السبت ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم أسامة عبد المالك عثمان

جسور آثمة

الأرواح تُزهق ، والبلايا صارت سماء وهواء

طاحونة القتل أَوْلى من سهام قد تخيب

وتنافر الخلايا أمْعنُ في الهزيمة والضياع

الأرض احتلت والسماء ، والآن يحتلون النّفوسا

وأَدوا الزرع ، قتلوا النخل والزيتون

والآن يحرقون سفن التخيُّل والحُلُم

عَزّت على الناس الحقيقة ؛ فنادوا الموتَ ليغدو الحقيقة

فلم يخذل ، ولم يفاوض ، وخَطَّ على الفور طريقه

ُيفَرُّ إلى الموت من حرّ الحياة !

هي في النفوس محصورة

تغلي ، ولا تعدو

ها هم يموتون من فرط الحياة

عزّ السرور ؛ فطلبوا الدماء !

نحن الآن على أنقاض قتلانا نبني سعادة

وإلى أحلامنا جسر دمويّ الخطوات

وليصلْ كرهنا حدّ العداوة

حتى نزرع الحب في أركان مبنانا !

فالقتل أجدر بالبقاء ! والقتل أخلق بالبناء!

وهذا الشعب أرواحٌ تُباع ، أو تطيع ، ولا تُطاع !

وتلك الوجوه الكالحات لا يكدّرها سوى فقدان البريق

وتلك الألسنة السوداء لا يلعثمها مثل غياب الأثير

رضينا بالمواقع ، فنحن الدماء ، وهم الزارعون أوهاما

وهم القاطفون لغيرهم من أعمار الشباب وزهو الصغار

الفعل يُكره ، ثم يُكره فاعلُه

والقتل أنتم ؛ فأنتم للشعب عدوه

لن تنجحوا ، لن تفلحوا ، لن تسمموا فينا الفِطَر

يا سرطانَ الشعب ، ونزّاعَ الأمل

أنتم المهزمون وليشفَ الوطن .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى