعد على منع هذا المرض او التخفيف من اثره بعد بدايته)، وقام بيل كلينتون بالفعل بإعداد الكلمات المتقاطعة في ذلك العدد وجاءت ناجحة للغاية ونالت إعجاب الجميع، ويقال أن قسم الكلمات المتقاطعة بالجريدة كان قد وضع التصميم – خاصة وأن كلينتون ليس محترفا في إعدادها - ثم ارسل القسم تصميم شبكة الكلمات المتقاطعة الى كلينتون وطلب منه وضع الاسئلة والاجوبة طبقا للتصميم ، وجاء إنجاز كلينتون في الكلمات المتقاطعة بذلك العدد ناجحا للغاية وقد قام ملايين القراء بزيارة موقع الجريدة على شبكة الانترنت لحل كلمات كلينتون المتقاطعة وأبدوا إعجابهم المتدفق بها . وقال بيل شورتز كاتب الكلمات المتقاطعة في جريدة (نيويورك تايمز) في حوار لجريدة الشرق الأوسط نشرته في أحد أعدادها عام 2007 ، انه كان يعرف ان الرئيس السابق بيل كلينتون يحل كلماته المتقاطعة منذ ان كان رئيسا، وانه دعاه الى البيت الابيض اكثر من مرة، وتحدثا عن تاريخ وفن واسرار الكلمات المتقاطعة.

الكلمات المتقاطعة وتنشيط الذاكرة

وقالت دراسة اصدرها خبير «ناشيونال انستيتيوت اوف هيلث» - معهد الصحة الوطني - ان الكلمات المتقاطعة، والقراءة، ولعب الورق ، تساعد على مواجهة الزهايمر، واضافت الدراسة : لم يتأكد العلماء من صلة معينة بين نشاط المخ والزهايمر لكن تقول نظرية ان الرياضة الذهنية تساعد المخ على مواجهة انقراضه مع تقدم السن. ومن جهته قال بيلي هيلز، استاذ علم نفس في جامعة كوستال (ولاية نورث كارولينا) : هناك مثل اميركي يعتبر انك تفقد ما لا تستعمل ، وتفقد ذاكرتك اذا لم تستعملها ، ولهذا تجبرك الكلمات المتقاطعة على ان تفعل شيئين مهمين هما :
اولا : تتذكر اشياء نسيتها

ثانيا، تفكر في اشياء لم تكن تعرفها.

واضاف: يجب الا ننسى ان الكلمات المتقاطعة مصدر رئيسي للمعرفة لا يتوقع اي شخص ان يقدر على الاجابة على كل الاسئلة ولهذا يسأل الذي يجلس الى جواره او يبحث في قاموس او معجم او كتاب تاريخ أو على صفحات شبكة الإنترنت، واشار الى اهمية متابعة الاخبار اليومية لان الكلمات المتقاطعة التي تنشرها الصحف اليومية تميل نحو كلمات لها صلة بالتطورات السياسية في الداخل او الخارج.

قصة أول شبكة للكلمات المتقاطعة بجريدة (نيويورك وورلد)

تقول كتب ومراجع التاريخ وكافة الدراسات التي أعدت في هذا الشأن أن اول شبكة كلمات متقاطعة نشرت في جريدة «نيويورك وورلد» كانت يوم 21/12/1913 م وكتبها ارثر واين وهو صحافي بريطاني هاجر من ليفربول الى نيويورك حيث دخل عليه رئيس تحرير الجريدة ذات يوم من ايام النصف الثاني من شهر ديسمبر عام 1913 م وقال له ان عدد يوم الاحد الاسبوعي الذي سوف ينشر يوم 21 ديسمبر عام 1913 م ثقيل وممتليء بالكثير من المواد الجادة وسأله اذا كان يعرف الغازا او مسابقات لنشرها ، هنا تذكر واين انه كان يلعب مع زملائه في ليفربول «كلمات سحرية» (حيث يكتب شخصا حروف كلمة أفقيا ، ثم يضيف آخرون كلمات عمودية يقاطع حرف فيها حرفا في الكلمة الافقية .. وهكذا) ، فدفعه هذا إن قيامه بتصميم شبكة للكلمات المتقاطعة وأعطاها لرئيس التحرير وبالفعل قام على الفور بنشرها على صفحات العدد الأسبوعي لتحد من جدية موادة وثقلها على القاريء.

ولم ينس واين وطنه الاول بريطانيا ففي سنة 1924 م ، نشرت جريدة «صنداي اكسبرس» اول كلمات متقاطعة كتبها خصيصا لهذه الجريدة . وبعد ذلك بعشرين سنة تقريبا اصدرت دار نشر «سايمون آند شوستر»، اول كتاب يحوي العديد من مسابقات الكلمات متقاطعة ، وفوجئت دار النشر بكثرة الاقبال على الكتاب وكانت تلك بداية فعلية لما أطلق عليه «جنون الكلمات المتقاطعة» ، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا لا تزال دار النشر هذه تنشر كتابا مستقلا كل سنة عن الكلمات المتقاطعة.

هل هناك صلة بين الكلمات المتقاطعة والحروب ؟
يقول بيل شورتز معد الكلمات المتقاطعة بجريدة "نيويورك تايمز" - مستندا إلى أراء العديد من الخبراء - أنه بالفعل توجد علاقة وثيقة بين الحروب والكلمات المتقاطعة وذلك لسببين :
اولا، استعمالها لنقل معلومات سرية للغاية خلال الحرب العالمية الثانية ففي سنة 1944 م اكتشفت الاستخبارات البريطانية ان صحيفة «صنداي تلغراف» نشرت كلمات متقاطعة فيها كلمة «يوتا» وهي كلمة السر لضرب المانيا مما اصاب الإستخبارات البريطانية بدهشة كبيرة ، ومنذ ذلك الحين ظلت الاستخبارات تتابع الكلمات المتقاطعة عن كثب بحثا عن اسرار العدو (تأكد فيما بعد ان الكاتب ليونارد داوي معد الكلمات المتقاطعة كان قد قصد ولاية «يوتا» الاميركية ، ولم يكن يعرف اي شئ عن اي خطة عسكرية).

ثانيا، خلال نفس الحرب وزع البنتاغون كتب الكلمات المتقاطعة على ملايين الجنود الذين كانوا يحاربون في اوروبا وغرب المحيط الهادي وشمال افريقيا للقيام بحلها في أوقات الهدنة والإسترخاء ، واثبتت ابحاث علمية اشرف عليها البنتاغون ان الكلمات المتقاطعة كانت ترفع الروح المعنوية للجنود في تلك الحرب.

وقال مارك رومانو، مؤلف كتاب «رحلة الى داخل ادمان الاميركيين الكلمات المتقاطعة» والذي صدر سنة 2005 م : ادمن الجنود الاميركيون خلال الحرب شيئين: الكلمات المتقاطعة والشوكولاته ، وكانت تلك من اسباب انتشار الاثنين في اوروبا وربط الكتاب بين الكلمات المتقاطعة والشوكولاته كشيئين يعشقهما الأمريكيون بوجه عام ، وقال : الأمريكيون يتشابهون ايضا في الانقطاع عنهما ثم العودة اليهما بعد غياب فهما بالنسبة إليهم شيئين لذيذين لا نهاية للاستمتاع به.

في أوكرانيا .. الكلمات المتقاطعة وسيلة لجذب السياح

في مدينة "ليفوف" الاوكرانية توصل بعض المصممين الى اختراع غريب لجذب الزوار الى مدينتهم .. الفكرة عبارة عن اقامة شبكة من الكلمات المتقاطعة بارتفاع 100 متر على واجهة احدى الابنية العالية .. ولكن الطريف في هذه الفكرة ان هذه الشبكة من الكلمات المتقاطعة تبدو فارغة في النهار وتحتوي على الاسئلة فقط ..اما في الليل وبواسطة بعض الاضواء الخاصة تنبعث من داخل هذه الشبكة يستطيع الزوار قراءة حلول الاسئلة التي اجابوا عليها نهارا لان الاضواء على الشبكة تقوم بجعل الحلول على الشبكة واضحة جدا بعكس الوضع في النهار حيث اضاءة الشمس القوية التي تجعل هذه الشبكة تبدو وكأنها غير محلولة .. يقول اهل المدينة ان الزوار يحرصون على القدوم ليلا بكثرة لمشاهدة هذه الكلمات المتقاطعة ويقومون بتصويرها لمنظرها البديع.

علاقة الكلمات المتقاطعة بالصلع

السؤال الي يتبادر إلى زهني دائما هو هل هناك علاقة بين إعداد الكلمات المتقاطعة والصلـع ؟ وذلك لأنني أجد في الكثير من الأحيان أن معدي الكلمات المتقاطعة في الصحف – خاصة العربية – يتمتعون بروؤس صلعاء - وأنا واحد منهم بالتأكيد – ولكنني أعتقد أن هذا الأمر ربما جاء مصادفة خاصة وأن هناك مصممون للكلمات المتقاطعة – أيضا في الصحف العربية – يتمتعون بشعر كثيف وغزير على رؤوسهم ولو وزع هذا الشعر على رؤوس كل معدي الكلمات المتقاطعة في صحف العالم لكفتهم وفاض منه أيضا .. المهم أن هذا الأمر بالنسبة لمعدي الكلمات المتقاطعة .. ولكن هل هناك علاقة بين حل الكلمات المتقاطعة وبين الصلع ؟ .. فمنذ عدة سنوات كنت أعتقد أن حل الكلمات المتقاطعة يؤدي إلى الصلع خاصة كلما تذكرت أن الفنان المصري الراحل حسن فايق صاحب أشهر صلعة في السينما العربية كان يحب حل الكلمات المتقاطعة لدرجة العشق والإدمان وكان يقودني تفكيري إلى أن حل الكلمات المتقاطعة بكثرة وإدمانه عليها هي السبب وراء صلعته الشهيرة تلك .. ولكنني عندما قرأت ذات يوم أن الفنان الراحل عبدالحليم حافظ – الذي كان يتمتع بشعر كثيف - كان يهوى حل الكلمات المتقاطعه وأنها كانت صديقته خاصة اثناء محنته مع المرض تأكدت من أنه لا علاقة بين الكلمات المتقاطعة والصلع فلو كنت أشك لحظة واحدة في مقتبل شبابي أن هناك علاقة بين إعداد أو حل الكلمات المتقاطعة والصلع لكنت تركتها على الفور حتى أحافظ على شعري الجميل الذي كنت أحمله فوق رأسي ذات يوم.

هذا ما حدث في دهاليز جريدة الوطن عام 1988 بسبب الكلمات المتقاطعة

في عام 1988 م كنت أجلس في عملي بقسم فكر وفن بجريدة الوطن الكويتية وكان يترأس القسم وقتذاك الأستاذ الكبير سليمان الفهد وكان يزاملني عدد من المحررين البارزين – وقتذاك – منهم محرر أعتقد أنه فلسطيني أو أردني جاء ذات يوم إلى غرفتنا بالجريدة ومعه فنانة خليجية شهيرة كانت تعيش في الكويت في ذلك الوقت ولست أدري أين هي الآن .. جلس على مكتبه الأنيق وجلست هي أمامه هذه الفنانة بأناقتها التي فاقت أناقة المكتب وكل المكاتب واللي كانوا قاعدين عليها .. وامسك هذا المحرر بالهاتف واتصل براعي البدالة وهو مصري كان يجلس لتحويل المكالمات الخارجية والداخلية التي كانت تصدر من داخل الجريدة أو تأتي من خارجها .. وقال لراعي البدالة .. (عطني جريدة كذا – لم يحضرني اسمها الآن – السعودية) .. وبعد قليل أوصل راعي البدالة ذلك المحرر بالجريدة السعودية وقال لهم بصوت عال ومسموع .. "أخي أول أمس نشرتم كلمات متقاطعة في العدد رقم كذا .. ممكن ترسلوا لنا نسخة من العدد؟" .. وفجأة انقطع الإتصال بالجريدة السعودية لرداءة الأحوال الجوية يومئذ ، وعاود المحرر الإتصال براعي البدالة وقال له : "عطني الجريدة السعودية مرة أخرى" .. وحاول راعي البدالة عدة مرات وسط استعجال المحرر إلى أن عاود الإتصال مع الجريدة ودار بين المحرر ومسئول بالجريدة هناك الحوار التالي :

المحرر : أخي في عدد أول أمس نشرتم كلمات متقاطعة .. هل ممكن ترسلوا لنا نسخة من العدد؟.
المسؤول : لماذا هل الكلمات المتقاطعة فيها ما يسيء لأحد عندكم أو يضره؟
المحرر : لا بالعكس فالكلمات المتقاطعة هذه احتوت على اسم الفنانة الخليجية فلانة في العمود 8 رأسي وهي بتشكركم وتريد الإحتفاظ بنسخة؟
المسؤول : عطني عنوانكم وأنا أرسل لكم نسخة على عيني؟
المحرر : أنا في جريدة الوطن الكويتية .. ارسل لي نسخة على عنوان الجريدة.
المسئول : حاضر قريبا سوف تصلكم نسخة إنشاء الله.
المحرر : في أمان الله وشكرا لك.

هذا المحادثة مع الجريدة منذ المحاولة الأولى وغيرها من المحاولات إلى أن انتهت استغرقت حوالي ساعة ونصف كنت خلالها قد فهمت ماذا تريد هذه الفنانة حيث أنها كانت سعيدة لوجود اسمها في كلمات متقاطعة بالجريدة – وهذا أمر طبيعي فكل إنسان – مهما كانت مكانته - يحب أن تسلط عليه الأضواء خاصة في صفحات المسابقات والكلمات المتقاطعة وغيرها .. وخلال هذه المدة الزمنية قمت بإعداد كلمات متقاطعة كاملة وضعت فيها صورة هذه الفنانة واسمها – وليس اسمها فقط كما جاء في الجريدة السعودية التي كانت ترغب في إقتناء نسخة منها – وقلت لها شيء رائع أن يظهر اسم شخص ما في كلمات متقاطعة فهذا دليل على بلوغ شهرته مداها .. ولكن ماذا لو شاهدت صورتك في شبكة للكلمات المتقاطعة ؟ قالت بالتأكيد سيكون الأمر أفضل وأحسن بكثير .. فنهضت من مكتبي وذهبت إليها حيث كانت لا تزال تجلس على مكتب زميلنا المحرر وعرضت عليها الكلمات المتقاطعة التي قمت بإعداها خصيصا لها واضعا صورتها فقط في شبكة الكلمات المتقاطعة ووضعت الأسئلة عن أعمالها وعن جوانب من حياتها فنالت إعجابها وقالت لي : (انشرها يامعود ولا داعي نتصل بجريدة أخرى لطلب نسخة من كلمات متقاطعة تتناولنا من قريب أو بعيد) .. ومن هنا تولدت لدىّ فكرة إدخال صور الفنانين والفنانات خاصة الخليجيين والخليجيات في شبكات الكلمات المتقاطعة التي أقوم بنشرها في الصحافة الكويتية تماما كما أفعل في الشبكات التي كنت أنشرها في الصحافة المصرية.
إختلاف حول أكبر شبكة للكلمات المتقاطعة أعدت في العالم

