السبت ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

بشر بشكل كتاب

.
هـــذي ثــمـارُ قـريـحتي وخـطـابِي
فــاقـتْ عــلـى الأثــمـارِ والأعــنـابِ

بـــلْ ذي عــيـونُ قـصـائدي رقـراقـةً
بــالــحــبِّ، بــالإيــمـانِ، بـــــالآدابِ

مـنـسـابةً مِــن روحِ روحــي أحـرُفًـا
فـيـهـا دَمــي بِـيَـديَّ خَــطَّ عـذابـي

بــلْ ذا أنــا بـالـحرفِ جـرحـي نـازفٌ
فَـلْـتفهموا جـرحـي، ذَوِي الألـبـابِ!

ولـتـقـرأوا فـــي مُـهـجتي ولْـتَـعْبُروا
مـنـها إلـى صـفحاتِ فـيْضِ شـبابي

ولـتـنهلوا مـنـها الـهـوَى مــا شـئْتُمُ
هـــيَ كـالـهَـوَا رزقٌ بـغـير حـسـابِ

ولْـتـسْكنوا بـقـصائدي وطـنًا جـميـ
لاً أرضُــــــهُ تِـــبْــرٌ بــغــيـر تـــــرابِ

هــذا هــو الـديـوانُ بـعـضُ نـوافـذي
فـعَـساه عـنـد الـنـاسِ يـصبحُ بـابي

مـــا إنْ غَـــدا مـــرآةَ قـلـبي حـرفُـهُ
حـتـى بَــدا مـن خـلفِ ألْـفِ حـجابِ

لـمْـلمتُ فـيـهِ مـشـاعري ويَـراعتي
وسَــقـتْ جــنـانَ قـصـيدهِ أهـدابـي

وَسكبتُ في الأشعارِ بعضَ مَصائبي
عَــلَّ الـمـصابَ دواءُ بـعـضِ مُـصابي

وَزرَعْــتُ جُـرحي فـي بُـيوتيَ زهـرةً
فـنَـمَتْ بِـدمـعي نـاطـحاتِ سَـحابِ

ونــثـرتُ عــطـرَ الـذكـريـاتِ بـحَـرفها
لـتـعـطّـرَ الأجــــواءَ مِــــن أطـيـابـي

ورسـمتُ فـي جـدرانِ حرفي صورةً
لــوّنــتُـهـا بــمــبـاسـمِ الأحـــبــابِ!

طــورًا تـرى فـيها تَـشظّي ريـشتي
وتــــرى الــحَـرائـقَ تـــارةً بِـعُـبـابِي

ودعـمـتُـها مـــن مـنـطقي بـبـلاغةٍ
تـعصى عـلى أعـصى أسُـودِ الغابِ!

وجـعـلتُ فـيـها مــن فــؤادي فِـلْـذَةً
وكَـسَـوتُـهـا ثــوبًــا بــلـون ثـيـابـي!

أودعْـتُـهـا الـديـوان ذا فــإذا الـهـوى
قـنـديـلُهُ، وضــيـاه مـــن أعـصـابـي

وإذا الـقـصائدُ فـيـه بـعضُ مـلامحي
وكـــأنّــه تِـــــرْبٌ مـــــن الأتـــــرابِ

مـا إن خـلعْتُ عـليهِ بـاقي مـهجتي
حـتى اسـتوى بـشرًا بشكلِ كتابِ!

نظمت الشاعرة هذه القصيدة لتكون جزءًا من تقديمها لديوان "حرائق"... للشاعر السوريّ الكبير "جميل داري".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى