الأحد ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم بيانكا ماضية

( باب اليمام )

للشاعر الدكتور سعد الدين كليب

من ( باب اليمام ) يدخل المرء فيسمع هديلاً و نواحاً و زغاريد و تنهدات ..يدخل منه فيرى حماماً يطير معتلياً صهوات الغيب لينزل إلى أديم الأرض فيلتقط حبات الشعر ...

( باب اليمام ) مجموعة شعرية جديدة صدرت للشاعر الدكتور سعد الدين كليب عن دار المركز الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق ، وهي من 96 صفحة من القطع الوسط ...

قصائد هذا الديوان من قصائد التفعيلة التي أبحر الشاعر فيها ليرسم لنا في نهايات مقاطعها جرساً للحن حنون ... وهي إذ ذاك تتراوح بين الذاتي والموضوعي ، وكلاهما يحف به الحزن والأسى من كل الجهات ، ومابينهما أمان وذكريات وحنين إلى زمن يرجع بأصدائه إلى لحظة الاكتشاف ..

في هذا الديوان مفردات وجمل تنضح صفاء وعذوبة ، مجدولة من تراث ماض وحداثة حاضرة ... مرصوفة بقلم شاعر متمكن من لغته ، يمتلك ناصية الشعر فيها ، إذ موسيقاه وتراكيبه لاتعرف النشاز والنبو ... ينفرد بطريقة في التعبير يفي من خلالها بأغراض الفن النبيل ..

في هذا الديوان تطالعنا ثيمة الاغتراب وقد انطوت تحتها مفردات الجراح والعذابات والحنين إلى الزمن المفقود ....ومن باب اليمام يخرج الشاعر كليب نافضاً يديه من غبار الأسى ، متطلعاً إلى باب يمام آخر يلجه لتهفو إليه حمامات الصباح تغني بهديلها أغنيات الشدو والفرح ..

في القصائد نلمح وجه الشاعر ووجه اليمام والشهيد والغريب ووجه الأب الحنون ووجه العراق والسياب وأزمنة بابل والنجف وأهوال السنين ، وصوت دمشق يعانق بيت المقدس ، وصوت الحبيبة الغائبة التي أضاعت حبيبها في زحمة الحياة ، وصوت المرأة المليء بالأغنيات ...

ومن قصيدة (موال) التي ضمتها مجموعة قصائد من المقام العراقي نقتطف مقطعها الأخير الآتي :

صرنا بعهد السادة الأجلاف

أغربة تسبّح

أو تحمدل

والهوى كذّاب

نشكو مسيلمة ..

وأبرهة وراء الباب

فاضحة هي الشكوى

ومهزلة هي الأسباب

ياليت للسّياب عيناً ..

كي يرى مايملأ الموال

بالتابوت

والتابوت بالأحباب ..!!

للشاعر الدكتور سعد الدين كليب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى