الخميس ٢٣ شباط (فبراير) ٢٠٢٣
بقلم موسى صالح الكسواني

حلب

الشمس باكية
وحفنة من النجوم السارحات في فضائهن مطفآت
الليل يخفي سطوة الدموع
في العيون المثقلاتِ
حيثما الظلام ينتهي إلى ظلام لا ينام
ها قد مضى اندلاقك العبوس أيها اليؤوس
والقدس ما تزال في خبائها حزينة
تجوح فوق موقد من الوعيد
تبكي الذي قد عزَّ من شتاتها
وفرَّ من ولاتها بُناتُها
فالقهر صنعة الطغاة ماثلٌ
في كل بقعة يجوس
الشاربون نخبها عادوا
إلى جحورهم بلا رؤوس
قوراض الجرداء قد تجردت سمومها
على جدار القلعة التي أبت إلا شموخها
وأطلقت أدبارها إلى غبارها
من بعد ما سقت أنيابُها
ما استسقت البيداء من دم البسوس
يا قدس يا حبيبتي
أشتاق أن تسلمي على حلب
فذا صباحها كما مساؤها مستبشرا
أتى مع السحاب ذات بسمة
ليغسل القلب الذي أضناه هجرها العنيد
ومثلما تضوأت على شفاهها رحابة
أضاءت ابتسامةَ الشروق يوم عيدي السعيد
دمشق يا حبيبتي
أشتاق أن تسلمي على حلب
وأن تقبلي خدود اللاذقية التي انتشت بها جوارحي
وأن تزوِّقي الدروب بالحبق
أشتاق يا حبيبتي
أنْ لو تُقطِّفي الزهور في وداعة
وأن تُطوِّقي الشواهد الخضراء بالشذا
وأن تُطوِّفي بها حدائق الشهيد
القدس تجدل الضفائر المعلقات في السماء
وتَمْشط الشعر السديلَ
فوق أكتاف الغزالة النعوسْ
والشمس في غلافها الرغيد غانيةْ
جاءت من الأقصى البعيد كي تزورنا
رداؤها دم المزركشات في شال الفضاء
وصوتها قصائد الحسون
حين غردت بمفرداتها حبيبة كانت
تداعب الشواطئ الشَّموس
نوارس البحر العتيق
عاد صاخبا بشير زقزقاتها
لتنهل احتفالها الأثيرَ
في احتضان مرسى اللاذقية العروس
وعاد ساحرُ البحار فارها
وفي يديه صولجان الياسمين كي
يُتوِّج امتلاكه زفيفَ الريح في طرطوس
يا قدس يا حبيبتي
أشتاق أن تسلمي على حلب
وأن تُقبِّلي خدود موطني
من مائه الطريد حتى مائه الشريد
يا قدس يا حبيبتي
أشتاق أن تُسيِّجي بياسمين الشام والشذا
شواهد الشهيد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى