

المغفلون و اللصوص يحاولون تعاطي النقد والأدب
تنتابني دائما لحظات حقيقية من السعادة حينما أرى نصا أدبيا أو نصا نقديا جيدا ، أشعر وقتها أن هناك من يجب أن نحتفي به- سواء كان هذا الاحتفاء بالقراءة أو بالمباركة لهذا الكاتب الجاد- و لذلك و بقدر هذه السعادة التي أستشعرها وقتها تنتابني أيضا حالة من حالات الدهشة و عدم التصديق و التجمد وووو حينما أرى من يسرق نصا كتبه آخر، و لذلك أظل أتساءل كثيرا ( لما يفعل هذا المأفون ذلك؟ ألنقيصة فيه؟ و إذا كان لا يعرف كيف يكتب فلما يحاول الانتساب إلى الكتابة؟ هل ستزيده شرفا أو شهرة أم أنها ستجعل العديد من الحسناوات و الشقراوات و ذوات العيون الملونة يجرين وراءه راغبات فيه و هو العبقري الذي أتى بما لم يأت به غيره؟ و لماذا يسرق من يدعي الكتابة بالرغم أنه ليس لديه ما يكتبه أو يفعله ؟) و ما قيمة الانتساب للكتابة في الأساس؟ بما أني منتسب للكتابة فأنا لا أرى فيها سوى ثقل كبير يعيقني أحيانا عن فعل الكثير من الأمور و بالتالي فهي في أوقات كثيرة تعتبر عبئا عليّ .
و ربما نتيجة لهذه الأسباب جميعا اندهشت كثيرا- بقدر ما ضحكت على ذلك المغفل الذي سرق مقالي "عمارة يعقوبيان.. مصر المهترئة تحتضر" و جلست وقتها أتساءل ( لما يفعل ذلك هذا المغفل؟ ألا يدري أن هذا المقال من أكثر المقالات التي كتبتها نقلا و تداولا على جميع المواقع و المنتديات و المجموعات البريدية؟ ألا يدري أن هذا المقال الذي كتبته قد حظي بأكبر نسبة قراءة على الإطلاق و أن الجميع يعرفون تماما أنه مقالي؟ ألم يحاول البحث على محركات البحث كي يعرف أن هذا المقال متواجد على عدد من المواقع لا يتخيلها؟- أنا نفسي كنت أندهش من عمليات النقل الكبيرة لهذا المقال في العديد من الأماكن التي لم أكن أعرفها-) هل أصابته لوثة هذا المغفل؟ ثم هناك تساؤل آخر ورد إلى ذهني حينما رأيت أن تاريخ سرقة هذا النص كان في 24 أيلول(سبتمبر) 2006 بل و زادت دهشتي حينما عرفت أن هذا المغفل مصري الجنسية و مقيم في مصر؛ لأنه إذا كان مثقفا حقيقيا أو على الأقل مجرد قارئ عادي يهتم بالثقافة- دعك من كونه كاتبا أو يدعي الكتابة- لكان قد انتبه إلى أن مقال "عمارة يعقوبيان.. مصر المهترئة تحتضر" قد نشر في مجلة "أدب و نقد" المصرية في الأول من أيلول 2006 العدد 253 ، و أن هذا المقال قد ظل لدى المجلة و لم ينشر حوالي شهر لأنه ذهب إلى المجلة متأخرا أي بعد الانتهاء من إعداد العدد و بالتالي تم تأجيله إلى العدد الذي يليه – أي أنه مكتوب قبل ذلك بشهر ، أي في حين العرض الأول للفيلم- و مدير وسكرتير تحرير المجلة يشهدا بذلك.
بل و صاحب الرواية أيضا يشهد بذلك، فأنا لم أنس بعد حديثي مع الروائي (علاء الأسواني) الذي هنأني كثيرا على هذا المقال الجاد و مدى موضوعيته و التزامه بمعايير النقد و طرحه للكثير من التساؤلات النقدية الهامة.
و لقد حاولت التماس العذر كثيرا لهذا اللص حينما رأيت مقالي في مدونته و بالتالي بحثت عن اسمي في الصفحة، ربما يكون قد قام بالنقل مع الاحتفاظ باسمي على المقال ، إلا أني للأسف وجدته مصرا على سرقتي و نسبة ما لم يكتبه لغيره.
و لذلك أحب أن أتوجه للسيد (حسن غريب أحمد) (الكاتب و الناقد و الشاعر المصري) كما يدعي، وأقول له ( أرجوك، حينما تريد أن تسرقني أخبرني بذلك و سوف أكتب لك نصا خصيصا كي تنسبه لنفسك، و في هذه الحال لن يتهمك أحد بالسرقة و السطو لأني لن أذكر لأحد أني الذي كتبته، و أحب أن أعطيك درسا بسيطا في كيفية السطو، فأنت لا بد أن تحاول التغيير و التصرف إما في العنوان أو في المادة المكتوبة بالإضافة أو الحذف حتى لا يكتشفك أحد و يعرف أنك سارق) و لكن للأسف حتى لو نجحت في فعل ذلك فلكل كاتب أسلوبه الذي يميزه و بالتالي سوف يتم اكتشافك أيضا مهما فعلت.
أما عن السرقة التي سرقها السيد حسن فهي موجودة علىرابط مدونته تلك انقر هنا