الأربعاء ١٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

حمورابي في السجن

وصل الخبر،
حمورابي في السجن،
وكل ديانات الأرض تفاهاتٌ
حسب تصوّر قاتلْ.
هو من سنَّ التشريع بدون مُنازلْ.
عدل الإنسانية صنعته يا بابلْ.
وحمورابي في السجن ينازع
لا لا لا لا لا لا لا طائلْ.
ألواح التاريخ يبول عليها لصٌّ،
سارقها بالعلم وبالتاريخ يجادلْ.
عشتار تبيع الجنس،
جنود التحرير أتوا،
يفتعلون بعشتار هوائلْ.
جدّي المخروق من الأسفل حتى الرأس
من الخازوق السافلْ.
يحكي قصصاً عن شعب ٍ كان مناضلْ.
ونساء عراق الأوجاع ثكالى،
ورجال عراق الآلام حيارى،
لقمة عيش ٍصارتْ
أثمن شيءٍ عند العاقلْ.
رحماك أيا ربّي العادلْ.
فتصوّرْ لو كنت الجاهلْ.
أطفال عروبينا تحت الأقدام ولا من سائلْ.
وتجارة أعضاء الناس تباع بدون مقابلْ.
جلجامش يحتضر،
الشمس السوداء تعاتبنا،
وخلود الأسطورة تطلب موتاً لخلاص ٍ،
أنكيدو يغدر جلجامش،
جلجامش يقتل أنكيدو،
والقتل غذاء الروح،
من القتل الكل نواهلْ.
نوحٌ غريقٌ،
من مدِّ الجبروت الهائلْ.
سام النسبيّ يخون بلاغته
وديانته وبراءته،
ويصلـّي في مهبل عاهرة ٍ
كصلاة التائب،
والمحراب مفاصلْ.
وحمورابي في السجن،
خيول عروبتنا قد نامتْ بمزابلْ.
فرسان الإخوة فوق فراش الجنس تقاتلْ.
وطقوس أصالتنا بيعتْ دون مقابلْ.
ثمن الأكرام كؤوس نبيذ ٍ حمراء،
شقراء تعلـّم شعباً عربيّاً ما الحدّ الفاصلْ.
بين العيش بصمت ٍ،
و الموت إذا نطق الحقُّ،
سيأتي البتر بوابلْ.
وحمورابي في السجن،
الحجاج صريع الكفر،
يحاسبه في الدين غريبٌ دجّالٌ عجميٌّ،
رأس الحجاج هو المطلوب،
ورأس حسين ٍ هو المطلوب،
ورأس عليٍّ هو المطلوب،
رؤوس البغداديّين هو المطلوب،
رؤوس العربيّين هو المطلوب،
ورأس الفهم الغافلْ.
يغتصب الزنجيُّ المرتزق امرأة ًمن بغداد،
تصفـّق كل شواهدنا،
وتقول:أيا هذا الفحل الهائلْ.
وعفاف الشعب
أمام عيونك يا الحسن النبويِّ يهان ويهتك،
معذورٌ أنت الأوّل من بالغدر يطاح
وبالجهل يصفـّى،
لا تنطقْ ما في الصدر يداملْ.
لعليّ فتى الإسلام،
أتسمع صوت بكارتها يستصرخ؟!
والعذرية صارتْ تحصيل الحاصلْ.
وضعوا الأغلال على أقدام حمورابي،
بيديّ عليٍّ،
وبعنق الحجاج،
وبغداد لصوت الله تعالى تخفو تخبو،
بسلاح جبان ٍهاشلْ.
والمعتصم المحروج ينام على أرض ٍ قاحلة ٍ،
قد سدّوا للمعتصم الأبواب،
وغرفته دون مداخلْ.
لا صوتاً يصل المعتصم العربيِّ،
لأنّ المعتصم العربيّ سجينٌ أيضاً،
وحمورابي في السجن،
يتابع أخبار البورصة العربية
في باريس ولندن واليابان وبازلْ.
وحمورابي في السجن أيا قانون،
بغاة الأرض يفرشون الأسنان من دمنا،
صار دم العربيّ هو المعجون،
بترول عروبتنا صار الصابون،
ثمن البترول طفولتنا،
والموت يحيط جهات الأرض هو العادلْ.
قانون الغاب يحاكمنا،
والكل أمام المقصلة الماثلْ.
قطعوا الأوصال وأصبحنا شرذمة ً،
بيروت تنادي،
بغداد تناجي،
والقدس ذبيح ٌ،
في السامراء حريقٌ،
والقادم أفظع والمجهول سيأتي بهوائلْ.
أسرار الفتك العربية من شرف ٍ عاطلْ.
ودماء الطفل العربية من خدر ٍ قاتلْ.
فاقتلْ ما شئت فليس هناك من السائلْ.
وحمورابي في السجن،
وما دام السجن العربيّ عدالتنا،
حسم الأمر،
وقد حسمتْ ما بقضيّتنا من أجزاء مسائلْ.
ولكم ْ في العيش قصاصٌ،
هل من منتقم ٍ؟!
لجرائمهمْ لو بالقائلْ.
اصمتْ يا شعرُ
حمورابي في السجن
فمن نحن لكي نحيا ونقاتلْ.
اخرسْ يا جاهلْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى