
تجليات على أرصفة الألم
المؤلف: محمد حسام الدين دويدري
قالت: رأيتك في السهول وفي الذُرامُتَبَسِّماً؛ لا تستكين لما جرىترنوإلى السَبع ِ الطِبَاق ِ بنظرةٍفيها القناعة والرجاء مُبَرِِّّراوكأنما ضنك المسالك لم يكنلك في مدى الأيام يوماً مُعسِراتُرضي قشور النفس باستسلامهاوبعجزها وبصبرها فيما اعترىوتُميت فيها مفرداتِ جهادهافي نيل نصر ٍ يزدهي مستبشرالتقول: "ذا قدرٌ..."؛ وتُعرض حاملاًوزر التقاعس قانِعاً ومُفَسِّراتَمضي محاطاً بالظنون ولا ترىغير الذي رسموا لِخَطوِكَ مَعبَرامتغاضياً عن سيل آلام ٍ غدايجتاحنا كي نستكينَ ونُقهَراأوكي يَظَلّ المرءُ منا شارداًبين استغاثات السلامة والكرىفعَلامَ تَرفُلُ بابتسامتك التيتجتاح أزماناً وتعبُر أعْصُرالتغوصَ في صخب الحياة ولهوهامتجاهلاً... متحاشياً... متعثّرالكأنّ قلبَكَ غافلٌ عن نبضهِكي يُخمِد الإحساس أويتَخَدَّرافيغيبَ عن سطوالجراح مصمماًمتقصداً أن لا يصيخ ولا يرى"وا خالداه..."؛ وليت معتصماً أتىليغيثنا أويستثيرَ ويُنكِرافيصيح فينا موقظاً إحساسناعلَّ الضمير يثيرنا مستنفرافالصمت بات لنا ملاذاً موحلاًوالقلب قد أنِف اللهاثَ الأكدراوملوكنا يتوسدون عروشهمبين الخلاف على السيادة والقِرىيرمون فوق الأمنيات شباكهمويرون في الأحلام أمراً مُنْكَرامستبدلين بوحدة الأيدي رؤىًترضي نوازع من سطا وتجبَّرافيهرولون لخطب ودٍّ زائفٍلا خير فيهم إن هُمُ فصموا العُرىو"البعض" منّا قد أضلّهم الصَدىوعقولهم صارت تُباعُ وتُشتَرىفمضوا إلى استسلامهم لعدوِّهمإذ يحسبون الوهم سلماً أخضرايستنصرون بمن أذاب جلودهمهذا يرى كسرى... وذاك القيصراو"البعض" ثار على المبادئ حانقاًيحسوالغلومُكَفِّراً وَمُنَفِّرابل ذا يذيب بلهوه أمجادهمستبدلاً بالعلم جهلاً أحقرافإذا طواه العمر بات مهمشاًومضى يرمّد دهره متحسّراوالبعض منا أشعلوا أحقادهميتبادلون الطعن غيظاً في العَرَاليصفق الشيطان يعلن نصرهفالغافلون مشتتون بلا مِرا***ونظرتُ حولي باحثاً عن وجههابين الدموع الموحلات؛ مسمَّرافتدافعت في خاطري صور المجازروالدماء على مساحات الثرىتنساب من أرض الرِباط وقدسِهالتصب في أرض الخلافة أنهراأواه يا بغداد... أين خيولناوقلوبنا باتت تذوب تحسّراوسيوفنا البيضاء في أغمادهاتحت الرماد تئنُّ كي لا تُهجراوصحائف القرآن تصفع صبرنا:"من يخذلِ القرآن لا... لن يُنصَرا"***قالت: متى تصحون من كبواتكموترون بالعلم الحصيف تحرراوتحصنون وجودكم بمحبةٍتزداد في القلب التقيِّ تجذّرالتعاند الآلام ثمّ تذيبهاوتصوغ بالآمال عزماً مزهِرا***أطبقتُ جفني مستثيراً عودتيوفتحتها تجلوحقيقة ما جرىفنظرت في أفق السماء مردداً:"ربّ اهدِ قومي" واهدني بين الورى
المؤلف: محمد حسام الدين دويدري