اختلف الكثيرون حول أكبر شبكة أعدت في العالم للكلمات المتقاطعة ، فها هو الشاب المغربي المدعو "العربي وزبير" – 29 سنة - من مدينة تيفلت المغربية الصغيرة الهادئة يسعى الى تسجيل اسمه واسم مدينته في موسوعة جينيس للارقام القياسية باعتباره مصمم أكبر مسابقة للكلمات المتقاطعة حيث أنه تمكن بعد 11 شهرا من العمل الشاق من تصميم مسابقة للكمات المتقاطعة تضم 120 ألف مربعا ويبلغ طولها أربعة أمتار وعرضها ثلاثة أمتار وقد قام بوضع 22780 سؤالا رأسيا و21160 سؤالا افقيا لاتمام المسابقة ، وكان وزبير قبل احدث انجازاته صاحب رقم قياسي دولي في تصميم مسابقة كلمات متقاطعة مكونة من 100560 مربعا طولها 2.10 متر وعرضها 1.20 متر ، وقال وزبير لوكالات الأنباء العالمية "حاليا تجاوزت العدد السابق الذي كان مئة ألف ومئة وخمسة وستين خانة. الان تجاوزته الى مئة ألف وعشرين ألف خانة وهذا رقم قياسي عالمي وليس رقما قياسيا في العالم العربي فقط ، ولم يكتف وزبير بذلك بل أصبح أول شخص في العالم يجمع بين الكلمات المتقاطعة والسودوكو في لغز واحد ، ويعمل حاليا على اعداد أكبر مسابقة تجمع بين الارقام والكلمات ، ويتضمن لغزه المزدوج 100 ألف مربع ويبلغ طوله خمسة امتار وعرضه مترين ، ويتعين على من يريد حل هذا اللغز الصعب التوصل الى اجابات على 13020 سؤالا افقيا و13406 اسئلة رأسيا ، وقال وزبير ان هذا اللغز يمكن ترجمته الى أي لغة دون تغيير محتواه لانه قائم على حقائق متعلقة بالقرن العشرين ، وقال "هذه اللعبة تجمع كل ما له علاقة بالارقام.. أحداث.. قياسات.. مسافات وحسابات رياضية ، كل ما يتضمنه عالم الارقام وبذلك تكون مزيجا بين الكلمات المتقاطعة ولعبة السودوكو. الا أن ما يميزها عن الاثنين هو أنها تعطي معرفة أدق لشخصية ولحدث ولموقع الحدث ، كما أنها تساهم في تنشيط الذهن أكثر من الكلمات المتقاطعة فقط أو من السودوكو فقط. ويعكف وزبير حاليا على ملء استمارات ارسلتها اليه موسوعة جينيس للارقام القياسية للتعرف على انجازه تمهيدا للحصول على اعترافها ، ورغم اعتزازه بما انجزه يعترف وزبير بان عمله لم يلق اهتماما من وسائل الإعلام العربية.
كما أن اليمني عبد الكريم علي قاسم يستعد للاحتفال بدخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية وذلك بكسره للرقم القياسي لأكبر شبكة كلمات متقاطعة في العالم. ويقول إنه عانى الكثير من أجل هذا الإنجاز غير المسبوق ، وفي حوار معه حول هذا الموضوع قال عبدالكريم لوكالات الأنباء : "لكي أنجز أكبر شبكة في العالم للكلمات المتقاطعة عكفت على جمع المعلومات من أكثر من 120 معجما ومرجعا، ودونت المعلومات بشكل دقيق حتى تمكنت من تأليف كتاب بذلك أسميته "حصاد الحروف والمعلومات" ويحتوى على 4500 معلومة في كل الجوانب الحياتية المحلية والعالمية ، ثم قمت بإسقاط جميع المعلومات في النماذج الأولية لشبكة الكلمات المتقاطعة ، وقد استمر العمل ست سنوات منذ عام 2000 إلى 2006 ، وجاءت شبكة الكلمات المتقاطعة بمساحة 350 مترا مربعا، ويحوي 8721 معلومة، الأفقية عددها 3710 ، والعمودية 4711. أما مربعات الشبكة فعددها 32000 ألف مربع، فيها 26 ألف حرف. وتتكون الشبكة من سبع قطع: الأولى موجود فيها الشعار الوطني لليمن، والثانية عن الشعار الانتخابي لرئيس الجمهورية، والثالثة نبذة مختصرة عن صاحب المشروع، والرابعة عن مكافحة الإرهاب، والخامسة عن العلاقات الخليجية اليمنية، والسادسة لإبراز الجانب السياحي لليمن، والسابعة إهداء إلى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، ولإنجاز هذا التصميم الضخم لشبكة الكلمات المتقاطعة استخدمت ورقا مقوى بوزن 120 كجم وطول 50 مترا وعرض سبعة أمتار، و240 قلما من نوع فلومستر بمقاسات وألوان مختلفة، ولواصق شفافة بطول 10800 ياردة، وأربعة لترات من حبر الجنشيان الطبي ، ووضعت الخطوط بمساحة ستة آلاف وسبعمائة وخمسين مترا ،واستخدمت ثلاث دزائن من أقلام الكوريكت لكي أصحح الأخطاء التي كنت أقع فيها ومثلهم من المحايات حرصا مني على التدقيق في العمل.
كما أعلن أن الصحافي التونسي ناجي بن جنات قد أضيف إلى موسوعة "غينيس" للارقام القياسية بعد ان انجز اكبر شبكة كلمات متقاطعة في العالم يبلغ طولها 20 مترا وعرضها ثلاثة امتار وتحتوي على 1845 مربعا ، وقال بن جنات انه قضى نحو شهر في اعداد شبكة الكلمات التي استهلكت 15 ليترا من الحبر الصيني وعشرة كيلوغرامات من الورق و40 قلما وأكثر من 10 محايات ، وتحتوي الشبكة العملاقة على 1845 مربعا وتضم المئات من اسماء مشاهير تونس والدول العربية والعالم في الثقافة والاداب والفنون ، كما أنها احتوت على أطول عنوان في شبكة للكلمات المتقاطعة هو عنوان كتاب "اتحاف اهل الزمان باخبار ملوك تونس وعهد الامان" تأليف التونسي ابن ابي الضياف ، وقال جنات الذي يعمل في صحيفة (الحرية) التونسية: (الحلم الذي بدأ معي منذ ثماني سنوات تحقق بانجاز اكبر شبكة كلمات متقاطعة في العالم)، ولقد تم عرض شبكة الكلمات المتقاطعة التي انجزها جنات عام 2006 في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس وذلك بمناسبة احتفال تونس بمرور خمسين عام على الاستقلال.

ويطمح شاب سوري يدعى عبد الرزاق المجذوب في دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية من خلال تصميمه لاكبر مسابقة كلمات متقاطعة في العالم تضم 2920 مربعا ، وكان شابا تونسيا قد دخل موسوعة جينيس من قبل بعد تصميمه لشبكة للكلمات المتقاطعة احتوت على 1845 مربعا ، وقالت صحيفة الثورة الرسمية السورية إن المجذوب قضى شهرين في تصميم المسابقة التي تضم أسئلة عن معلومات فنية ورياضية وجغرافية وسياسية وثقافية وإنه يسعى لطباعتها على القماش بطول 35 مترا وعرض أربعة أمتار لتكون أكبر مسابقة كلمات متقاطعة في العالم.

وأعلن زوجان روسيان انهما نجحا أخيراً في تحقيق رقم قياسي عالمي جديد في مجال أضخم شبكة كلمات متقاطعة ، وقال الزوجان سفيتلانا وسيميون بيلياييف ان شبكتهما المتقاطعة تتضمن 64 ألفا و371 كلمة موزعة على الاتجاهين الأفقي والرأسي ، مؤكدين على أن ذلك الرقم يتفوق على الرقم القياسي العالمي الحالي بنحو 10 آلاف كلمة ، وأشار الزوجان الى انهما شرعا في تصميم تلك الشبكة قبل نحو 7 سنوات وأن حلها بالكامل يتطلب سنتين على الاقل ، ويسعى الزوجان حالياً الى ادراج شبكتهما العملاقة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية باعتبارها الأضخم من نوعها على مستوى العالم.

من طرائف الكلمات المتقاطعة

أكد الصحفي أليكس فاي انه تقدم بطلب يد حبيبته من خلال الكلمات المتقاطعة التي يقوم بنشرها في صحيفة يو إس آي توداي الأميركية وان طلبه قوبل بـ ... نعم ، وقال أليكس فاي، الذي ألف شبكة كلمات متقاطعة خاصة ونشرها في الصحيفة ، انه اختار هذه الطريقة غير التقليدية لأن حل الكلمات المتقاطعة التي يقوم بإعدادها كان أمراً مهما تقوم به صديقته ليزا ستيرن يومياً ، وقال فاي : "عندما كنت أفكر في طريقة مختلفة كي أعرف أن صديقتي هذه ترغب في الزواج بي أم لا خطرت ببالي فكرة الكلمات المتقاطعة لأنها شيء نتقاسمه فأنا أقوم بإعدادها بينما هي تقوم بحلها .. وأحببت أن أكون قد إبتكرت أمرا (غير تقليديا) وأضاف فاي ان حبيبته شكّت بالأمر خلال قيامها بحل الكلمات المتقاطعة لكنها لم تكتشف ما يجري إلى أن كادت تشارف على نهاية الحل عندما أجابت عن (سؤال طرحه حبيبها فاي) يقول (هل تتزوجيني؟) فجاءت الإجابة بـ (نعم) وسط موافقة بإبتسامة عريضة منها وإماءة برأسها بالموافقة .. عندئذ سارع فاي وقدم إليها خاتم الزواج ، وقالت ستيرن "لقد ذهلت حقاً، كنت أعرف ان فاي يفكر في كيفية الحصول على موافقتي بطريقة جديدة ومبتكرة وخلاقة لكنني لم أكن أعلم ان طريقة الكلمات المتقاطعة سيكون جميلة وجذابة وفريدة وممتعة لهذه الدرجة".

تشكو أمها والسبب الكلمات المتقاطعة

اتصلت إحدى المشاهدات بمقدم إحدى البرامج الإجتماعية بقناة فضائية شهيرة تشكو أمها التي أدمنت حل الكلمات المتقاطعة بصورة تسبب لها – ولهم – العديد من المواقف المحرجة والمشاكل حيث قالت : أمي تدمن حل الكلمات المتقاطعة تقريبا من الساعة 8 مساء إلى الساعة 2 قبيل الفجر ، حالة أمي تكون قبيل الكلمات المتقاطعه : (عصبية ومتضـايقه) اما حالة امي بعد الكلمات المتقاطعه : (سعيدة ومستـأنسـة) و بصراحه انا واختي الوحيدة - وهي اكبر مني بالجامعة - صرنا انغار من الكلمات المتقاطعه لان امي صايره تعطيها اهتمام اكبر من أي شيء بالبيت لدرجة أن خالتي مرة بزيارتنا وكانت شوي مضايقه جان نحط الشاي والقهوه ، وجاء موعد بد أمي حل الكلمات المتقاطعة .. طلعت الكلمات المتقاطعه واكشتت بخالتي وأخذت أمي تحل الكلمات المتقاطعة ، وخالتي اقعدت اتسولف وامي بس اتهز برأسها وخالتي قالت حق امي : (انت بس اتهزين براسج ما تشاركين في شيء من اللي اقوله) وكانت خالتي تنتظر من امي جواب او اي رد من أمي ولكن امي كان بالها مو مع خالتي مع الكلمات المتقاطعه جان امي تنظر حولها وتقول لخالتي ممكن تقولي لي "ماهي عاصمة نيجيريا الجديده" .. جان تطلع خالتي امعصبه وامي كانت قاعده اتكمل الحل جنه ماصار شيء بعد ماخلصت الكلمات المتقاطعه جان تسألني (وين خالتج؟) ومن يومها قام يزيد كره وحقد عائلتنا للكلمات المتقاطعه وعشان جذي امي كل يوم لما اتروح الدوام تاخذ صفحة الكلمات المتقاطعه واتخشها عشان محد منا يقوم بشجها وكانت كثيرا ما تأخذها معها في جنطتها وإذا ضاعت منها أو تمزقت اتروح الجمعيه أو البقالة مخصوص لتشتري جريده غيرها عشان خاطر عيون معشوقتها الأولى الكلمات المتقاطعة ، وعندما يأتي موعد بداية حلها للكلمات المتقاطعها تعيش أمي في عالم تاني وتنسى كل من حولها.

تبلغ من العمر 75 عاما وتطلب مني تعليمها كيف تقوم بحل الكلمات المتقاطعة

ترتبط زوجتي بعلاقة طيبة مع زميلة لها كويتية وتمتد هذه الصداقة بينهما منذ قرابة الـ 20 عاما وذات يوم قريب قالت لي صديقتها هذه أن والدتها تطلب مقابلتي بخصوص صفحة (تسالي الوطن) التي أقوم بإعدادها بجريدة الوطن الكويتية منذ سنوات طوال .. سعدت لهذا الطلب وذهبت في زيارة عائلية لهذه الأسرة بصحبة زوجتي وقابلت هذه السيدة وهي تبلغ من العمر 75 عاما أو أقل قليلا ، وجدنا منها ترحاب شديـد – فهي تعرف زوجتي جيدا - وبعد أن تناولنا القهوة العربية والتمر اللذيد إضافة إلى ما لذ وطاب من واجب الكرم والضيافة التي تشتهر به الأسر الكويتية وجدتها تشيد بصفحة التسالي التي أقوم بإعدادها ولكنها قالت لي أنها تعرف كيفية حل جميع المسابقات بالصفحة ولكنها لا تعرف كيف تقوم بحل شبكة الكلمات المتقاطعة .. تجيد حل مسابقة السودوكو ومسابقة من هو ومن هي ؟ وإختبر معلوماتك والكلمة الدائرية أما الكلمات المتقاطعة فهي لا تعرف كيف تقوم بحلها وطلبت مني أن أعلمها كيف تقوم بحل الكلمات المتقاطعة على وجه الخصوص .. قلت لها (على عيني وراسي يا خالتي) وبدأت بالفعل في تعليمها كيفية حل شبكة الكلمات المتقاطعة والشيء الذي لفت إنتباهي في هذه السيدة أنها تتمتع بثقافة عالية في مجالات عديدة ولديها سرعة بديهة مما ساعدني على تعليمها كيفية حل الكلمات المتقاطعة بسرعة شديدة وفي الزيارة الوحيدة التي قمت بها لها .. ومنذ ذلك الحين وهذه السيدة أصبحت تجيد حل مسابقة الكلمات المتقاطعة بل وأصبحت أول ما تبدأ به من حلول للمسابقات التي تحتويها صفحة (تسالي الوطن).

تقي من الزهايمر أو تحد من خطورته

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى