الأحد ١٥ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم صبحي فحماوي

«حرمتان ومحرم» في طبعة ثانية

صدرت الطبعة الثانية المنقحة من رواية صبحي فحماوي «حرمتان ومحرم» عن دار الفارابي اللبنانية، وكانت الطبعة الأولى قد صدرت عام 2007 عن روايات الهلال المصرية، وأشاد فيها عدد كبير من النقاد في مصر والأردن ولبنان، وكتب عنها أ. د. جورج جحا-الجامعة الأمريكية في بيروت- وكالة رويترز للأنباء بأنها" قهقهة ببكاء" على شكل(قهبكة) قائلاً:

"قد يبدو غريبا القول إن التفاصيل أو الأحداث التفصيلية التي يقدمها الكاتب الأردني صبحي فحماوي في نسج روايته"حرمتان ومحرم" تكاد في معظم الأحيان تشكل أعمالاً قصصية ناجحة في حد ذاتها فتسرد وتحرك دون أن يقلل هذا من الرواية ككل.
يكتب فحماوي بأسلوب مميز من حيث الظرف وبطريقة قد يصح في وصفها اللجوء إلى أسلوب الأديب الظريف الراحل سعيد تقي الدين فنقول إنها"قهبكة" أي القهقهة ببكاء.
صبحي فحماوي يبكينا إضحاكاً في وصف شقاء الشعب الفلسطيني المعذب، ويضحكنا من مآسينا"العربية" الصغيرة والكبيرة، فيجعلنا نكتشف أحياناً أن بعض أُمورنا الصغيرة مفجعة كالكبيرة، أو إنها من أسباب هذه الفواجع الكبيرة.

يكتب فحماوي بشكل سيال يحمل إلى القارىء سخرية تنصبّ على كثير من أمور الحياة اليومية، فيأتي ما يقوله مزيجا من الواقع اليومي والألم والخيبات، ومن السياسي والديني والوطني فتمتزج فيه المصطلحات السياسية والفكرية والاجتماعية والأدبية، وتتتالى أو تتجاور أبيات شعر من الجاهلية وأخرى لشعراء معاصرين.
وقد"يتلاعب" الكاتب بظرف وسخرية بكثير من الأفكار والمقولات. وكتابته تتمتع دائماً بجاذبية أكيدة تشد القارىء، فتبقيه بين حالين مؤلمين من الضحك والبكاء.
بعد تخرُّج الفتاتين تغريد وماجدة، واجهتا انعدام فرص العمل والفقر الآخذ بخناق عائلتيهما، والذي يحول دون زواج كل منهما بخطيبها. تقرران أن تسافرا للعمل معلمتين في مدرسة في"ولاية الرمال" العربية. ولأنهما لا تستطيعان السفر وحدهما دون أن تكونا برفقة"مَحرم" موثوق به، يحميهما، فقد استقر الرأي على أن يرافقهما صديق العائلتين الطيب"أبو مهيوب" الخمسيني، والذي زوّجَ بناته، واستشهد ابنه، وتوفيت زوجته، ولم يعد له أحد، فعاش وحيداً. ولقاء أجر خصصه الأهل له، جرت كتابة عقدي زواج صوريين تربطان الرجل الطيب بالفتاتين هو أشبه بوالد لكل منهما.

قبل أن يصف الكاتب الحياة في مدينة الواحة يتحدث عن الطائرة التي أقلتهم، وعن ركابها العائدين إلى الواحة. يقول:"بعد وصول الطائرة إلى مطار مدينة الواحة في ولاية الرمال، وقف الرجال والنساء نابتين في مقاعدهم وتكاثفوا في ممر الطائرة، حيث ملابس النساء المزركشة، ووجوههن المزينة، وصدورهن الناهدة، وأردافهن المثيرة ببنطالاتهن القطنية المفصلة على آخر طراز، وأثوابهن الملونة وتنانيرهن القصيرة..."كل هذه النعم الملونة تحوصلت فجأة، وتشدرت فوقها براقع سوداء، فحولتها إلى اللون الأسود، واختفت معالمها وصارت على شكل بقج سوداء..أو خيم سوداء لا يُعرف ما تحتها.. غمامات أو براقع أو مهاجع لأجساد لا يُعرف ما بداخلها..."

وصبحي فحماوي مؤسس ومدير تحرير مجلة الرواية www.alrewaia.com وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، وعضو اتحاد الكتّاب العرب، وعضو اتحاد كتّاب مصر، وعضو نادي القصة المصري، وعضو القلم الدولي.

* له خمس روايات هي:(عذبة) دار الفارابي - بيروت 2005.(الحب في زمن العولمة) دار الفارابي- بيروت-2008. ترجمت إلى الإسبانية، بإشراف أ.د. سليمان العطار.(حرمتان ومَحْرَم) روايات الهلال- القاهرة-2007.(الإسكندرية 2050) دار الفارابي- بيروت- 2009.-(قصة عشق كنعانية) دار الفارابي-بيروت 2009.
وله عدة مسرحيات منها:(في انتظار النور الأخضر).(حاتم الطائي المومياء).(شخصيات مستنسخة) وله خمس مجموعات قصص هي:(موسم الحصاد) دار الكرمل-عمان 1987.

 (رجل غير قابل للتعقيد) -عمّان 1997.(صبايا في العشرينات) مدبولي الصغير- القاهرة 2006.(الرجل المومياء) دار الفارابي- بيروت 2006.(فلفل حار)، قبل الطبع.
مثلّت بعض قصصها: ضمن حلقات(مرايا) للفنان السوري، ياسر العظمة.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى