الخميس ١٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
من 19 إلى 27 تموز/ يوليو، وتحت شعار "فلتبق القدس حية"

انطلاق مهرجان القدس 2007

في مؤتمر صحفي عقدته مؤسسة يبوس للإنتاج الفني يوم أمس الخميس 12 تموز/يوليه، أعلن الدكتور نظمي الجعبة، الناطق الرسمي باسم مهرجان القدس، الذي تنظمه المؤسسة سنويا منذ عام 1996، إطلاق مهرجان القدس 2007 "فلتبق القدس حية" الذي ستجرى فعالياته ما بين 19-27 من شهر تموز/يوليو الحالي، حيث أشار السيد الجعبة في كلمته التي افتتح فيها المؤتمر الصحفي، إلى انعقاد مهرجان هذا العام تأكيدا على الروح الحضارية في " ظل حوارات غير حضارية مررنا فيها على الساحة الفلسطينية مؤخرا"، وأكدت السيدة رانيا الياس، مديرة مهرجان القدس ومديرة مؤسسة يبوس، التي كانت المتحدثة الثانية في المؤتمر الصحفي، وتلاها السيد جان بول غنيم المستشار الثقافي في القنصلية الفرنسية العامة في القدس، في هذا النطاق، على أهمية المهرجان على الصعيد السياسي لمدينة القدس، حيث أوردت السيدة الياس أن "هذا المهرجان ينظم في ظل ظروف سياسية صعبة تتنوع ما بين الاحتلال والدمار والاقتتال الداخلي وغياب الأمن والتشرد والبطالة المخيمة على مجتمعنا، ويأتي في ظل الذكرى الأربعين لاحتلال القدس وأربعون عاما من التشرد" وأكدت السيدة الياس اعتبار "هذا المهرجان ضرورة حياتية. إذا كان الخبز والأمن والحرية ضرورة حياتية فهكذا الثقافة. هذه الضرورة مرهونة بنا كأشخاص". ولم يخف السيد جان بول غنيم اهتمام القنصلية بحدث موسيقي كهذا، وتأكيد شراكتها المستمرة ودعمها الدائم للحياة الثقافية في القدس.

يذكر أن السيدة رانيا الياس-خوري قد وضحت في كلمتها خلال المؤتمر برنامج المهرجان الفني والقاعدة الأساسية التي ترتكز إليها إدارة المهرجان في اختيارها للفرق المشاركة، مؤكدة أنه في كل عام يتم اعتماد أرضية وقاعدة واضحة وموجهة لطبيعة المهرجان ورسالته الفنية. وفي هذا الإطار شرحت السيدة الياس أن المهرجان يستقبل أكبر الفرق الفنية المعروفة بمستواها الفني العالي والراقي وبمواقفها الواضحة والصلبة، من بينهما "فرق تعمل على توصيل رسالة فنية وعلى توجيه رسالة إنسانية مناهضة للعنصرية كالفرقة الجنوب افريقية ليدي سميث بلاك مامباز، و فرقة غناء "أكابيلا"، وفرق قالت لا للقهر مثل فرقة كرلوس نونس عازف القربة الغاليثية من اسبانيا، وعازف الفيولن العالمي البريطاني الشهير نايجل كندي المشهور بأدائه المتميز وأسلوبه الخاص، وفرق قدمت اكبر العروض وقادت اوركسترات، كعازف الغيتار الفرنسي كلود برثليمي" ، وشددت السيدة الياس في حديثها عن رؤية المهرجان اهتمامه بتشجيع وإبراز التجارب الموسيقية المحلية الجادة، كما وأكد السيد الجعبة مثنيا على هذا التوجه أن مؤسسة يبوس "ستظل تشد على أيادي الفرق الفلسطينية وتشجعهم على بذل قصارى جهودهم لكي ينتجوا أعمال ذات مستوى منافس يؤهلهم للمشاركة في مهرجان القدس". وأردفت السيدة الياس أن المهم لدى مؤسسة يبوس للإنتاج الفني أن يعطي هذا المهرجان الفرصة للفنانين الفلسطينين بتقديم افضل ما لديهم، فهذا العام توجد ست انتاجات فلسطينية جديدة، للثلاثي الموسيقي سمير جبران وأخويه بمرافقة عازف الإيقاع يوسف حبيش، حيث سيعرضون اسطوانتهم الجديدة مجاز، والفنان ميشيل سجرواي وفرقته من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 الذين سيقدمون عملا موسيقيا يعرض جازا شرقيا لاول مرة في مهرجان القدس، كما وستقدم فرقة "وتر" "تختا شرقيا"، إضافة إلى تقديم فرقتي "تراب" و"مطب" أعمالا فلسطينية مشتركة مع فنانين أجانب من السويد وألمانيا. وسيشارك معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى، مثل كل عام مع طلابه وأساتذته بأعمال جديدة، وستقدم هذا العام جوقة أوج وفرقة مقامات عملا مشتركا لأكثر من 26 موسيقي على المسرح.

وفي معرض الحديث حول موقع المؤتمر هذا العام، الذي يعقد في موقع قبور السلاطين، شكرت السيدة الياس القنصلية الفرنسية العامة في القدس على تعاونها في استضافة هذا الحدث الضخم في موقع قبور السلاطين الأثري الذي تم اكتشافه عام 1886، وتم إهداؤه وقتها لدولة فرنسا. وذكرت بهذا الصدد أنه قد تم إجراء ترتيب جديد هذا العام حيث سيعقد المهرجان في الموقع الكبير من قبور السلاطين، والذي يتسع لقرابة الـ 700 شخصا، وذكر المتحدثون خلال المؤتمر أن هذا الإجراء إنما يتم هذه السنة لسببين، أولهما طبيعة الفرق المشاركة، وثانيهما توسيع قابلية المهرجان على استقبال أكبر عدد ممكن من جمهوره المحب.

وفي حديثهما عن جمهور المهرجان وفئته المستهدفة أكد السيد الجعبة والسيدة الياس على اهتمام المهرجان أولا وأخيرا بالجمهور الفلسطيني رغم كونه مفتوحا أمام الجميع للاستمتاع بالموسيقى التي يقدمها المهرجان سنة بعد سنة، وقد أوردت السيدة إلياس أن هذا المهرجان "للشعب وليس مقتصر على طبقات وفئات خاصة، حيث عملت مؤسسة يبوس في هذا الإطار على تسهيل الأمور بتحديد أسعار خاصة للأطفال والكبار في السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى عروض وتسهيلات أخرى بالنسبة للتذاكر" ولم تغفل السيدة الياس ذكر أن المؤسسة نجحت للسنة الرابعة على التوالي في المحافظة على عدم ارتفاع سعر التذاكر، رغم تكاليف المهرجان الباهظة التي وفرت المؤسسة الجزء الأكبر منها، رغم بقاء جزء من التكاليف، ذكرت أن المؤسسة تأمل أن تساهم التذاكر في تغطية بعضه.

وأشارت السيدة رانيا الياس في نهاية حديثها إلى عمل مؤسسة يبوس على ترميم مبنى سينما القدس القديم في شارع الزهراء لتأسيس مركز يبوس الثقافي، الذي تأمل المؤسسة من خلاله أن تقدم خدمات ثقافية هادفة ومهمة للجمهور المقدسي. وفي إشارة لجمهور المهرجان، أعرب الدكتور نظمي الجعبة عن حزن القائمين على المهرجان لاضطرارهم في ظل الجدار والحواجز والعزل المفروض على مدينة القدس إلى استقبال أقل من 10% فقط من كامل الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولم ينس الدكتور الجعبة في ختام حديثه تأكيده على رقي نوعية الموسيقى التي يعرضها المهرجان قائلا أنه "يحلم من يظن أنه سيأتي يوم ويقدم مهرجان القدس موسيقى غير راقية".

واختتمت السيدة الياس المؤتمر الصحفي بشكرها للمؤسسات الداعمة للمهرجان، ولمجلس أمناء وطاقم مؤسسة يبوس للإنتاج الفني، ولكل المتطوعين والأصدقاء ممن يعملون بدأب على إنجاح مهرجان القدس. ويذكر أن مهرجان هذا العام الذي تنظمه مؤسسة يبوس للإنتاج الفني بالتعاون مع القنصلية الفرنسية، والذي ينتظر أن يتم افتتاحه ليلة التاسع عشر من هذا الشهر بفرقة ثلاثي جبران ويوسف حبيش، قد تم تنظيمه بدعم من التنمية الدولية السويدية (سيدا)، والممثلية الدنماركية، وشركة إنتربال نت وركس وشركة الاتصالات الفلسطينية، إضافة إلى مؤسسة عبد المحسن القطان، إضافة إلى القنصلية البلجيكية العامة في القدس، والبعثة البابوية – القدس، ومكتب التعاون الاسباني، والقنصلية الاسبانية العامة في القدس، وبلدية باريس، و معهد غوته، ومعهد آدم ميكيفيكس-بولندا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى