الأربعاء ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم ماجدة حمود

النسوية في القصة القصيرة

نماذج سورية

يحسن في البداية أن نتوقف عند إشكالية مصطلح (النسوية) الذي أسيء فهمه كثيرا! إذ إن ما أقصده هو انفتاح اللغة الأدبية على خصوصية التجربة النسوية، التي نلمسها في إبداع المرأة، دون أن نحمّل هذا المصطلح أي دلالات تؤدي إلى تمييز أو تفوق أدب المرأة على أدب الرجل! لأن الإبداع، في رأيي، هو الانتماء الحقيقي للأدب بغض النظر عن جنس قائله.

خصوصية دلالة العنوان:

نلمح هذه الخصوصية في اختيار عنوان قصة "أنياب رجل وحيد" [1] (في مجوعة غادة السمان "لا بحر في بيروت" التي ظهرت طبعتها الأولى 1963) يلاحظ أن هذا العنوان يحمل دلالات القهر والمعاناة التي تتبدى في اختيار لفظة (أنياب) التي أضيفت إلى الرجل، وشكلت وحدة دلالية معها بسبب وحدة المتضايفين، مما يعني أن الكاتبة ترى الآخر بصورة مشوهة، لكن صفة (وحيد) خفّفت من هذا التشوّه، إذ جعلتنا نلمس تعاطف الكاتبة مع ظروف الرجل (أستاذ الجامعة بسام) الذي يعيش تجربة غرائبية، فقد أُخبر عبر هاتف أتاه في المنام بأنه مشرف على الموت بعد يومين، فيطغى عليه إحساس الزوال، ويتضاعف إحساسه بالحاجة إلى الآخرين، لكنهم يكشرون عن أنياب الخداع، فلم يجد أمامه إنسانا مخلصا سوى (سلمى)
تبدو المرأة هي ملاذ الرجل في محنته، بما تجسده من قيم الحب التي هي حبل نجاة للإنسان الوحيد عالم مزيف! فهي تعيد للرجل إنسانيته، وتخلصه من أنيابه ووحدته، مما يعني سيطرة صورة المرأة المنقذة على لا شعور

الكاتبة غادة السمان!

خصوصية التجربة:

نلمس في مجموعة ألفة الأدلبي "ويضحك الشيطان" التي ظهرت (1970) نعايش في قصة "من أجلك أنتِ" تجربة المرأة المهانة التي اعتدى خطيبها على شرفها وتخلى عنها بعد أن عرف أنها حامل!

يتجلى الخيال المقهور هنا في تحويل هذا الرجل إلى قطيع من الذئاب، وبذلك لا تستخدم الكاتبة الصفة السلبية (ذئب) بصيغة المفرد بل تجعلها بصيغة الجمع، فيصبح الخطيب الهارب من مسؤوليته قطيعا من الذئاب تلاحق المرأة! "آه من الذئاب!…قطيع من الذئاب يحمل رؤوسا بشرية يطاردني، يعوي ورائي…أسرع الخطا، أركض كمجنونة…" [2]

بدت لغة الحلم إثر تجربة المرأة مع الرجل المعتدي تجسيدا لمخاوفها تستطيع عبره التنفيس عن رعبها وقلقها الذي يصل حدّ الجنون!

نلمس جمالية الحوار الذي ينبع من خصوصية التجربة، إذ نعايش في هذه القصة تجربة فريدة تجسد بؤس المرأة الحامل المخدوعة، التي لا تجد من تبثه شكواها وحزنها سوى الجنين! فهو المستمع الوحيد الذي ترتاح إليه، لذلك تنشئ حوارا مدهشا بينها وبينه في أحشائها (مفترضة أنه طفلة) وبما أن المستمع (الجنين) لا يستطيع الحوار، فإن حوارها بدا داخليا أشبه بلحظة بوح واعتراف ودفاع عن النفس، إنه حوار مع الذات وكشف للحظات ضعفها وحرمانها! كما هو كشف لآمالها ومخاوفها، إذ يطاردها كابوس أنها ملاحقة تقع في فخاخ الذئاب!

اهتمت الكاتبة بأن تجعلنا نعايش تفاصيل هذه الأزمة منذ الافتتاحية، ففي الجملة الأولى فيها "صحوت من نومي مرتاعة أرتجف" وحتى الخاتمة "سأقدم على الأمر الفظيع (إسقاط الجنين) وسأحرم منك! لا من أجلي أنا بل من أجلك أنت"

تلجأ الكاتبة إلى تقنية الحوار الذي يعتمد اللحظة الراهنة (أي الترهين السردي) فيكشف مدى أزمة بطلتها الداخلية (إسقاط الجنين أمر فظيع ومحرم دينيا واجتماعيا) كما يكشف صراعا بينها وبين ذاتها تحسمه لصالح الطفلة، وكذلك لجأت الكاتبة إلى العبث بالزمن وجسدت لنا عبرالحوار الذي يجسد لحظة مستقبلية حاسمة في حياة (الطفلة لجنين)!إذ تخيلت طفلتها صبية جميلة يرفضها خطيبها لأنها ابنة غير شرعية، فنجدها تحاسب أمها باكية "لِمَ كتمت عني الأمر؟…"

إن تجاوز اللحظة الحاضرة إلى المستقبل، يدفعها إليه خوف من مجتمع ينسج البؤس حول مصير طفلتها غير الشرعية، لذلك تساعدها هذه التقنية على استباق الأحداث وحسم أمرها في التخلص من الجنين، وهي تمهد لهذا الاستباق الذي يستشرف المستقبل بعبارة "هأنذي أتخيلك" كي تمهد للمتلقي نقلتها الزمانية وتضمن تفاعله.

ثمة نوع من الترتيب رغم تجاوزها للمألوف في تقديم أحداث القصة عبر إطار زمني حر (حاضر، ماض، مستقبل) فقد لاحظنا أن حديثها عن الماضي قد سبق حديثها عن المستقبل، إنها تريد أن تقدم للمتلقي ماضي الشخصية ولحظات ضعفها ثم آلام تنتظرها في المستقبل، مما سينعكس على قرارها الذي اتخذته في حاضرها، رغم أنه يتنافى مع تلبية حاجات المرأة الداخلية وهي تجربة الأمومة!

تجربة الأمومة:

في مجموعة ملاحة الخاني "كيف نشتري الشمس" (1978) تستوقفنا قصة "أنت شبيهي" التي نجد فيها تجربة الأمومة بصورة مدهشة، فقد استطاعت الكاتبة أن تقدم رؤيتها عبر صورة تجسد بؤس العلاقة بين أم وحيدة وابن عاق نسي أمه وهو يلهث وراء لذاته ونجاحاته المادية، وقد جاءت هذه الصورة على لسان الابن العاق، فبدا لنا صوت أعماقه واضح البشاعة "مع توالي الأيام نبتت لي مخالب أخفيها وبراثن أتستر عليها، وفي موضع القلب أحمل فلزة من صخر …أنت وحدك موئلي، ودارك ملاذي.

مررت أصابعها على جبيني، توقفت عند العينين، تبسمت. المرارة تقطر من التجاعيد المرسومة حول الفم. أحس طعمها فوق لساني تلدغني ، أصابعها تغوص الآن في عمق شعري، تدغدغه بعنف..شيء ما مدبب في رؤوس الأصابع يجرح جلدة الرأس…يهبط على جبيني الذي ينـزف للتو، تكاد الأصابع تبلغ عينيّ… الأظافر نبتت واستطالت وقست باتت مثل أظافر فهد متوحش." [3]

ثمة هاجس لدى الكاتبة هو أن تجسد خصوصية مشاعر الأمومة المكلومة، فحاولت تجسيد هذه التجربة عبر أدوات تصويرية، فأي انحراف في العلاقة بين الأم وابنها، تجعل الولد العاق يضع صخرا مكان قلبه، فيعيش حياة منسلخة عن عالم الإنسان! إذ تنبت له مخالب، خاصة بعد أن حلت المرارة محل الرقة والحب في قلب الأم، لذلك لن نستغرب هذه الصورة للأم التي تود لو تمزق ابنها اللاهث وراء المادة ناسيا المعاني النبيلة والقيم! لهذا نكاد نفتقد، هنا، الألفاظ الرقيقة، مع أن المشهد الذي تقدمه مشهد لقاء أم بابنها المسافر! فقد طغت الألفاظ ذات الدلالة القاسية والمتوحشة (فلزة من صخر، المرارة، شيء ما مدبب، الأظافر: تكررت مرتين، برائن، مخالب، فهد، متوحش) كذلك نجد الأفعال بدت ذات دلالات عنيفة (تلدغني، يجرح ، ينـزف) حتى الفعل الذي قد يحمل دلالة تبعده عن العنف (يدغدغ) تضيف إليه صفة تجعله قاسيا (تدغدغني بعنف)، أو تجعله يحمل هذه الدلالة من خلال السياق (تقطر المرارة) (تكاد الأصابع أن تبلغ عيني)

قدمت الكاتبة عبر ذلك كله صورة فنية تشكل معادلا لحقيقة بتنا اليوم نعايشها، وهي افتقاد كل ما هو جوهري ينعش الوجود الإنساني ويعطي للحياة معنى (رقة الأمومة وحنانها، وتجاوز الأبناء أنانية الذات) في مقابل اللهاث وراء الزيف والمال، لهذا بتنا نستبدل بحب الأم مخالب فهد متوحش!

استخدمت الكاتبة أم عصام (خديجة الجراح النشواتي) في مجموعة "عندما يغدو المطر ثلجا" في قصتها "الحقيقة العارية" لغة رمزية للدلالة توحي ببؤس العلاقة بين الرجل والمرأة، لذلك تستعيض في هذه القصة عن الاسم أو الصفة الاجتماعية، فالزوجة تصبح "فأرة" والزوج "سجانا" وبذلك تكون الدلالة السلبية من نصيب الرجل والمرأة دون أي تحيز من الكاتبة لجنسها!

لكن ما لاحظنا في هذه القصة هو تسليط الضوء على صوت المرأة في لحظة تأزم، فنلمس تفاهة الحياة التي تعيشها بسبب الزوج الذي يفرض عليها قيم الحياة الحديثة بنظره (السهر، الرقص، المجون، حيث يتبادل الرجال زوجاتهم) في حين نجد الزوجة ترفض الانصياع لهذه الحياة، وينتابها الخوف على ابنتها فتقدم لها الحقيقة العارية التي تعني خلاصة تجربتها المرة في الحياة فتقول؛: "المدينة زيف وتمثيل لا تحرر وصدق…ستهمس لها بألا تقبل الحياة في سجن كسجنها، بل في قصر… قصر في مفهومه لا في قيمته المادية ورياشه الفاخرة…ستعلمها بأن تقبل رفيق عمرها صديقا وندا وفيا، يقدر وفاءها له ويحترمه… سترسم لها خطوط الحقيقة العارية." [4]

مع الحياة المشوّهة لن تستحق المرأة اسما عاديا أو لقبا اجتماعيا وإنما ستطلق الكاتبة عليها اسما رمزيا "فأرة" يجسد بؤس حياتها التي أوصلتها إلى الهامشية والمهانة، وكذلك لن نسمع اسم الزوج ولن نلمس صفته الاجتماعية، بل سنجده من خلال الدور الذي يمارسه هو "السجان" ويتحول بيت الأحلام الزوجية إلى سجن تنتهك القيم فيه!

لذلك نجد المرأة تهرب من حاضرها التعس إلى أحلام الماضي، لكن هذا الهروب لن يشكل ملاذا لها، فقد تجسدت أحلامها في أسوأ صورة، لهذا كان إحساس الفجيعة يشمل حاضرها كما شمل ماضيها، يأتي صوت أعماقها عن طريق الراوية، الذي يبدو لنا حميميا أحيانا، إذ قلما تتحدث الشخصية بلسانها (مستخدمة ضمير الأنا) فهي تتحدث بلغة حذرة، مستخدمة صيغة الغائب، لعل الكاتبة تتجنب إساءة فهم قد تتعرض له من قبل المتلقي الذي قد يماهي بينها وبين الشخصية النسوية! لذلك تلجأ إلى ضمير الجماعة، كي تلمح إلى أن هذه المعاناة جماعية لا علاقة لها بذات الكاتبة.

خصوصية علاقة المرأة مع الزمن:

نلمح هذه الخصوصية في قصة أخرى لأم عصام هي "المرحلة الصعبة" إذ نعايش تجربة تكاد تكون خاصة تدعى أزمة منتصف العمر، صحيح أن هذه الأزمة يتعرض لها كل من المرأة والرجل، لكن معاناة المرأة تبدو أكثر حرقة، لهذا تسيطر لغة الوجع الروحي على الشخصية النسوية فنسمعها تقول: "تتحسر روحها" أو "روحها تتبدد في الشكوى" أو تتلوى الروح تتمتم" فقد أعلن موتها حين بلغت منتصف العمر!

وبذلك نعايش في هذه القصة أزمة المرأة التي تدعوها الكاتبة بـ"المرحلة الصعبة" في عنوان يجسد المقولة الأساسية للقصة، ويسلط الضوء على لحظة مأزومة تمر بها المرأة، تزيدها قلقا وخوفا من الحياة، خاصة حين لا تجد عونا من أحد، حتى من زوجها ينشغل بالقراءة عن الإصغاء إليها، لذلك بدا لنا الحوار الخارجي أشبه بحوار داخلي، مادام الآخر "يغرق في هدوئه وصمته وعيناه مسافرتان عبر السطور"

لهذا يسيطر على المرأة إحساس بالدمار فـ"في المرحلة الصعبة يتهدم كل شيء، ونخال الأيام قد انتهت" تتابع تداعياتها عن الماضي بكل ما يعنيه جمال الشباب الذي يحمل بين يديه إمكانات الفرح والأمل "تبدأ الحياة والمستقبل يتراءى خلف بريق الأمل…نخال الغروب شروقا، نخال كل ما نحصل عليه سيلفحنا بحرارة الغد الذي لم يولد بعد." [5]

أعتقد أن عدم استخدام ضمير الأنا المفردة، في هذه القصة، أفقد الخطاب حميميته، مما أدى إلى جعله أقرب إلى الخطاب العام! لعل الخوف من المجتمع دفعها إلى استخدام ضمير يبعد عنها الشبهات!!

تشوّه العلاقات الإنسانية:

في مجموعة ضياء قصبجي "ثلوج دافئة" ترصد بلغة غرائبية تشوه العلاقات الإنسانية إلى حد مفزع، والكاتبة هنا لا تبرئ المرأة وتتهم الرجل، بل تبدو معنية بالتشوهات النفسية التي تحاصر المرأة اليوم! فحين تذهب الصديقة (في قصة "نداء من الماضي") لتعزي صديقتها، التي تربطها بها خيوط مودة بالية، بوفاة والدها يستقبلها كلب أسود حاول الخروج إليها ليفترسها، وهو ينبح نباحا شرسا….وينظر إليها بعينين يتطاير منها الشرر، كان مخيفا…" لذلك تساءلت بينها وبين نفسها "هل يؤدي الإخلاص إلى التهلكة أحيانا!" [6]

فالصديقة اللاهثة وراء متع الحياة تركت كلبا يتلقى العزاء، لذلك نجد هذه الصديقة تتمتم في الخاتمة برغبة مكبوتة، تنطق بالحقيقة المؤسية "أليس من الأفضل أن يذهب الكلب وتبقى السيدة؟؟!!" فنلمح رغبة ملحة في أن تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي، فيتم الاحتفاء بالعلاقات الإنسانية!

نلاحظ في الخاتمة استخدام لغة حيادية، فالصديقة التي تهرب من صديقتها تفقد صفة الصداقة لذلك تصبح (سيدة) فقط، لاحق لها في امتلاك اسم يقوم على الصدق والمحبة، لهذا أطلقت عليها اسما محايدا (سيدة) تستحقه وتحرمها من صفة لا تستحقها (الصديقة)!

كنت أتمنى لو كثّفت الكاتبة لغتها أكثر، فتخلت عن بعض تداعياتها التي أساءت إلى بنية القصة، كتلك التي تتحدث عن ضعف ذاكرتها، وعن بعض صفاتها (ص 37_ ص 38)

لعل الغرائبية سمة من سمات الكاتبة ضياء قصبجي، لهذا لا تميز في أغلب قصص مجموعتها بين امرأة أو رجل، كأنها تريد أن تنذرنا بأننا إذا لم نحافظ على علاقاتنا الإنسانية بكل دفئها، سنعيش حياة مشوهة تصل حد الحيوانية، ففي قصة "ليلة العرس" نجد مظاهر البذخ تصل حدودا غير طبيعية، لذلك بدا العريس "وحشا" وبدت العروس "نعامة" تدهشنا هذه القصة بدلالاتها الساخرة التي تجعل من أجواء البذخ والتفاهة جوا يقترب من حديقة الحيوان، مما يذكرنا بعوالم زكريا تامر الساخرة.

العلاقة مع الرجل:

بدت الكاتبة معنية بالحفاظ على عالم نقي يسود حياتنا الاجتماعية، لذلك تقوم بتسليط الضوء على العلاقة المشروخة بين المرأة والرجل في قصتها "شروخ في الخيمة" التي يوحي عنوانها بتمزق الروابط الأسرية التي تجمعها خيمة الزوجية، خاصة حين تصبح العلاقة بين المرأة والرجل علاقة سيد بمسود، تقول الزوجة: "أنتظر أن يأمرني بنصبها (الخيمة) في المكان الذي يريده"

قدمت لنا الكاتبة العلاقة المشروخة عبر صوت أعماق المرأة التي تبوح بآلامها وتسرد قهرها بسبب تسلط الرجل "فقال بصوته الزاجر" فنعايش بؤس العلاقة الزوجية بكل تناقضاتها، إذ نجد مقابل لغة الزجر الذكورية لغة الحب الأنثوية، فتجيب المرأة بصوت يملؤه الحب والحنان"
لذلك وجدنا المرأة تعيش علاقة غير سوية أشبه (بالمازوشية) فتردد بينها وبين نفسها عبارة تجسد ذلك "إنه ظالمي لكنني أعشق ظلمه" فالظلم والزجر والأنانية والعطالة سمات الرجل (يأكل بشهية وحده، يغط في نوم عميق) لكونه ينعم بالهدوء وعدم المبالاة بمن حوله!

نلمس لدى الكاتبة تعاطفا ضمنيا مع المرأة ، فنسمع وجهة نظرها في حين يغيب صوت الرجل في هذه القصة فيتجلى عبر جمل قصيرة ترتكز على توجيه الأوامر للمرأة "ثبتي عمود الخيمة هنا…وافتحيها" في حين تبدو المرأة فاعلة معطاءة (تهيئ لزوجها الفراش الوثير وتنام على البساط، تقدم له الطعام ثم تتناول بقاياه!)

أمام هذا القهر تستجيب المرأة لنداء حب متكافئ، يدعوها إليه رجل آخر يراها إنسانة لا عبدة، يتعاون معها على حمل أعباء الحياة.

يلفت نظرنا أننا لا نجد في هذه القصة أسماء تحملها الشخصيات سواء أكانت شخصيات ذكورية أم أنثوية، تكتفي الكاتبة بتجسيدها عبر الضمائر، كي تضفي عمومية على فضاء قصتها، لكن الملاحظ أن الرجل الظالم تبدى لنا عبر الضمير الغائب في حين تبدى لنا الرجل المحب عبر ضمير المتكلم الذي ينطق بلغة إنسانية تؤسس لعلاقة متكافئة بين المرأة والرجل في الوقت الحاضر والمستقبل، مادام الماضي لم يعد ملكا لنا!

نفتقد في البداية، مع توتر العلاقة بين المرأة والرجل، ضمير الجماعة الذي يوحد بينهما، لكننا مع ظهور علاقة إنسانية تقوم على الحب والفهم، يبدو لنا ضمير الجماعة قد وحد بينهما، فباتت أفعال المرأة والرجل واحدة (مررنا، سررنا) وصفاتهما واحدة (مسرورين) بل أصبح هدفهما واحدا (متجهين نحو …)

أفلحت الكاتبة في توظيف الطبيعة لتكون معادلا فنيا لعلاقة المرأة بالرجل، فالعلاقة غير السوية (الظالمة بينهما) تنعكس على علاقة الليل بالنهار "داهم الليل النهار" أما شروق الشمس فقد أصبح "معركة" وظلام الليل أصبح "احتلالا" وبذلك نفتقد، مع علاقة القهر التي تؤسس علاقة المرأة بالرجل، جمالية لقاء الليل بالنهار (الغسق والشروق) إذ بات اللقاء صداميا بينهما كأنه لقاء حربي!

من الملاحظ أن الكاتبة جعلت العلاقة غير السوية بين المرأة والرجل في فضاء خيمة ممزقة! أي في فضاء ذي دلالة تقليدية، تقهر المرأة، فالخيمة مازالت رمزا، باعتقادنا للحياة القبلية التي وصلت في الجاهلية إلى درجة وأد المرأة! وقد منحت الكاتبة صفة التمزق للخيمة لتـزيد في دلالة بؤس العلاقة المشوهة بين المرأة والرجل التي تظللها خيمة ممزقة!
أما العلاقة السوية فقد تمت في فضاء الطبيعة التي تحمل دلالة منفتحة على الجمال "الأرض الخضراء" حيث يتم اللقاء "في ظلال الزيزفون" "أمام غدير طافح بالماء" حيث توقفت الشمس عن معركتها وعاد إليها شروقها الجميل، فانتشت الطبيعة فرحة، وكست أشعة الشمس مياه الغدير "بريقا متراقصا"

إن جمال العلاقة الإنسانية بين المرأة والرجل انعكس على الطبيعة، فغابت اللغة القاسية التي تجعل الفضاء الطبيعي أشبه بفضاء حربي (داهم، معركة، احتلال…) فتقتل أية إمكانية لوجود علاقة إنسانية! ولكن مع العلاقة الندية بين الرجل والمرأة ظهرت اللغة الرقيقة ذات الإيحاءات الجميلة المعطاءة (الخضراء، ظلال، غدير، طافح…) بل تحولت الطبيعة إلى أم رؤوم تحنو على المرأة والرجل حين سكن الحب قلبيهما، فابتعدا عن الحياة الجاهلية "سرنا في الطريق الذي يبتعد عن الخيمة… تحت أشجار الصنوبر التي تحنو بأوراقها وظلها علينا." [7]

وبذلك أسهمت اللغة الحساسة في تأسيس فضاء قصصي متميز، يهب القصة جمالية خاصة تجعل عملية تلقي القصة عملية ممتعة، تغني الروح والفكر، وتجسد طموح المرأة إلى فضاء أكثر إنسانية ينأى عن السياق الجاهلي الذي مازال يرمي بثقله على العلاقة بين المرأة والرجل.

مع مجموعة "غسق الأكاسيا" لأنيسة عبود تحضر الطبيعة في المقولة الأساسية للمجموعة (العوان) كما تحضر في التفاصيل، فهي جزء أساسي في صراع القيم والمثل مع القبح!

نلاحظ امتزاج لغة الهم الخاص بلغة الهم العام، إذ إن أي دمار للوطن سينعكس أول ما ينعكس على روح المرأة الصافية! وهي غالبا امرأة ريفية ("شروخ في الزمن" "المرآة") لذلك بدت المدنية الزائفة التي نعيش فيها اليوم المصدر الأساسي للكآبة التي تعانيها المرأة، إنها مصدر البشاعة التي حلت بحياتنا!

تبدو لنا المدينة المشوهة وقد اعتدت على الطبيعة، فقتلت أجمل رموزها "شجرة الشط" عندئذ تقتل الأصالة والنقاء والحب والعطاء من أجل أن يسود الاستهلاك والمال! وقد بدت هذه المجموعة عبر فضائها المشوه (المدينة) وفضائها النقي (الريف) استمرارا للفضاءات التي عايشناها في روايتها "النعنع البري"

التجريبية في القصة القصيرة:

يسجل للكاتبة أنيسة عبود أنها استطاعت أن تقدم القصة القصيرة التجريبية بشكل إبداعي، ففي قصة "انفجار الألوان" تمتزج القصة القصيرة باللوحة التشكيلية، إذ تسرد علينا القصة عن طريق لوحة ترسمها الشخصية (زنوبيا) تفاصيل حياتها فتبدو لنا الريشة قلما تستجلي بها أعماقها "أغمر ريشتي في الماء كأني أغمرها في محيط بعيد أمتد باتجاهه، علني أرى نهاية هذا العماء الذي بدأ يتبلور في أعماقي." [8]

تتيح عوالم الفن التشكيلي للكاتبة أدوات تعبيرية مبدعة، لو تأملنا لفظة (ريشة) التي قد تكون أداة رسم وقد تكون ريشة طائر في مهب الريح، وقد استطاعت هذه الدلالة أن تجسد لنا الضياع في محيط مضطرب، لذلك لن نستغرب سيطرة الألوان السوداوية التي تحمل دلالات حزينة!
إن حزن (زنوبيا) ليس حزنا عاديا أو شخصيا إنه "حزن كوني" يؤلمها ما أصاب أمتها من انكسارات التي تدعوها ساخرة بانتصارات، فتتضح لنا معالم الشخصية عبر لغة التناقضات التي تجعل الشخصية "وريثة انتصارات الخليج وانتصارات النفط وانكسارات الأعماق" لهذا بات الفضاء الزمني الذي تعيشه متأرجحا متراقصا كورقة تعبث فيها الريح! لا يوحي لها بالاستقرار أو الأمان!

نعيش مع هذه الشخصية (زنوبيا) معاناة المرأة المبدعة، التي بدأت تحقق نقلة نوعية في وعيها، إذ ترى وجودها الإنساني عبر الإبداع، لا عبر الرجل! لذلك نسمعها تقلب مقولة ديكارت "أنا أفكر إذا أنا موجود" إلى "أنا أرسم إذا أنا موجودة" لكن هذا الوجود الإبداعي تهدده علاقات إنسانية مشوهة تحيط بها سواء مع الرجل أم مع المجتمع بما فيه من حيتان مستوردة تهدد بالتهام الأصالة والجمال من حياتنا!

تتضح لنا في هذه القصة العلاقة بالرجل وتكتفي الكاتبة بالتلميح إلى العلاقات الأخرى التي بدأت تشوهها الحيتان، نظرا لطبيعة القصة التي تقوم على الكثافة والاختزال!

تبدو لنا (زنوبيا) امرأة جديدة، تبحث عن ذاتها فتجدها عبر الإبداع الفني، فهي مقتنعة بأن الإبداع صنو الخلود" وهذا ما يهدد علاقتها بالرجل الذي لم يتفهم بعد أعماق المرأة المبدعة، لهذا كانت علاقتها بالألوان علاقة انسجام حتى بدت مندغمة متداخلة بوجودها، في حين كانت تنظر إلى (عاصم) ضجرة "ترى خيالات عينيه ووجنتيه وشعره، فهي غير متأكدة من لون عينيه ولا من لون شعره"

إذا ثمة فرق بين الاندغام والتوحد مع الألوان وبين تحول الرجل إلى مجموعة خيالات باهتة، لذلك لن تستطيع تذكر لون شعره أو عينيه، فكأن الفن هو الحقيقة التي تتأكد في أعماقها، في حين بات وجود الرجل أقرب إلى الوهم، فهي غير متأكدة من وجوده، لذلك يبدو لنا سؤال الرجل "أتحبينني؟" في الافتتاحية سؤالا ذا دلالة سلبية، لأن وجود الرجل في حياة المرأة المبدعة يدمر فنها، فقد سمعنا جواب (زنوبيا) عن هذا السؤال "أتحبينني؟" موحيا لنا بدمار الفن "أفرط شعر الريشة فيتناثر عبر فضاءات الغرفة المزدحمة بالألوان والأشياء والغضب" لذلك من حقها أن تتساءل: "أي سؤال هذا الذي يقف بالباب موجها لي متطاولا كشجرة تسد علي بظلالها كل منافذ الشمس"

صحيح أن الرجل (الشجرة) ضروري للحياة لكنه لن يكون في أهمية الشمس أي (الفن) بالنسبة إلى المرأة، لذلك قد يؤدي وجوده لسد آفاق الحياة أمامها فتراه نوعا من "الطوفان" الذي يدمر حياتها، في حين يراها الرجل "قصيدة" تزين حياته!

تبدت لنا علاقة المرأة بالرجل، عبر لغة مأزومة (تسد منافذ الشمس، الطوفان، الغضب…) توحي لنا بمعاناة المرأة مع الرجل، إنه يحاول ترويضها كي يصبح عالمها الوحيد تدور حياتها حوله، فهو لا يمكنه أن يصدق أن بإمكان المرأة أن تنشغل عنه بإبداعها الخاص، لترى وجودها من خلاله! بمعزل عن الرجل!

يبدو لنا الرجل أكثر انشغالا بعالم الماديات، في حين تبدو المرأة مهمومة بهم الوطن والإنسان! لذلك لم يعد يوحي لها "بلوحات جديدة ولا بانفجارات لونية"

لكن الكاتبة تدرك أن أي دمار يلحق بالوطن، في ظل النظام العالمي الجديد، لن يصيب المرأة دون الرجل، لذلك لابد أن يتحدا للوقوف ضده، تتعمد الكاتبة إخفاء ضمير (الأنا) الذي لحظناه في القصة أثناء الحديث عن هم الإبداع (الذي هو هم ذاتي) ليفسح المجال لضمير الجماعة (الذي يضم النساء والرجال) فالأخطار تحيق بهما معا "إن عالما جديدا ينبثق الآن من أصابعنا وذاكرتنا يحمل السياط ويجلدنا لنعترف على أنفسنا ولندخل لعبة السجن الجديدة." [9]

تحاول الكاتبة تقديم ملامح عالم الاستهلاك، وقد عززتها الأقمار الصناعية التي جعلت الإنسان العربي مهددا بتدمير شخصيته وهويته، كي يبقى في سجن التخلف والذل! ويعيش مقلدا لا مبدعا!!

لهذا تتمنى (زنوبيا) أن يكون الرجل سفينة إنقاذ تساندها كي تواجه بؤس حياتها وكآبتها، لكن الرجل يخيب ظنها، مازال ممسوخا داخل أفكاره وأنانيته! تراه نقيضا للفن تراه وسيلة تعول عليها في مواجهة هذا الدمار وهذا الانهيار في القيم والمثل.

وقد أسهمت اللغة الشعرية في بناء القصة، واستطاعت أن تجسد الحلم والمكونات الداخلية اللاشعورية الأخرى، فعايشنا فيها كثافة الرموز، والدلالات التي توحي باختلاط المثل وسيطرة القلق على الشخصية بعد الطوفان الذي بدأ يدمر حياتنا، بكل ما تحمله من قيم أصيلة: قيم الحب والجمال والعطاء! "يا لهذه الريشة الملعونة التي ترفض أن تنصاع لرغبتي…أريد أن أرسم فتاة في طرف اللوحة هنا، أريدها باسمة فرحة…مشرقة الوجه كشجرة اللوز المغسولة بالمطر..لكن الريشة لا ترسم إلا فتاة مدبوغة بالحقول والهجير والخوف…" [10]

تمنح القيم المعنى الحقيقي للحياة، لذلك تفتقد المرأة السعادة والحلم بحياة أفضل حين تفتقدها، لهذا تعيش القلق والخوف والهجران في زمن الاستهلاك!!

لو تأملنا الفضاء المكاني في هذه اللوحة للاحظنا الحضور الكثيف للريف بكل تنوعاته (روعة الخضرة، حيواناته وطعامه…) فهو المنبع الوحيد للفن، وبالتالي المنبع الوحيد القادر على مواجهة الدمار، في حين بدت المدينة نقيضا للفن، لذلك حين ترسم (زنوبيا) شارعا في مدينتها تبدو عاجزة عن الإبداع، إذ تخرج الألوان من قانونها…مزج الأزرق بالأصفر لم يعطِ اخضرارا" لأن المدينة تقتل الخضرة والجمال، فهي بالتالي عاجزة عن إلهام الفنان!

وقد منح البناء التشكيلي القصصي، إن صح التعبير، الكاتبة قدرة مدهشة في التخييل، فالشخصية مثلا ترسم في لوحتها خرافا سرعان ما تختفي، فقد التهمها كلب كبير، ثم انقض على الرسامة ناشبا أظفاره في رقبتها، فهو عالم القوى الكبرى التي لن تفسح المجال للوداعة والمحبة والعطاء، لذلك يلتهم الكلب الخراف، ولن يفسح المجال للفن الصادق أن يقول كلمته، سيبذل كل جهده لخنق هذه الكلمة وينشب أظفاره في عنق كل مبدع!

وقد اختارت الكاتبة اسما لشخصيتها اسم بطلة تاريخية، واجهت الأعداء وفضلت الموت على الأسر، إنه اسم (زنوبيا) وقد كان اختيارها موفقا لأننا أمام بطلة معاصرة تواجه دمار وطنها الذي توصل للحقيقة والجمال والمثل ويقاوم الزيف والبشاعة!

بدت لنا هذه الشخصية أشبه بالشخصية الرسولية التي تحس بتفردها بفضل إبداعها، لذلك وجدنا لديها طموح الرسل في خلق عالم جديد نقي، بإمكانه أن يقاوم الزيف والطوفان الذي سيغرق العالم، نسمعها تقول "لدي أمور أود أن أنجزها قبل الطوفان"

وقد اختارت الكاتبة اسما عاديا للرجل، لا علاقة له بالتاريخ، لكنه يوحي لنا بصفة الردع التي يراها منوطة به، إذ لديه رغبة في أن يعصم المرأة من فنها ويبعدها عن كل ما يلهيها عن وجوده، لذلك كان اسم "عاصم" موحيا بدلالات سلبية!

صحيح أننا لاحظنا امتزاج هموم الوطن بهم المرأة في هذه القصة، لكننا لمسنا خصوصية الخطاب النسوي بكل معاناته الذاتية والعامة، وبفضل استخدام الكاتبة لضمير (الأنا) بدت لنا القصة أشبه بقصيدة بوح تضيء أعماق المرأة بما يشبه الاعتراف، نسمع زنوبيا تقول:"أنا كغيري من النساء أحب الهدايا، ولكن يكفي أن تهديني قرنفلة أو قصيدة… لأعترف بأني انتظرت هداياك…ويوم كانت تغيب هداياك الصغيرة، كنت أحزن وأتوقف عن الرسم، لا أعرف لماذا، ربما هي أنانية المرأة… أعرف أني لم أعترف لك بحبي مع أنني كنت أريد أن تعترف لي بحبك في كل لحظة، الهدية اعتراف بالحب، أو هي بوح آخر أكثر ترميزا وأكثر خصوصية من البوح…" [11]

مع هذه اللغة الحميمة نسمع صوت أعماق المرأة معترفا بما يفرحها من تصرفات وما يسعدها من أقوال، فنعيش معها صدق التجربة وحرارتها، فرسمت لنا الكاتبة أبعادا للذات الأنثوية قلما نظفر بها في الحياة العادية!

افتقدنا في اللغة القصصية لدى أنيسة عبود،أحيانا، الكثافة والإيجاز، دون أن يعني هذا القول افتقادها للغة متميزة في حساسيتها وشاعريتها، مما يمكنها من تقديم قصة تجريبية متميزة.

أخيرا لابد أن يلاحظ المتتبع للقصة القصيرة النسوية السورية أنها استطاعت أن تجسد خصوصية التجربة الأنثوية عبر خطاب قصصي يسعى للتميز، والنطق بلغة أدبية خاصة، تمنح القصة فرادتها، فحاولت المزج بين الأسلوب الحداثي والأسلوب التقليدي! وهذا ما حاوله الكاتب في إبداعه في أغلب الأحيان! من أجل أن يتمّ التفاعل مع المتلقي بشكل أفضل.

وقد بدا لنا أسلوب الحداثة أسلوبا تجريبيا، كل كاتبة تسعى فيه ليكون لها صوتها المتميز، صحيح أنها حاولت الابتعاد عن الأسلوب التقليدي، لكن دون أن يعني هذا القول وجود حاجز حديدي، في كثير من الخطاب القصصي، يفصل بين الطريقة التقليدية، التي تقدم فضاء القصة بشكل منتظم عبر لغة واقعية، وبين الطريقة الحديثة التي تجسد صوت الأعماق، عبر لغة الشعر والتخييل.

لكن ما نلاحظه هو تلك المعاناة المشتركة بين الكاتبات سواء كتبن القصة الحداثية أم القصة التقليدية، وهي اللغة الفضفاضة التي تفتقد الكثافة اللغوية، مع أنها من أبرز سمات القصة القصيرة‍.
لكن ما يسجل لصالح القصة النسوية السورية أننا لم نجد في لغة الخطاب تلك اللغة المتشنجة الانفعالية أو المتعصبة التي تقطر كراهية للآخر (الرجل) مما يعني تجاوزها محدوية الأفق وفجاجة في الوعي!

نماذج سورية

[1غادة السمان "لا بحر في بيروت" دار الآداب، بيروت، ط3، 1975

[2ألفة الأدلبي "ويضحك الشيطان وقصص أخرى" مكتبة أطلس، دمشق، 1973، ص 16

[3ملاحة الخاني "كيف نشتري الشمس" نشرت بالتعاون مع اتحاد الكتاب، بدمشق، ط1، 1978، 16

[4أم عصام "خديجة الجراح النشواتي) "عندما يغدو المطر ثلجا" دار مجلة الثقافة، دمشق، ط1، 1980، ص 172

[5المصدر السابق، ص 190

[6ضياء قصبجي "ثلوج دافئة" اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1992، ص 41

[7المصدر السابق، ص 31

[8أنيسة عبود "غسق الأكاسيا" اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1996، ص 150

[9المصدر السابق، ص 154

[10المصدر السابق نفسه، 158

[11نفسه، ص 155


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى