الخميس ٢٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

حكاية القدس

ســــردُ الحكاية ِ للتعلـّم ِيقنـــع ُ
فصلُ النهاية ِفي الرواية ِيشــــبع ُ.
كانتْ حبيبتنا فصارتْ عمرنا
كانتْ أمومتـنا فصارتْ ترضـعُ.
وبها ســــتكتملُ المشاهدُ أنـّها
في نبضة ِالقلب ِالشجيّة ِتـُطبـعُ.
في صهوة ِالليل ِالبهيمة ِصرخة ٌ
في القلب ِصوت ٌ نابضٌ يتوجـّعُ.
أنت ِالبداية ُفي الحكايات ِالتي
برقتْ، على نسج ِالحقيقة ِتطلــع ُ.
أنت ِالينابيعُ التي طفحتْ هدىً
بشـــــريّة ٌ في تربة ٍ تتضــــرّعُ.
 
يــا مــوطــنَ الأديـان ِيــا هتــفَ الســــــماء ِتفـرّدي بجـلالـــة ٍ لا تصفـــعُ.
 
فعلى ترابـِكِ أزهرتْ أرواحـُنا
ولـــه الفــداءُ دم ٌ وروح ٌ تدفــــع ُ.
فالقدسُ ترسم ُعمقـَنا متداخلاً،
نورُ اليقين ِ،ضحى الوجود ِيشعشعُ.
من بين أروقة ِالتجمـّــل ِزخمُها
يستصرخ ُالأزمانَ حتى تقشــــعُ.
أرضُ الكنائس ِوالمآذن ِتعتلي
وهجَ الفضاء ِ، تطيرُ فينا ، ترجعُ.
والصخرة ُالسوداء ُباكية ُالرؤ
خلفَ اللحاق ِبســـــــيـّد ٍ يتربــّعُ.
 
والقبــّـــة ُالذهبيـّــة ُالألـــوان ِوالإحســـاس ِفي صـدر ِالهــدايـــة ِتســـــطعُ.
 
فوق البـــراق ِبنـــورِه ِمتألـّق ٌ
وجـــه ُالنبوءة ِباســم ٌ يتضــوّعُ.
صــلــّى بأقصاها صلاة َمتيّم ٍ
عرجَ الســـماء َوقلبـُــــه متورّع ُ.
 
أولـــى صــلاة ِالقبـــلتيــن ِوثــالــث ُالحـــرميــن ِشــــــيماء ُالنقــاوة ِتنبــــع ُ.
 
مسرى الرسول ِ،صلاتـُنا ابتهلتْ، دمتْ
حتـّى اليهودُ لهم ْ بأرض ٍمرجع ُ.
دون اختلاس ٍ دون قتل ٍ جائر ٍ
فهنا التــوافــقُ بالعقيــدة ِمقنـــــع ُ.
 
عنــدَ الختــــام ِكتـــابـُـــه القـــرآنُ يختصــرُ الـزمـانَ وكلَّ شيءٍ جامــــــع ُ
 
يا قوم إنّ القدسَ أم ُّ عقيــــــدة ٍ
منها حليب ٌ والصبا يترعـْـــرع ُ.
هي وجهة ُالأرواح ِنحو الهنا
كــلٌّ علــى ديـــن ٍ وفيها يخشـــعُ.
ما ضرَّ لو عرف َاليهود ُسلامَها
فهي الأمانُ وأرضُها لك تــوســـع ُ.
كتب َالزمانُ فصولـَها من لحمِها
وبكى المكان ُكتابَ شــــاك ٍ يخدع ُ.
رســــمَ الإله طريقـَها وبدقــّـــة ٍ
لو تعرف ُالأسبابَ ما بك يقطـــــعُ.
خلفَ الشجيرات ِالصغيرة ِهاربٌ
من سيــف ِمهــدي للخيانـة ِيلمــــعُ.
ويسوع ُيأتي في المعارك ِحاملا ً
دمُه على الكفِّ التــــي تتـــلـــــوّعُ.
كان الصليبُ، فمن له متيقــّن ٌ؟!
إنّ المآربَ عنده تتـــــرفــّــــــــــــعُ.
عذراءَ مريم قالَ عيسى صاخباً
أمـّي الطهارة ُمن عليم ٍ يشـــــــفــعُ.
في المهد ِينطقُ طفلـَها متحدّثـاً
إنّ العبـــادة َ للرحيـــم ِ، ســـنركع ُ.
وله الصلاة ُ،له السجود ُإلهنـــــا
واللـــــــهُ في العلياء ِ ربٌّ ســامــعُ.
في الرزق معجزة ٌ،من الله المنى
تحت الظــــلال ينام طفــــــلٌ بارع ُ.
 
أنـجـيـلـُه نـطــقٌ مـن الرحمـن ِ فـي كـلـمـاتـِه أرقــى المـعـانــي تــــــزرع ُ
 
أرضُ القداسة ِقدسُنا مرفوعة ٌ
فوق الجنـــــاة ِصفـــاؤها يتـــودّعُ.
موسى على جبل ٍ ينادي ربـَّه
فيلوح ُجزءٌ من بصيص ٍ ، يصرع ُ.
جبل ٌ يصيرُ هشاشة ً من نورِه
حتى الجبالُ من الســــــنا تتصدّع ُ.
والنورُ في الوجدان ِأسمى رفعة
خيرُ الأمـورِ جــلــت ْ بما تتمتـّــــعُ.
عجنَ اللحوم َوقطـّعَ الأشلاءَ في
كــلِّ اتـّجــاه ٍ قطعــــة ٌ تتـــــــورّع ُ.
وبأمرِه ِعادت ْ طيوراً حلـّقت ْ
فاللهُ يأمـــرُ من يشـــاءُ ، ويجمـــع ُ.
 
توراتــه وصحائف الأنـوار ســـــــامحة ٌ و طــوّقــت ِالنفـوس، و تــردع ُ
 
ذا يوسفُ المغدورُ يعبرُ جرحَه
فـرعـونُ حاك َخـديعـة ً لا تــــردع ُ.
واللهُ يعرف ُما بصدرِ خليقة ٍٍ
والبحــرُ يُفلــق ُوالمصائرُ تصفـــع ُ.
ويعودُ يوسفُ أرضَه مترفـّعا ً
تلك النزاهـــة ُوالأمانـــة ُأنصــــع ُ.
وسيمسك ُالمفتاح َعبد ٌ حاكم
وسيفتــح ُالفاروقُ بـابـاً يـدمــــــع ُ.
وبكى صلاحُ الدين ِكسرَ صليبها
تــلك المدينـــة ُللجميــع ِتشـــــرّع ُ.
والقدسُ واقفـــة ٌ وشامخــــــة ٌ لنـا
كلُّ الشعـوب ِإلى المحبـّة ِتسرعُ.
سلْ كلَّ من في الأرض ِعنها قائلا ً
إنّ الفـــؤادَ بحـــــبـِّـــها متلــــوّعُ .
فيــضُ المكارم ِمن فضـائلِها روى
سمحُ السمات ِ،هو الغدوق ُالأروعُ.
نبلُ المشاعرِ إنْ رأى من سحرِه
قبساً يفيضُ إلى التصافح ِ،يجـــزعُ
أرضُ التلاصق ِوالتواصل ِتمتطي
غارَ الكرامة ِوالسماحة ِتسمـــــع ُ.
يا قدسُ يــا أم َّ التراب ِتحيـّتــــــي
هذا فتى الأوجاع ِقلبــي يـُمنـــــع ُ.
عنك اغتصاباً وامتناعاً جنـّتــــــي
هل بعدَ موتي أمـّتـــي قد تخـــدع ُ.
يا قدسُ يا فــرحَ الطفولة ِإنّنــــــي
في الصمت ِمسجون ٌوجيدي يقطعُ.
 
مــرّتْ عليــك زلازلُ الأحقاد ِلكــــــــــــــــنْ صبرُك الجبـّارُ يصمدُ يبـرع ُ.
 
فيزيلُ عن عين ٍ غشــاوتـَها تــرى
ما بعدَ خوفيــــن ِاحتقاناً يصنــــع ُ.
عربيـّة ٌ،صوتُ المآذن ِســـــمعِنا
لم يخبُ، لن يخبو ،ولن لا يقمــع ُ.
ما دامَ صــــوتُ الله ِفــــي آذانـِـنا
كلُّ الدروب ِإلى الخلاصة ِتشرع ُ.
كـلُّ الــدمــاء ِإلى التراب ِهــديـّة ٌ
كــلُّ الكنائـــس ِللترابط ِتقـــــرع ُ.
يا قدسُ يا طهــرَ التراب ِبأرضنا
ومدينــة ُالنورِ الذي لا يقطــــــع ُ.
أنت ِالجذورُ لعيشِـــنا ، من موتِنا
نحيا على الأرض ِالتي لا تـُفزع ُ.
عــربيــّة ٌ عــربيــّة ٌ عــربيـــّة ٌ
حتى السكوتُ من البواطن ِيسمـعُ.
أرضُ الرباط ِإلى القيامة ِعـــزّة ٌ
لن تنحني رأسُ الذرى لا تـُخضـعُ.
أعطيت ِ دنيانا رســـــــائل قيمة ٍ
كلُ السطورِ لها تـُخط ُّ ، وتـُرفـع ُ.
حتى الحضارة ُرغم سامقة ِالرؤى
ما زالت ِ الأيـّام ُمنها تـُصمــــــــع ُ.
أنــــت ِالمنـــارة ُ للثقافــــة ِ،لبــُّها
أنت ِالتي فوق الهـــــوى تترصـّع ُ.
يأتـونَ من كلِّ الأماكــن ،ِيقطنـــونَ،
ويرحلــــونَ وأنـــت ِأم ٌّ تـُهلــــــــع ُ.
 
مهماقسوا،سرقوا،شكوا،نهبوا،سقواتبقين أنـــت منارة ً لا تخنــــــــع ُ.
 
فثقي، صلابتـُك الحقيقة ُقدســـــنا
إنَّ اليقين َبــك النـــواة ُوالأنفـــع ُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى