الأربعاء ٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم ذياب ربيع

بغداد يا دار السلام

كيف الطيور أتت هنا تشدو
والى الرياض الفيح لا أعدو
و إلى ديار الخلد يحملني
قلب ، مدى أشواقه الخـلـــد
كم ليلة ساهرتها طــربـــــي
و سهرت يذرف أدمعي البعد
أشكو النوى وأبـثـها ولــهــي
و تبثني مـا يـفـعـل الــوجــد
و اليوم أحضنها وتـحـضنني
و يتـم فـيـما بـيـنـنا الــوعـد
فهنا العروبة في مــراتـعـها
وهنا جـلال الــعرب مـمتـــد
هـذي بـلاد الـله يـنـزلـــهـا
شـعـب بحب الـله مــعـتــــد
يـهـفـو لـها الماضي بأضلعه
ويضمها بـحـنـيـنـه ا لـمـجـد
مـرّت بـها الأعوام صامــدة
ومع الأذى تـقـوى و تـشتـّـــد
لم تدر أن وراءها رومـــا
وأمامها من فرسهم حـشــد
يتآمرون على مـبـا دئــهـــا
بمكيدة مـا مـثـلــهــا كــيــــــد
أو مثلها كــره ولا حــســـد
أو مـثـلـهـا حـمـق ولا حــقــد
أثـنـاهما في غدرهم أ سـد
وكــلاهـما في شكلهم قـــــرد
بعمائم مـلـفـوفـة لــفـــــــا
فـوق الـرؤؤس وتحتها جـلــد
من قال في طهران ميّزهم
عن غيرهم من دينهم رشـــــد
ما أ نزل القرآن في لغـــة
إلا التي با لـضـاد تـنـعـــــد
لـو آمـنوا بالـله و اتـبـعــوا
مــا علّـم القرآن لاستهـــدوا
لكنهم في جهلهم قــصــدوا
ما فاتهم من عـلـمـه قــصــــد
حـتـى الذي جدنا به سـرقوا
وهـم اللصوص وما لهم عـهـد
وهـم الأفاعي في تـزهـدهم
والذ ئـب يفضح خبثه الـزهــد
 
بغداد يا دار السلام أما
لجنونهم وشرورهــم حــــــد
مـاذا أتيناهم سوى كـرم
ومودة، بالـبـغـض تــرتـــــــــد
فكأن للتاريخ من عـطــش
لدمائنا ، في شـربـها الـشـهـــد
وكأننا قــوم اذا اخـتـلـفوا
ضـربتـهـم الأعداء تــســتـــــد
وكأنّ في هـذي الدنى طرقا
نحو السماء وموتهم عــمـــــــد
أو أنّ قـتـلـهـم بأ يـديـنـــا
عـنـد الاله شـفـاعـــة نــســــدو
سـبـع مـن ا لسنوات أتعبنا
حفر القبور ودفـنــهــم ســـــــد
يا أيها الطاغون في بلدي
- لو تعلمون- مـصـيـركـم بــعــد
من قبلكم جاء ت قياصرة
وأتى صلاح ا لـديـن والأ سد
فتألقت حطين وانتفضت
فيها الــرمــال كــأ نــهــا جــنـد
و مشت جيوش العرب واحدة
وبـربـهـم ونــبـيهـــم تــحــدو
واسترجعوا للقدس حرمتها
وتعانق الحرمان وا لمـهــد
لا بــدّ من حــرب يـعذبكــــم
من هـولـهـا في نــومـكم سـهد
وترون أحلامــا مــزيــفــــة
تـمـحـى على ورق و تـنـقـّــــد
ويزول صرح شاده لـــكـــــم
من أمــتي خــون ، ويــنــهـــــد
في كــلّ نــصر قادنا بـطـل
ومن العراق ومــا لـــه نــــــــد
بغداد يا زهو العصورأنا
في حـب أهـــلك دائمــا أشــــدو
صوت من الأعماق يهتف بي
ويــــقول قــــولا مــا لـــــه رد
إن كنت ذا همم وذا شـمــم
فالموت أحلى هــا هــنــا لـحــد
وبجانب الشهـداء يـلثـمـهـم
عنك العُلى وا لــشــكــرُ والحمدُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى