السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

الوردة لا ذنب لها

الطيور تغرد والأغصان تتهادى والنهر يطلق العنان لموسيقى الفرح. كل أعضاء خلية الغابة يعيشون لحظة سعادة غامرة لأن الوردة داهمها ألم المخاض.

حان وقت الولادة فالبسي يا فراشة أجمل ما عندك لحضور الاحتفال. وأنت يا طائر اشحذ حنجرتك لتغني للمولود الجديد. وأنت يا حمامة ابتعدي قليلا عن ذكرك واستعدي لرئاسة الحفل البديع الذي سيقام بمناسبة ازدياد المولود الذي سيزرع الفرح في ربوع الوادي.

الكل متشوق لرؤية طلعة العضو الشرفي لمملكة الغابة. الكل يترقب بشوق لحظة خروج الجنين من رحم الوردة. الكل متلهف للمس وتقبيل اللؤلؤة التي وعدتنا بها الوردة ليلة زفافها. وها هي تصرخ الآن. ها هي تتألم لكي يخرج صغيرها الى الوجود فينقشع الظلام وينهزم القبح لأنها أقسمت أن يكون ابنها أجمل منها. ها هي عملية الولادة قد بدأت فاستعدوا لاستقبال الأمير سيد الأمراء.

ها هو يطل برأسه. ها هو أخيرا قد خرج فمالكم تفرون وأنتم تصرخون؟ ها هو التنين قد خرج من رحم الوردة فلماذا تستغربون؟ لم لم تفكروا في الأمر لما فرضتم على الوردة المغلوبة على أمرها الزواج بوحش كان يفطر بالنار ويتغدى بالحديد ويتعشى بأصابع الأطفال وقلوبهم؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى