الخميس ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧

تعاون ألماني فلسطيني لإحياء التاريخ المشترك

وهو مشروع ضخم ثمرة للتعاون بين أرشيف الناصرة الفلسطيني والمؤسسة الألمانية "شبيل بلو", حيث يتناول التعاون أهم المراحل التاريخية الألمانية وأهم المعالم والمواقع التي سكنها الألمان في فلسطين وثبت من خلالها التعاون الألماني والعربي الفلسطيني.

وسيتوج المشروع بكتاب يصور تاريخ الألمان في حقبة الحكم العثماني في البلاد. وق تم وضع برنامج مفصل للبدء في البحث عن أهم المؤسسات والمعالم التي تخص ألمانيا في الأراضي الفلسطينية مثل الكنائس والمدارس والأديرة، مرفقة بالوثائق والصور وباللغتين الألمانية والعربية.

ويؤكد الباحث ومدير أرشيف الناصرة الفلسطيني، احمد مروات، أن البلاد قليلا ما بادرت لهذة المواضيع خاصة أن الكثير من المؤسسات تربطها تعاون وتبادل ثقافي على كافة الأصعدة أما هذة الزاوية بالذات فهي ما زالت غامضة. لذا فهو مشروع بحثي تاريخي مشترك فلسطيني وألماني حيث أن الألمان يتوقون لمعرفة تراثهم في بلادنا وهو كثير ومتنوع ومن ناحية أخرى فهي فرصة للتعرف على نوعية التعايش التي تحلى به الطرفين.

جمع بين الألمان والعرب تعايش كبير خاصة في الناصرة كون الألمان تواجدوا في مدينة الناصرة لأكثر من قرنين كما تواجدوا في حيفا في الكولونية التي تحمل اسمهم حتى اليوم, والقدس ويافا. حيث شهدت فلسطين تطور كبير في بعض الصناعات وحتى الاختراعات من قبل بعض الشخصيات الألمانية ومن أهمها بناء سكة الحديد الحجازية في بداية القرن العشرين حيث ساهم الألمان بالهندسة والتخطيط بشكل ملحوظ. لجانب ذلك فقد احترفوا مهنة التصوير الفوتوغرافي وعملوا بها في مدن فلسطيني المركزية كيافا والقدس وحيفا والناصرة.

ومن مدينة الناصرة برزت شخصيات ألمانية من أهمها صاحب أول مطحنة في "البابور فيكنر" الذي أسس البابور عام 1898 وعاش فيها حتى أواخر الثلاثينات, إضافة إلى فندق "جيرمني" الذي بني في الناصرة بطراز جميل وعصري في عام 1860 حيث كان يرتاده شخصيات مهمة. ولا يمكن نسيان "حي شنلر" الذي سمي على اسم الرجل الألماني شنلر الذي عاش في الحي وأسس دار الميتم.

أما بالنسبة للعلاقات التي كانت تربط العرب مع الألمان فقد كان هناك اتصال في مجال التجارة، لأن الكثير من الألمان عملوا في العديد من المجالات وأهمها الهندسة والإحصاء.

وفي اجتماع مع السفير الألماني بتل أبيب د. هارلد كندرمان مع أحمد مروات، أكد على "أن هذا الكتاب سيقدم للأجيال الصاعدة معلومات قيمة وسيكون مرجعا تاريخيا مهما إذ أنه سيعرض صورا ستتحدث عن نفسها، إضافة إلى شرح مبسط ووقفات عند بعض المعالم. التي نجهلها تماما! وأنا شخصيا لا اعرفها. إضافة إلى ذلك، فإن تعريف الألمان على تاريخهم في الناصرة,وغيرها يعتبر إنجازا لأن الشعب الألماني يتمنى معرفة تاريخة وخاصة فيما يخص بلادنا وأظن أن هذه المبادرة كانت جادة وحقيقية لأنها تعود بالفائدة على الشعب الألماني وأهل الناصرة على حد سواء.ونحن بدورنا سيحظى البحث بكل الدعم أن خرج إلى النور.

أما توماس هينز وايلكا بارمر ممثلوا مؤسسة "شبيل باو" فأكدوا من خلال اجتماعهم بأرشيف الناصرة، أن الألمان لديهم تراث جميل هنا منذ زمن طويل ونحن نعتقد أن لا احد من الألمان يعرف عن هذا التاريخ العريق شيئا. ومن خلال هذا المشروع القصصي والصور التاريخية عن الألمان في الناصرة وعن أهم المعالم العربية هنا، سوف يتعرف الناس أكثر عن العرب والناصرة وبهذا نؤكد بأنهم سوف يتوافدون لزيارة الناصرة للتعرف على هذه المعالم عن قرب.

من ناحيتة أكد علي سلام نائب رئيس بلدية الناصرة حول هذا المشروع قائلا: "تهتم البلدية في دعم كل المشاريع المشابهة لأن هذه المشاريع تعود بالفائدة على أهل الناصرة. وأنا اعرف كم يعمل الشاب احمد مروات على جمع هذه المعلومات التاريخية عن المدينة وكم يهتم في توثيقها والبلدية ستدعم هذا المشروع من خلال توفير كل ما هو ضروري. أما بالنسبة لتاريخ الألمان في الناصرة فنحن نعرف انه تاريخ مهم وينطوي على علاقات طيبة بين مدينة الناصرة ومؤسسات ألمانية".

ويناشد الباحث ومدير أرشيف الناصرة احمد مروات من خلال المواطنين العرب في البلاد بأنه يجب على كل فلسطيني الحفاظ على التراث والمقصود هو كل وثيقة أو صورة أو أي مستند يحمل اسم " فلسطين"، فنحن أحوج إليه في هذه الأيام. وهناك وثائق نادرة فلسطينية وصور قديمة ما زالت متشتتة بين أزقة المدن والقرى الفلسطينية وبدون عنوان ويتوجب علينا أن نحرص عليها بشدة والاعتناء بها كمخزون لنواة أرشيف فلسطيني ومركز للتوثيق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى