الخميس ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم عبد النبي حجازي

بوش ابتدأ عهدُه بضربة وانتهى بضربة

أحنى بوش رأسه مرتين وقفزت من عينيه ابتسامة ذئبٍ مقرّحةٍ أنيابُه، ومدّ نوري المالكي يده مرتين ليتقي الضربة واكفهر وجهه وتبادل مع طالباني نظرة ذعر مخافة أن يبرد جرح هذا الذئب فيحرد عن توقيع الاتفاقية الأمنية التي تمنحهما الطمأنينة والثبات على الكراسي، لكن بوش تماسك وقال للملأ إن هذا الصحفي يبحث عن الشهرة، ثم قال إنه يستغرب هذه الفعل، ثم تابع قائلاً متباهياً هذه هي ثمار الديموقرطية! وفي داخله كان مغتبطاً أنها مجرد ضربة حذاء لا رصاص ولا قنابل ولا أحزمة ناسفة، وأن الله (الذي يستمد منه إلهامه) ردّ كيد الإرهابيين إلى الضرب بالأحذية، ثم اغتمّ أنه سيتفرّد من بين الرؤساء الأمريكيين بأنه الرئيس الوحيد الذي ضُرب بالحذاء، وأنه جاء ليجني ثمار انتصاره فربح ضربة حذاء أليست ضربة الحذاء ذلاً؟ أما الديموقراطيون وكل من كان يعارض غزو العراق وأفغانستان فقالوا (اللهم لاشمات)

وأما منتظر الزيدي ذاك الصحفي الأعزل إلا من حذائه فقد آلمه أن تكبل بلده باتفاقية إذعان (أمنية) حتى العام 2011 قابلة للتمديد بين غزاة عتاة وبين حكومة جيء بها على ظهور الدبابات ونُصبّت بمهزلة ديموقراطية وباعتْ بلدها، وارتبط مصير البائعين والشارين بإجهاض المقاومة العراقية، فتذكر ظفير داي الجزائر حسين باشا الذي ضرب السفير الفرنسي بكشاشة الذباب بغاية إهانته ، ففاجأ بوش بقوله (هذه قبلة وداع ياكلب) وضربه بفردتي حذائه الواحدة تلو الأخرى متمنياً لوكان حذاؤه بحجم حذاء أبي قاسم الطنبوري .

روى لنا الصديق غسان الرفاعي عن حادثة طريفة شاهدها عندما كان يدرس في سويسرا وهي أن طالباً عراقياً كان يدرس في كلية الحقوق وكانت له صديقة سويسرية حسناء، اختلف معها يوماً فصادقتْ شاباً إسبانياً مفتول العضلات، وأخذت تختال أمامه مرة تلو مرة تكايده حتى دبّتْ فيه الحماسة فداهمها فجأة هي وصديقها جالسين إلى طاولة في إحدى المقاهي فبال عليهما أمام الجميع . وعندما جاء رجال الشرطة قال لهم (حسبت حساب كل شيء) وبيّن لهم المواد التي تدينه في قانون العقوبات ومشى معهم بملء إرادته.

ومنتظر الزيدي لم يعبأ بالثمن الذي سيدفعه هو شخصياً حتى لوكان دمه مادام قد شفى قلوب الملايين المحتقنة بدليل قيام مظاهرات التأييد الحاشدة وبخاصة في العراق , ويعرف منتظر مسبقاً أن فرنسا إذا كانت قد احتلت الجزائر (132) عاماً رداً على كشاشة الذباب فماذا يمكن أن يفعل بوش في العراق أكثر من (قبو وزارة الداخلية) و(غوانتينامو) و(أبوغريب) ومليون ونصف المليون من الشهداء وآلاف المشردين وبخاصة الأطفال والنساء والعجزة وتسليط مرتزقة (بلاك ووتر)؟

وإذا كان منفذوا أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) قد فاجأوا بوش بتنفيذ ضرباتهم بطائرات مدنية فإن ظفير الزيدي فاجأه (بفردتي حذاء) أربك بهما أقطاب (CIA) الذين سيجبرون من يلتقي ببوش من الآن فصاعداً أن يكون حافياً أو أن يوضع بوش بقفص حديدي مشبّك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى