الاثنين ١٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم كوكب دياب

بحر الإلهام

.
يـا بَـحْرَ شِـعري، إلـيكَ الشعرُ مَرجِعُه
والـحَرْفُ أنـتَ، وأنـتَ الـسِّحرُ مُبدعُهُ!

لــم أدْرِ إن كـنتَ لـي قـلْبًا يُـخاطِبُني
أو أنــتَ عَـقليْ بِـأُذْنِ الـقلبِ أَسْـمعُهُ

أو كنــتَ جِـنًّا وَمـنْـكَ الـشِّعرُ يـغْمُرُني
أو أنــتَ إنْــسٌ ومِـنْـكَ الأنْـسُ مَـنبَعُهُ

أرانِــيَ احْـتـرْتُ فــي أمــرٍ يُـساورُني
ألـشِّـعْرُ شِـعرُكَ أمْ شـعريْ تُـرَجِّعُه؟!

أَأنـتَ أنـتَ وَهـذا الـخَلْقُ مِـنْ قَلَمي؟
أمْ مِـنْكَ أنـتَ وَأَنـتَ الـخَلْقُ أجـمعُه؟!
*****
أنّـــى نَــحَـتَّ مِـــنَ الأضــلاعِ قـافـيةً
والــصـدْرُ تــأْتَـجُّ بـالـنِّـيرانِ أضـلـعُـهُ؟!

هَـلْ بِـتَّ تَـحْصُدُ جَـمْرَ الـقلبِ ملْحَمةً
وأمْــسِ كـنـتَ بـنارِ الـشوقِ تَـزْرَعُهُ؟!

أمْ قَـــدْ صَـنـعْتَ مِــنَ الـنـيرانِ أدْوِيَــةً
وَمـا شـفاكَ سـوى مـا أنـتَ تصنَعُهُ؟!
*****
مــا لـيْ أراكَ بـدمعِ الـعينِ تـسبِقُني
وإنْ هَـمَى الـدّمعُ مِنْ عينَيَّ تَمْنَعُهُ؟!

خـفّفْ عـليكَ، فـما عـانَيتَ مِـنْ سَقَمٍ
إذا تَــجَـرَّعْـتَ مــــا دَومًــــا تُــجَـرَّعُـهُ

فـالـمـرُّ يـحـلـو إذا مــا اعْـتَـدْتَهُ زَمَـنًـا
والـقـلبُ يُـدْمِـنُ جُـرْحًـا ظَــلَّ يُـوجِـعُهُ
*****
إلامَ تَــبْـقـى تُــعـانِـقُ الــدُّنَـى لَـهَـبًـا
وهــلْ يُـعـانقُ مَـيْـتٌ مَــنْ يُـشَـيِّعُهُ؟!

مـا خَـشَّ قـلبَكَ وسْـطَ الـنار مِـن أحدٍ
إلاّ وكــــانَ بــنــار الــقـلـبِ مَـصـرَعُـهُ

فـاحْـفَـظْ لَــدَيْـكَ فــؤادًا أنــتَ مـالـكُهُ
أخــشـى إذا فـــرَّ مِـــنْ نــارٍ تُـضَـيِّعُهُ

فـالـقلبُ مــا كـان يـومًا مُـلْكَ صـاحبِهِ
بـلْ مُـلْكُ مَنْ كانَ وسْطَ القلبِ مرْتَعُهُ
*****
إنّــي سَـكـنْتُكَ يـا بـحريْ وتـسكُنُني
والــمــوجُ يـدفـعُـنـي دفْــعًـا وأَدفــعُـهُ

مـا عـدتُ أعـرفُ أيـنَ الـموجُ يـأخذُني
فـالـقلبُ يَـجـريْ وذاك الـعـقلُ يَـتـبعُهُ

والـفُـلْكُ جــارٍ إلــى شــطٍّ بــلا أفــقٍ
وأنـــــتَ تُــغْــريْـهِ بـــالأنْــواءِ تُــوْلِـعُـهُ
*****
يـا بَـحرُ قـلْ لـيْ: هـلِ الأنْواءُ تَنفعُني
إن تـاهَ قـلبيْ ولـيس الـعقلُ يـنفعُهُ؟!

فـخُـذْ بـقـلبيْ فـبُـعْدُ الـشَّطِّ يُـقلِقُنيْ
واضْـمُمْهُ بـينَ الـحَشا فـالموجُ يُفزِعُهُ

واحْـضُـنْهُ بـيـنَ يَـدَيْكَ، ارْفِـقْ بِـوَحْدتِه
لا شـــيءَ يُـزْعِـجُـهُ وأنـــتَ مَـوْضِـعُـهُ

ما موقِعُ القلبِ فـي الأضلاعِ يُسْعِـفُـهُ
مـا لـمْ يـكنْ فـي يَـدِ المحبوبِ مَوقِعُهُ
*****


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى