الخميس ٢١ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم جهاد أحمد الجزائري

جنون ...

قد أكون أنا وأنت مجنونان جدا عاقلان جدا متشابهان مختلفان جدا ربما نحن لاشيء في الوجود أو كل شيء في هذا الوجود قد أكون أنا وأنت فعلنا أي شيء في زمن حبنا عمر جنوننا ونسينا أن نفعل كل شيء حين اقترفنا الرجوع مرة أخرى ... أنا وأنت .. أنا وأنت ...

أستذكرك في ليل الغياب الممتد في عيني فأهرق شهقتي بين شهوة الندم وممرات عيونك الغريبة تجذبني سراديب المسرات بين ماء وريديك وعطشي الذي لا يظمأ أبدا لأعرفني دوما بحاجة إلى جنون من نوع آخر لأميتك وأحييك فيا كيفما أشاء ووقت ما أشاء بين يدي أو على ضفاف شبقي القاتل على أبواب قلبي أعذبك أصلبك و أدفنك فيا حيا ...وألعن فجيعتي كلما مررت بين دروب جهنمي ولهيب جنتك ...

بيني وبين وجوم أسئلتي المحمومة زمنين خطوتين لحظتين جنون وعقل وتيه يعيد ألق عيني إليك ضاع سراب الوهم بين فضاءات جنوني وبين أشواك نارك وأنا أستعيد بعض ضجيج المساءات المتعبة بأرق الوجوه الفاسقة يليق بك الجنون ويليق بي أن أصدق كذب المساءات البنفسجية يليق بك الهجر يا ليل ويليق بك حزن الدمى الصادقة الكاذبة ...

لاشيء ... لاشيء يغري بالحياة بالموت أبدا لاشيء ...

أرتمي بين عري كلماتي وبينك لأسجن بقايا الشوق في كفي على دروبي وبين عهر خيبتي ... آه لخيبتي عارية حد الخيانة إلا من صمت كلماتك آه وآه ... ألعنك وألعن فجيعتي فيك وفيا كم صدقت كذب الصباحات الجميلة كم صدقت نبوءات قلبي الماجنة يا كذب قلبي كيف أصدقك بعد اليوم وكل يوم كيف ...

وأنا مصلوبة على أوتاد ذكراك أتلمس زهور فراشاتك على طول جسدي مطعمة هي بالرهبة بالإنسياب على رمل صدرك أطارد لسعات صوتك وهي تأسرني تجلدني وهي تتسلل إلى نسياني وأحاول الإفلات من جبين إدعاءاتك منك إليك ... وأقسم أن لا أعود إليك أن لا أعود لجنون صمتي وهذيان عقلي ليس جنونا أن أحبك ليس تعقلا أن أكرهك ليس شيء لاشيء أبدا أبدا ...

ها أنا بين سراب يديك وعويل أنوثتي الآن أحاول العودة إلى جنون صمتي في ليلة ما إلى غروبي المدجج بالولع والنبض بصوت الجرح ونزق التشهي أحاول تصنع الحزن والشجاعة لأقتلك فيا بجرأة الذئاب وطيبة يماماتي أحاول

وأحاول وأسقط على أرض الفشل لتتلقاني مساءاتي الوحيدة وعينيك ...

لاشيء ... لاشيء أبدا يشبه خصوبة الملح والحزن على أرضي نزوات الحقد عند الفراق لاشيء لاشيء أبدا ... أبدا لاشيء يشبه إستقامة الوخز الأكثر نضجا وفرحا بين ذراعيك وعلى يديك ....لاشيء يشبه شيء وأنا أتشبث ببقايا الصبر والحياة كي أموت على شفتيك وألعنك ألعنك بملء حبي وكرهي بملء جنوني وعقلي لست تفاصيلا لحكايات الغياب لست وجها لأنساه لست النار التي تستهويني لأتسلل إلى جنتك خلسة الإحتراق لاشيء يضاهي شهوة نسيانك نزوة التمزق التورد هذيانا وهروبا في دمك لاشيء يضاهي عطر روحك لاشيء ...

كيف أراهن الآن على الإنتهاء معك كي لا أنتهي كيف لي أن أتشظى نزفا ووردا وياسمينا دون أن أدمي الرحيل وأنا أدرك أن لا ظل ينبت النور في سماء المتعبين مثلي ومثلك لاجنوح يولد المطر على قليبنا المترعين بنفسجا وغرقا لا لا مزيد من جنون الجنون لا ....

تهاجمني خطايا الأسئلة المغرقة في دمعي كيف نذرت يوما خراب ذاكرتي ليعاشر منفى أيامك كيف أجبرت كلماتي على مضاجعة آلامك كيف ... كيف احترفت قتلك كل ليلة في صمتي وكيف بعثتك من قلبي حيا كيف ... ليس جنونا عندما أحببتك وليس من العقل شيئا أن أكرهك ...

أنا وأنت الآن على حافة إنهيارات الحب والعمر وحيدين على شاطئ غربتنا نمارس طقوس الفراق طوعا وكرها نستحضر لحظاتنا الأكثر حميمية الأكثر ولها وجنونا ننفض بعض غبار الليل مما علق بقلبينا نجلوه نورا وظلمة نخبئه سرا خوف إفتضاح الشمس و البحر الآن أمامنا وورائنا يظرف آخر غوايات موجاته تحت أقدامنا يريق زبد نشوته على صدرينا يمسح باق عرق أيامنا يسلونا الهجر والمتعة كي يبعثنا من جديد خلقا جديدا لاتخف سيزيل النهار آخر خيوط دهشتنا وكذبنا سيمزق الضوء مابقي من حلاوة الإنكسار و الإنتظار لاشيء سيبقى كما كان أبدا لاشيء أبدا أبدا ...

الآن أسدل الستار على ما بقي من لوعة التشظي وارحل ارحل لآخر متاهات الألم تذكر أن تنسى ملامحي ملامح الليل وهو يغادرنا وحيدا يغسل عار اشتياقنا الأكثر وهجا ...الأكثر ألما ...وحزنا وفرحا تذكر أن تأخذ كل أحلام الحب نبضات العشق ولحظات شغفنا الممقوت تذكر أن تنسى شبق أنفاسنا لمساتنا ... ولا تترك شيئا أبدا لأنساك لأذكرك ...

الآن علي أن أشكرك لأنك منحتني القليل من العقل والكثير من جنون الجنون منحتي العمر الأجمل واللحظة الأحزن و الأسعد ... ليس جنونا أنني أحببتك بجنون وليس من العقل شيئا أن أكرهك الآن ليس شيء لاشيء أبدا أبدا ... الآن مزيدا من جنون الجنون مزيدا مزيدا ...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى