الجمعة ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

المسافة صفر

ناصر ابراهيم يوسف خليل قورة

وإذا مرَّ العمرُ المرُّ وصِرتَ كحُرٍّ فتذكَّرْ
أنَّ اسميَ فوقَ الجدرانِ محفورٌ باللونِ الأحمرْ
وتذكر أني لا أختارُ فرارَ العارِ من الميدانْ
ترميني طَلَقَاتُ الغدرِ فاستقبلها كما الفرسانْ
وحينما قام منادٍ فينا
"كونوا لنا حصناً ينُجينا، كونوا ماءًا يروي نبتاً،
كونوا درعاً، كونوا سيفاً، كونوا ملاذ الأم الثكلى،
كونوا نجم الليل الحالك إن ضاع المرفأ يُهدينا"
قمتُ وقاموا اُسود حولي نعدو نحو الهدف ونزأر
وتقدمنا بكلِ جسارة، وجميعنا يشدو ويكبر
ورفعنا رايات العزة ورأينا الظالم يتحسر
لا تنساني صديقي _ تذكرْ
أنّا رَغمَ ظَلامِ الخوفِ الشاهقِ فينا منذُ عصورْ
وأنَّ برغمَ غرامِ البعضِ بزيفِ الوعيِ
ورغم السعي بأنَّا نحيا ضلال الزورْ
بصيحةِ حبٍ للأوطانِ بنُيت للأحلام ِجسور
فُتِحت أبواباً وقلاعاً وتبدلت العتمة نور
أحرقنا سفنَ الأحزان ليرجع عصفورٌ مكسور
ليغرد بعد الحرمان ويجعلَ ألحانًا تتحررْ
لا تحزن لفراقي _ تذكرْ
كيف يجيءُ الناسَ العيدُ بغيرِ بُزوغِ هِلالِ الشهرْ؟
وأني ما كُنتُ لِأرقى شَهيدًا لولا المهرْ
وأنَّ الجنةَ حينَ تُنادي للأحبابْ لا تَقْبلُ مَن يرضى القهرْ
لا تقبل من أشرك ربه بالحكام وبالأوثان
من عاث فساداً في الأرض، من خاض بجهلٍ في العرضِ،
من يأمن مكر الرحمن!
لا يدخلها العبد الأشقى، من بالذنبِ يبوح ويجهر
اسأل نفسك ثم تخيل، أننا يوم الفزع الأكبر
هل يلقانا الهادي الأطهر؟، هل يقبل أن يشفع فينا؟
أو يسقينا شربة ماءٍ تروينا من حوضِ الكوثر؟
والكوثرُ نهرٌ الأطياب، يجمعنا في يوم المحشر
لا يشربُ منه الكذاب، مَن بدَّلَ دينًا أو زرَّوْ،
فتذكرْ.

ناصر ابراهيم يوسف خليل قورة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى