الثلاثاء ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم حسن الشيخ

تقويم (الشماغ) الوظيفي

لا افهم لماذا يصر بعض أساتذة الإدارة العربية إننا غير مبدعين إداريا، ولا توجد عندنا نظرياتنا العلمية الخاصة في علم الإدارة. هذا الإصرار لا مبرر له . فإداريونا والحمد لله مبدعون في هذا المجال .

معهد الإدارة العامة باعتباره من أهم بيوت الخبرة الإدارية بالسعودية، يتجه الآن في بحوثه الإدارية , لاستنطاق البيئة الإدارية المحلية . واكتشاف سماتها الخاصة , وعوامل محركاتها , حتى يظهر نتاجنا البحثي مصداقا لبيئتنا الإدارية , بعدما قطع المعهد شوطا طويلا في مجال البحث المكتبي ترجمة وإعدادا . ولهذا ادعوا باحثي المعهد لدراسة ظاهرة تقويم الشماغ الوظيفي.

أحد المتدربين أشار إلى نظرية جديدة في مجال تقويم الأداء الوظيفي يمكن للباحثين دراستها , وتسليط الضوء عليها و الاستفادة منها . قال الدارس أن أحد المديرين الجدد تولى منصب الإدارة العامة في الجهاز الذي يعمل به . وبعد عام من توليه الإدارة , قام المدير بمقابلات لتقويم الأداء الوظيفي للعاملين في الجهاز . وكان مجرد القيام بمقابلات تقويم الأداء تلك شجاعة ملفتة للنظر , حيث تهرب من أداءها جميع المديرين الذين سبقوه في المنصب .

ويضيف المتدرب جاء دوري في المقابلة , واستدعاني المدير إلى مكتبه قبل نهاية دوام الأربعاء بقليل . وعندما جلست أمامه . قال المدير إنني لا استحق درجة الامتياز , إلا انه أعطاني إياها .
والسبب يعود إلى غترة الشماغ التي البسها ! ولضيق الوقت لا يرغب المدير في نقاش تلك النقطة .

يقول المتدرب كم كنت مندهشا , لأنني لا البس الشماغ إلا أياما معدودة في فصل الشتاء , كما إنني لم البس يوما شماغا غير نظيفا أو غير( مكويا ) .

إلا أن المدير أضاف إن الشماغ الذي تلبسه ( موديل قديم ) . !
يقول المتدرب . إنها المرة الأولى التي تجرى لي مقابلة أداء وظيفية منذ اكثر من عشرين سنة , ولا يجد مديري سوى ( موديل الشماغ ) . ألا يعرف إنني لا البس الشماغ ؟ ألا يعرف إنني رجل في الخمسين ولا طاقة لي بملاحقة شماغ الكمبيوتر والبصمة خمسة والبصمة ستة ؟
قلت له الحمد لله أن مديري الإدارات بمعهد الإدارة يطبقون الأساليب العلمية في مقابلات تقويم الأداء الوظيفي . وإلا احتاج الأستاذة إلى الركض لاختيار احدث موديلات الشماغ , واحدث موديلات الثياب , بل احتاجوا لارتداء ساعات (رولكس ) و ( راديو ) بدلا من ساعات ( اومكس ) .

سألت المتدرب وماذا فعل مديرك مع زملاءك الآخرين . قال : لا ادري على وجه التحديد . إلا إنني لاحظت اهتمام زملائي ( العواجيز ) بمظهرهم بشكل ملفت في السنة التالية . والكل منهم يطمح في الحصول على ترقية زيادتها السنوية اقل بكثير من قيمة الساعات أو الثياب الجديدة التي ارتداها البعض منهم .

لم تأت نهاية العام إلا واثنين منهم قد تزوجا للمرة الثانية .
أقول لأساتذة الإدارة لماذا تتهموننا بأننا غير مبدعين ! ألا تستحق أن تدرس( نظرية الشماغ الوظيفي ) في معاهد الإدارة .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى