
بائعة اللــــــذات
بقلم: الدكتور رشيد ياسين
قومي إلى المرآة مســرعة ً، فإنّ الليل جاءْومتاجراللذات لألأَ في جوانبها الضــــــياءلم يبقَ إلا برهة تمضـــي ويمتلىء الفِنـــاءْبالزائريـــنْ ..بالقيء و الغـزل البذيء وعربدات الشاربينْوالأغنيات الداعــرات وضجة المتشـــاتمينْوتعـوم أضــواء المخا دع في سحائبَ من دخانْوتضيق أرجاء المكانبالوافـــــدينوتحملق الأبصارُ جائــعة ًوتوشـك أن تغـورْفي الغــانيات النـائمات على الأرائـك في فتوروالواقفـات وقد رفعن ثيابهــنّ إلى الخـصورفي الضـاحكات بلا ســرورالنـاطقات بلا شــعورْالميتا ت بلا قبور !****قومي إلى المرآ ة مســـرعة ً فقد هبط المسـاءْوتناولي عــلبَ المســاحيق الرخيصة و الطلاءوضعي على الوجه الحزيــنْمن فاجــرالألوا ن ما يخفي التغضـن و الشـحوبْفيه ، ويســتر بعض ما تركته آثــار الســنينوالجوع ُ، والداءُ المروّع ُ، والخطايا من دروبْفوق الجبيــــــنْوإذا فرغتِ من التبرج فاسـتعيني بالـعــــــطوروتمددي كالدمية البلهاء ، واصطنعي الســرور !****وتذرَََّعي بالصـــبر إ ن آذاكِ بعض الزائريـــنْبالهزء والتحقير ، أ و مرّوا بقـــــربكِ باصقينفمن العســير عليك إن حاولتِ إظهار النفـــورأن تقنعي أحداً بأنّ لديك حظاً من شـــعورْ !إياكِ أن تبدي اســتياءًً فالبضاعة قد تبــــورإن لم تغلفْ بابتســــامْوتملـّــــقٌٌ يرضي الرقاعة في زبائنكِ الكرام !ســيحوم حولك بعضهم يتفحصــونكِ باهتمــامكالشــيء يُعرَض في المزاد على ســماسرة لئـامْولقديقطـّب واحـــدٌ و يصـيح يالكِ من نحيـــــلهويجسّ فخذكِ قبل أن يعطي دراهمـه القليــــله !
بقلم: الدكتور رشيد ياسين