الأربعاء ٢٧ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم عبد العزيز الصوراني

جهات القدس

عَلَى مَرِّ القُبُورِ يُعِيدُ نَفسَه ْ
لِيَبلُغَ باجتِرارِ النَّفسِ قُـــدسَــــه ْ
هُوَ المَولُودُ مِن رَحِمِ المَنايا
ورُغمَ نُبُوغِهِ باعُوهُ خِلسَة ْ
رَمَوهُ بِجُبِّ غُربَتِهِ وسَاقُوا
دَماً كَذِباً وقالُوا تِلكَ نَكسَة ْ
تَوالَدَ في بِقاعِ المَوتِ حَتَّى
بِهِ صارَت جِهاتُ القُدسِ خَمسَة
فِلِسطِينِيَّةٌ رُؤيــاهُ تَــعنِي
بِقِمَّةِ بُؤسِهِ يَجتازُ بُؤسَه ْ
أبَى الصَّفَقاتِ حَتَّى بِـيـعَ فِيـها
وأثمانُ الأُخُوَّةِ جِدُّ بَخسَة ْ
وكانَ كَيُوسُفَ الصِّدِّيقِ لَمَّا
يُعاقِبْ غَدرَ إخوَتِهِ بِهَمسَة ْ
ولَم يَحمِل صُواعَ الحُبِّ إلَّا
بِرُغمِ شَقائِهِ في الرَّحلِ دَسَّه ْ
وأبشَعُ ما رَآهُ جُحُودَ أهلٍ
وأسوَأُ ما بِمِحنَتِهِ أحَسَّه ْ
مَعاذَ اللَّهِ قالَ وما تَمادَى
وفَضَّلَ بانتِظارِ العَدلِ حَبـــسَـه ْ
وَكانَ يظُّنُّ بالإخوانِ خَيراً
فَأنكرَ حِينَ ساءَ الظَّنُّ حَدسَه ْ
أعَدَّ بِقَلبِهِ لِلـصَّبـرِ زاداً
وأغرَى بِانتِزاعِ الحَقِّ بأسَه ْ
وإنَّ المَرءَ تَعرُكُهُ الرَّزايا
لِتَكشِفَ رَدَّةُ الأفعالِ أُسَّه ْ
جَسُورٌ مِثلُ عَنتَرَةٍ إذا ما
أجاءَ كَتائبُ العُدوانِ عَبسَه
يُـــــعَـبِّرُ سَيفُهُ أضغاثَ حُلمٍ
لِيَرفَعَ في عَنانِ الظُّلمِ رَأسَــــــه ْ
وَطَبعُ النَّاسِ مَن يَشتاطُ حُبًّـا
تَكُونُ مَشاعِرُ الأحبابِ عَكسَه ْ
فَكَم ضَاقَ الخِناقُ على نَبيٍّ
وَلَم تَشهَد بَناتُ الدَّهرِ يأسَه ْ
هِيَ الأوطانُ لا تُشرَى بِمالٍ
فَإنَّ تِجارَةَ الأوطانِ خِسَّة ْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى