السبت ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

المركبة عدت

في يوم من أيام عام 1975 كان الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني فى مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو وأثناء وقوفه فى الطابور أمام المصعد فى انتظار دوره إذ بالفنان عبد الحليم حافظ يشده من الطابور وقال له: أغنية الفنانة عليا يا حبايب مصر كان نفسى أغنيها ومع هذا لو أنت كاتب كلمات لأغنية وطنية جديدة كلمنى أو اتصل بالموسيقار محمد عبد الوهاب على التليفون وهذا رقمه وأعرض عليه الكلمات.

اتصل الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني بالموسيقار محمد عبد الوهاب فقال للشاعر مصطفى الضمراني: هل كتبت شيئا؟ عبد الحليم كلمنى؟

فقال الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني: نعم كاتب حاجة جديدة فقال الموسيقار محمد عبد الوهاب: سمعني فقرأ الشاعر مصطفى الضمراني الاغنية التي كتبها بعنوان المركبة عدت وبعد ذلك قال الموسيقار محمد عبد الوهاب للشاعر الصحفي مصطفى الضمراني: خذ تليفون عبد الحليم الخاص وقول له محمد عبد الوهاب لن يلحن غير هذه الأغنية.

انتهت المكالمة ولم يتصل الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني بالفنان عبد الحليم حافظ ومرت 5 أيام ولم يتبقى على الحفلة التى سيحضرها الرئيس السادات يوم 5 يونيو 1975 بمناسبة عودة افتتاح قناة السويس أمام الملاحة العالمية سوى 10 أيام.

عندما عاد الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني إلى بيته قالت له زوجته: الأستاذ محمد عبد الوهاب اتصل بك أكثر من مرة وينتظر منك مكالمة على تليفون منزل عبد الحليم حافظ وكان الشاعر مصطفى الضمراني فى ذلك الوقت بسكن فى مصر القديمة.

اتصل الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني عبر التليفون فرد الفنان عبد الحليم حافظ وقال للشاعر الصحفي مصطفى الضمراني: الأستاذ معك وأعطى سماعة التليفون للموسيقار محمد عبد الوهاب الذى قال له: يا أستاذ مصطفى أنا طلبت منك تكلم عبد الحليم من أجل الأغنية فقال له الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني: حضرتك لم تطلب منى أن أرسل لك كلمات الأغنية؟ فقال الموسيقار محمد عبد الوهاب: أنا سجلت الكلمات على التليفون ثم نادى على المايسترو أحمد فؤاد حسن قائد الفرقة الماسية وقال له: سمع مصطفى البروفة ثم طلب الموسيقار محمد عبد الوهاب من الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني الحضور فى اليوم التالى أثناء البروفة الرئيسية فى معهد الموسيقى العربية.

الفنان عبد الحليم حافظ أعطى مكافأة للشاعر الصحفي مصطفى الضمراني كما أعطاه أيضا الموسيقار محمد عبد الوهاب مكافأة وكان إجمالي المكافأة 500 جنيه وهو رقم كبير في ذلك الوقت.

كانت أغنية المركبة عدت كلمات الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني ولحن الموسيقار محمد عبد الوهاب وغناء العندليب عبد الحليم حافظ من الأغنيات التي خلدت القرار التاريخي الذي أتخذه الرئيس السادات بعودة افتتاح قناة السويس أمام الملاحة بعد نصر أكتوبر الذي تحقق عام 1973 حيث تم إغلاقها عام 1967 نتيجة لعدوان إسرائيل على مصر واحتلالها سيناء.

الإعلامية سامية صادق رئيسة التليفزيون في ذلك الوقت عبرت عن سعادتها بمعايشتها لهذا الحدث وقالت: إنها لحظات لا تنسى حيث أشرفت على تصوير أغنية المركبة.

كان أحد السفراء في زيارة للموسيقار محمد عبد الوهاب بمنزله المطل على النيل بالزمالك وكان قد استمع لأغنية المركبة عدت فقال لمحمد عبد الوهاب: مبروك هذه الأغنية الرائعة وكان قد مضى على إذاعتها أكثر من عشر سنوات فقال محمد عبد الوهاب للسفير: هذه أغنية قديمة ولكن السفير قال له أنه سمعها لأول مرة يوم 5 يونيه فاتصل محمد عبد الوهاب بالإعلامية سامية صادق وقال لها: حضرتك ساكنة على النيل وبتشوفى المراكب بتعدى قدامك كل يوم؟ فأجابته: نعم .. فسألها محمد عبد الوهاب: اشمعنى مركبتى أنا اللى مابتعديش إلا كل سنة مرة؟ فضحكت سامية صادق وفهمت مغزى السؤال وبدأت تتدخل لإذاعة أغنية المركبة عدت فى القنوات المختلفة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى