الاثنين ٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم عبد النبي حجازي

جدتي بضعةٌ من الأمة العربية والإسلامية

بعد أن أمسكت (اليد النظيفة) الحسناء تسيبني ليفني بنت الموساد بمنصب رئاسة وزراء العدو وبعد أن صحا الناس صباح ليلية القدر في أحد الأحياء الشعبية بدمشق يحلمون بالعيد فتفاجأوا بانفجار هائل من سيارة مفخخة سقط ضحيتها (17) قتيلا و(14) جريحاً من الأبرياء، وبعد أن تواردت التعازي على سورية وصمت بعض العرب صمتاً مريباً. وبعد أن أهدى دبليوبوش إسرائيل قاطرة جوية تحمل نظاماً صاروخياً متطوراً جداً ومعها الخبراء تساءلتُ لو أن جميع يهود العالم (13ـ 16) مليوناً بما فيهم يهود إسرائيل (5,4) مليون تعبأوا بصواريخ (بوش) الآيل إلى السقوط وبقنابل (ديمونة) الهيدروجينية ماذا يستطعون أن يفعلوا وهم يعيشون على مساحة (20) كم2 من فلسطين وسط (324) مليون عربي يعيشون على أرض مساحتها تزيد على (14) مليون كم2 يضاف إليهم مليار وربع المليار مسلم في مناطق شتى من العالم , لو..؟ كانت (نخب) العرب عرباً! و(نخب) المسلمين مسلمين!.

وتذكرتُ جدتي إنها منذ فتحنا أعيننا للحياة خلال (النكبة) 1948ألفيناها تنهي صلواتها بدعاء دموي حار على اليهود حتى إن بعض المعتدلين قالوا لها "حرام ادعي على مقاتليهم فقط" قالت "كلهم يهود" كانتْ رحمها الله تقيم الصلوات الخمس وتزيد عليها (صلاة الضحى) و(قيام الليل) وصلاة "القضاء" تعويضاً عما فاتها منذ ولادتها. وعندما تركن تقلّب حبات مسبحتها (101) حبة وتقول مع كل حبة بحماسة وورع "ألف ألف لا إله إلا الله. إلهي ربي انصر أمة محمد" حتى تغفو.

عندما وصلت إلى الصف السادس (الأول الإعدادي) اكتشفت أنها تقول في قراءة الفاتحة (أياك بفتح الهمزة) و(نُعبد بضم النون) و(المستعين بدل نستعين) فهرعتُ إلى مدرس الديانة وشكوته فقال ببساطة "اعقلها وتوكل" قلتُ مستغرباً "أعقل جدتي؟ أربطها؟" قال "سأل أحدهم الرسولَ (ص) عن ناقته "أَاُطلقها وأتوكل؟" أجابه "اعقلها وتوكل، أعني علم جدتك يافهيم" فتفرغتُ لتعليمها الفاتحة وبعض قصار السور , ثم اختبرتها بعد بضعة أيام ففوجئت أنها نسيت. عدتُ إلى مدرس الديانة فقال "يابني إنما الأعمال بالنيات. اتركها على رسلها" كانت جدتي حادة المزاج (ناصرية) الهوى تنفعل بالأحداث الكبرى وعندما مات جمال عبد الناصر أقامت عليه الحداد ثلاثة أشهر لاتبتسم لاتطربها أغنية ولا طرفة. عاشت (116) عاماً وهي تقدم كل ماتملك وما كانت تملك سوى (الدعاء) فذكرتني بمقطع من قصيدة نزار قباني يصف به ألسنة أئمة المساجد تلهج بحرقة وألم على أعقاب (نكسة) حزيران (يونيو) 1967:

يقول اللهم امحق دولة اليهود

نقول اللهم امحق دولة اليهود

يقول اللهم شتت شملهم

نقول اللهم شتّت شملهم

يقول اللهم اقطع نسلهم

نقول اللهم اقطع نسلهم

حتى إن مثل هذا الدعاء، مجرد الدعاء أمرت بعض (نخبنا) بمحوه من الألسنة منذ (كامب ديفيد) ثم أمرت (الدعاة) منذ 11أيلول (سبتمبر) أن يشنوها حرباً ضروساً على من سماهم بوش (الإرهابيين).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى