حـوار مع الفنان التشكيلي عيسى يعقوب

1. غزة الصامدة كيف جسدتها في أعمالك التشكيلية؟
– منذ بداية الحرب على غزة كان كل واقع أليم رأيته على التلفزيون يؤلمني وخاصةً الأطفال العزل، كان حصار غزة يحاصرني في مرسمي وأكون لوحات واقعية وضعت وجعي لأني بعيدٌ عن غزة، الألم هيج ريشتي وأنبت لوحات من واقع الحصار، فصنعت أربعين لوحة واقعية تعبيرية جسدت معاناة وصمود أهلنا فـي غزة.

2. معروف عن نشاطك دعماً للقضايا الوطنية والعربية.. هل اشتغلت على مشاريع بهذا الصدد نصرة لغزة؟
– منذ ربع قرن وأنا أرسم لقضايا الأمة وخاصةً القضية الفلسطينية، تجولت في عدة بلاد عربية بمعرض تحت عنوان (من أجلك يا قدس ) وأقمت 23 معرضاً عام 2000 عندما تحرر الجنوب اللبناني على يد المقاومة اللبنانية وانطلقت ريشتي وجسدت المقاومة اللبنانية في لوحات واقعية، وأقمت معرضاً تحت عنوان (الحرية للجنوب ) برعاية الرئيس اللبناني اميل لحود، وتبرعت بثمن اللوحات وعددها (80لوحة ) زيتية، عبرت بها عن صمود ومقاومة الشعب اللبناني لأسر شهداء الجنوب، وأثنى عليَّ رئيس الجمهورية اللبناني وقمت بمقابلته وقدم لي درع الأرز اللبناني برتبة الشرف، وهناك معارض تراثية تبرعت بثمنها للجمعيات الخيرية في سورية ولبنان، وأقمت معرضاً عام 1996 بدمشق بالقصر العدلي في ذكرى العيد الذهبي لحزب البعث العربي الاشتراكي برعاية وزير العدل، عبرت من خلاله عن العدالة في ظل الرئيس الخالد حافظ الأسد، وبنفس العام شاركت في معرض السياحة في سوريا وتقدمها في ظل الرئيس الخالد حافظ الأسد، وقد لاقت نجاحاً باهراً، وقدمت معرضاً آخراً في عام 1998 تحت عنوان ( عشق وطن ) برعاية وزير الإعلام وفيه (65) عمل فني مثلت تراث بلاد الشام وجمال الطبيعة السورية، وبعض اللوحات عن الآثار السورية أنها مهـد الحضارات.

والآن أحضر معرضاً تحت عنوان (تحية إلى صمود غزة ) عبارة عن لوحة جدارية طول (150م) تمثل الاحتلال الإسرائيلي والغطرسة الصهيونية منذ النكبة 1948 وكافة المجازر التي ارتكبتها في صبرا وشاتيلا حتى قانا وإلى غزة الآن، وأيضاً رموز اغتيلت على يد الموساد الإسرائيلي،وكل من تضامن مع شعبنا في غزة من الدول العربية والأوروبية.

3. ما الدور الحقيقي الذي تراه للفنان عموماً والتشكيلي خصوصاً خدمةً لشعبه وناسه؟
– يجب على كل فنان عربي أن يقدم لقضيته المركزية فلسطين وإلى كل شبر من الأرض العربية المحتلة من المحيط إلى الخليج أن يقدم بدوره كفنان ممثل أو إعلامي يهدف إلى الوقوف بجانب معاناة وصمود الشعب الفلسطيني وأن يصل صوته إلى كل العالم، حيث أن الإعلام هو السلاح الأمضى في التقدم وتحريـر الشعوب.

4. هل من مدرسة فنية يحب الفنان عيسى أن ينتمي إليها أو أنه بالفعل ينتمي لها؟
– إني انتمي إلى المدرسة الواقعية التعبيرية والرمزية التي تهدف إلى نصرة قضايا الشعوب،وهذا ينبع من انتمائي إلى حب الوطن والأرض الخصبة التي حضنتني (سوريا).

5. وما أهم لوحة رسمتها في حياتك؟
– أهم لوحة رسمتها هي (أمي = أم العبد = أم الشهداء ) التي قدمت ثلاثة من
أبنائها كشهداء وهدية لأرض فلسطين، وقد قامت اللجنة الشعبية السورية لدعم
الانتفاضة لطبع (500لوحة ) ديجيتال للوحة أم العبد، وكانت مطلوبة بشكل
دائم،ووزعت إلى كافة أرجاء الوطن العربي وبعض الدول الأوروبية وإلى الآن
يطلب مني لوحات عن هذه اللوحة العظيمة وهي موجودة على الانترنيت العام.

6. وهل أنت مع أن الفن يمكن أن يكون للفن فقط؟
– الفن من أجل الإنسان والإنسان هو الأداة المطورة للفن الهادف والجمال وحب الوطن لأن حب الوطن من حب الله الخالق الذي قدم لنا الفكر والصحة والعقل ويجب أن نقدم الخير لبعضنا البعض.

7. الكاريكاتير أيمكن أن يكون له مكاناً ما ضمن أعمالك الفنية؟ ولماذا؟
– فن الكاريكاتير هو فن بحد ذاته وهو مدرسة خاصة، وله فنانين مبدعين ومنهم الفنان الراحل (ناجي العلي ) ويرمز إلى قضايا المجتمع وأنا من المعجبين بفن الكاريكاتير لكن لست من مدرسته.