الناصرة تكرم ابنها الشاعر مفلح طبعوني
بدعوة من الحزب الشيوعي – فرع الناصرة – أقيمت نهاية الأسبوع الماضي، في قاعة بيت الصداقة، أمسية تكريمية للشاعر مفلح طبعوني، بمناسبة صدور مجموعته الشعرية (عطايا العناق)، وقد غصت قاعة بيت الصداقة بجمهور غفير من الأدباء ومحبي الأدب وأصدقاء الشاعر، برز من بين الحضور النائبان عن الجبهة في الكنيست، محمد بركة ود. عفو إغبارية وعضو بلدية نتسيرت عليت، د. شكري عواودة ونائب رئيس بلدية الناصرة، مصباح زيّاد ، كذلك برز من بين الأدباء الشاعر محمود مرعي والأديب محمد هيبي والأديب زاهر بولس.
تميزت الأمسية بكونها غير تقليدية، خصوصا وأن الشاعرة الشابة لبنى دانيال استطاعت بحوارها مع الشاعر إثارة عواطفه وحنينه للزمن الجميل، كما يراه الشاعر، وهو الفترات السابقة ومرحلة الأدب المقاوم في الشعر الفلسطيني، في فلسطين التاريخية.
حول تنوع القصيدة بأشكالها بين الكلاسيكية والتفعيلة والنثر، أجاب الشاعر الطبعوني على سؤال المحاورة بقوله " كتبت القصيدة بأشكالها كافة منذ أربعة عقود، ومن قصائدي كانت عن السجن والزنزانة، ومما جاء فيها:
أرتاح في زنزانتيلأنني أرسم تحت سقفها عينيك شعلتينأنظم كل ليلة عنك قصيدتينواحدة أنقشها هنا على الجداروالثانية أبعثها مع طائر الفنار".
بعدها تحدث عن الأسباب والأوتاد والفواصل التي تتركب منها التفاعيل العروضية، ودافع عن قصيدة النثر كنوع أدبي من حقه الحياة، خصوصا بعد أن رسخ هذه القصيدة في بلادنا الشاعر الذي رحل عنا من قريب، طه محمد علي.
كذلك تطرق بإسهاب وكان حادًّا ( كعادته)، إلى محاولة البعض "إعادة ترتيب أوراق إبداعاتنا"!! بأفكار وأيدي مشبوهة، من أجل هدم ما بنيناه برموش أعيننا وحفرناه على جدران الزنازين، وسخر بمرارة من المحاولات المشبوهة من قبل بعض الأقلام المرتزقة ، لهدم الأدب الفلسطيني المقاوم.
وقد قرأ الشاعر مجموعة من قصائده.
وقدم الأديب الناقد محمد هيبي، مداخلة نقدية قيمة حول المجموعة، وقدم تحليلا لقصيدة "راهب البروة" أثار إعجاب الحضور.
أما النائب محمد بركة فقدم ملاحظات قيمة من جملتها إمكانية قراءة الشاعر الطبعوني بأربع عيون، بعيني الصديق وبعينين لا تعرفان الشاعر.
وقدم الشاعر محمود مرعي مداخلة حول مسيرة الشعر العربي من التقليدي إلى التفعيلة، وبين أن شعر التفعيلة موغل في القدم وليس وليد القرن العشرين.
بعد ذلك جرى حوار بين الحضور والشاعر شارك في إثرائه العديد من الحاضرين، منهم حنا مسمار، مبدا جرجورة، وكريمة الشاعر فداء التي ألقت كلمة مؤثرة عن علاقتها بالشاعر كأب وكأديب، والمهندس المعماري معتصم هيبي، الذي صمم غلاف المجموعة، وتحدث عن كيفية تصميمه الغلاف.
يذكر في هذا الصدد أن الندوة تميزت بالحميمية والدف، وتفاعل الجمهور مع الشاعر وكلماته، وطالب عدد من الحضور استمرارية هذه الندوات لما فيها من فائدة، وقد تميزت الشاعرة لبنى دانيال حيث أبدعت في إدارتها للندوة وطريقة حوارها مع الشاعر وتواصلها مع الجمهور، وكذلك في قراءتها لمجموعة من قصائد الشاعر..
هذا، وفي ختام الأمسية شكر سكرتير فرع الحزب في الناصرة عدنان أبو ربيع، الحضور، مؤكدا على أهمية مثل هذه الندوات والاستمرار فيها، لترسيخ الثقافة الفاعلة الوطنية خصوصا في هذا الزمن الذي بات "الإسهال الأدبي!" أحد أبرز معالمه.
