الجمعة ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم عبدالوهاب محمد الجبوري

الى حمص شوقا مشيتُ

(1)

على قدرٍ بأهداب الذرا تعلقتُ
ومن سجوفِ المدلهمّات
جليتُ غياهبها
حتى اطلَّ بها الفجرُ
والقتْ على الربوع شموسها
فاقسمتُ من وراء الظلمات
ان امضي بالنائبات
اتسلق على اسنتها كل الحصون
الفّ بكفي شعرها كل خصلة
تعانقني، اعانقها شامخة الغصون
ومن غصصٍ مرهقاتٍ غضابْ
ينسل حلم
يخضل بين الجفون
تطل كل العيون
ومضة ترقص في بحر من عذابْ
تترجرج ما بين دموع وقروح
وتلال تعرفني وسفوح
سافدي بالروح زحوفها
واذا ما ثويتُ
حمى بندّي زيدٌ وعمرو
حبُّ احمدَ علمني
ان لا اشتكي زمنا تجاهلني
وهدى صبيةِ صدقٍ ترك لي وصية
ان ارباب العروش ترجف مهابة
ان صبرتُ
مطأطئة ذلا اذا وعدتُ
فطفتُ على الزهور اضمّ باقات ندية
والى حمص شوقا مشيتُ
ينشر الوفاءُ دررا سخية
فحماني من قضباني وسلمت ُ
فاذا نسيم من أهازيج عناقيدها
يغسل كل العروق على جراح تصببتْ
فتعانق زهونا
وكأننا تناولنا الراح اقداحا هنية
ما سمعت الصوت حتى رفّ قلبي
ما شعرت الفيض قربي
تسللتْ عبراتٌ ندية
بين اشتات خيالاتي ودمعي
مَنْ رايت ُ !!

(2)

فمكثت أعاتب السحرْ
أرجع الذكرى على احلى صورْ
كل جرح له النزف قدرُ
فسبّحت بقطرات مائها الفضي
وأنصتّ لضجيج صبيانها
يعانق صفونا
فاحسست كأن الطرف
قد اصبح رهن خطانا
فما تصببّ الدمع هفوتُ لصحبي
تاججّ النار بصدري
قد كان اللقاء باهلي
سيفي ودرعي

(3)

يا قاسيون .. انت الشامخ
في خمائلك البهية
سلام لك من عراق
يجلو صباحاتها
يطل على شهباءَ، يُزجي ربيعها
اشمٌ يتعطر من نسائمها
طورا يبحث عن ازهارها
يطوي النهار على همم
دانت قطوفها
بغداد لن انساها
(اذا ناديت من تهوى
اجاب القلب اهواها )

(4)

يا قاسيون متى نعود
على منى ظلت عصية ؟
تبقى الحبيب على الزمان
ويبقى الزمان
جراحات، وذكرى سرمدية
اوقفتُ لها قلبي
الفظ فيها انفاسي
واحلاما شقية
فما كنت يوما عارفا
دربَ غيرها
لا املها، فراقا
وان شدّت على الهجر
همومي العامرية
يا قاسيون متى نعود
على منى ظلت عصية ؟

هذه القصيدة مهداة لسوريا الشقيقة التي زرتها اكثر من مرة واطلعت عن كثب عن حب اهلها لشعب العراق وقضيته العادلة وللمهجرين العراقيين الذين احتضنوهم بالمحبة والاخوة والرعاية، مثلما هي رسالة حب لكل الاقطار العربية التي يرعى أبناؤها إخوتهم العراقيين المهجرين ويحملون تجاههم وتجاه مأساة بلدهم نفس المشاعر الصادقة .. أما عن حمص فهي المدينة التي سكنت فيها ووجدتها نموذجا لحب العرب للعرب ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى