الجمعة ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم بشرى عوني الحديدي

حمى العصر

تعبنا من المقدمات وتعبنا من الشعارات، لكننا لم نتعب من مهند!! فما زال ذكره مسيطر على ألسنة الناس وعقولهم وقلوبهم! كأننا لا نستطيع استثمار وقت فراغنا- الكثير على ما يبدو- بشيء أكثر أهمية أوعلى الأقل "قتله" بشيء جديد واقعي أوبعيد عن الوهم! إلا التغني بمهند بمختلف الأشكال وجعله موضوع الساعه على الرغم من انتهاء المسلسل!

فتلك المغنية التي حظيت بفرصة مشاركة الشحرورة صباح إحدى أغنياتها تنتقل من ذلك إلى مشاركة "مهند" بدور رئيسي في الأغنية! وغيرها تتحداها بمشاركة "يحيى" بأغنيه قادمة لها! لا بل هناك موضوع أكبر!! فيا لصدمتي أن من تغنى بعقاله وتغنى بالقوات الخاصة وأبوالحسين... وغيرها من ركائز ورموز الكرامة الأردنية أن يتغنى بمهندلا بل ويشكي له همه أيضا!! فما السبب بالانتقال من مواضيع الكرامة والعزة والاباء إلى مواضيع مسلسل وليس بعربي حتى! بل أين الأهمية بأن يوجه مطربنا الوطني المحبوب اهتمامه إليه؟! حتى وإن كان فيها شيء من السخرية والتهكمية! فيكفي مهند تكريما أن من يتغنى بالكرامة والإباء أن يتغنى به!! وأن يظهر بدور البطولة بأغانينا وفنوننا العربية لا بل عناوين أغانينا العربية وأغاني مطربينا الوطنيين!كأن مهند سيغدورمزا من رموزنا الوطنية والعربية!

وإن نحاول النظر بشخصية مهند, فلا أحبذ أن يكون كذلك! فهذا الشاب الذي لا يتسم بأبسط صفات الحلم والرجولة الحقيقية بكثير من مواقفه , الذي لا يعرف أحدا أوعقلا أوترويا عند الغضب ,ويقوم بالتعدي بالصراخ على المحيطين به وتجاوز حدود اللباقة معهم حتى أقرب الأشخاص إليه,فهذا مهند يصرخ بوالدته مرارا وتكرارا حتى لا تتدخل بأمورمختلفة أوحتى بقرارات مهمة بحياتها فهي كالطفل الطائش بالنسبة له بكثير من المواقف!وهذامهند الذي يقلب مائدة الطعام- التي كان جده وغيره يتناولون فطورهم عليها بسلام-بداعي العصبية والتعبير عنها!! وهذا مهند الذي تمر عليه فترات كثيرة من عدم احترام زوجته نور من صراخ وتسلط ايضا بداعي العصبية وغيرها,أوغيرها العديد من الانفعالات الصبيانية من تكسير وتهشيم للمرايا والأثاث "وبالطبع قلب موائد الطعام"!!

الغناء والأدب تمثل أجزاء من الوطن,فإنني أستنكر أن يكون وطني بمهند! يكفينا حديثا وتحجيما لمهند!وتعليق أوهامنا وخيالاتنا الداخلية الاواعية المفقودة وآمالنا بشخصية وهمية بعيدة عن تطلعاتنا بكثير من المواقف, أوبعيدة عن شهامتنا العربية , وإن كان نور-هذا المسلسل الناجح بالعالم العربي- مسلسلا شيقا ليس إلا ,لكن بالتأكيدلا ترجح كفته على كفة عقالي أوكفة رجال الخاصة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى