الخميس ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم حميد طولست

حوار مع الأديبة الكويتية بسمة الصباح

فى ظل التطورات المتسارعة للعالم وخاصة ما بات يسمى بالانفجار المعرفى الالكتروني الذي حول عالمنا إلى قرية صغيرة وبوتقة تنصهر فيها كل ثقافات العالم، حتى لا يظل أدب أي أمة منزويا خارج هذه القرية، بفضل الانترنت هذا الاكتشاف المعرفى الجديد نسبيا الذي فرض حضوره بقوة على صعيد النشر الالكترونى وسهل من سبل الانتشار وتعريف الآخر بالإبداع المحلى لكل دولة.

حيث أنشئت آلاف المواقع الثقافية على الشبكة التى ضخت سيلا جارفا من الإبداعات التى لم يكن الوصول إليها ممكنا فى ظل العوائق التقليدية التى عانى ويعانى منها المبدع مثل صعوبة الطباعة والنشر بسبب الحواجز الثقافية التى فرضت لدواعى سياسية واقتصادية وتسببت فى تجزئة المشهد الثقافى إلى مشاهد إقليمية ضيقة لم تمكن الأديب العربى من التعرف على أديب العربى آخر في قطر آخر أوالاقتراب منه، الأمر الذى كرس بعض الأسماء المحظوظة التى استطاعت أن تنفذ من هذا الجدار الثقافى بالموازاة مع تغييب الكثير من الأسماء.. لذلك فقد شكل النشر الالكترونى عبر الانترنت متنفسا كبيرا للمبدعين العرب

وبفضل هذا الفضاء الالكتروني الفسيح، استطعنا في "منتدى سايس" أن نطل من إحدى نوافذه على دولة الكويت الشقيقة التي سيقام بها معرض الكتاب الدولي في مشرف، جناح مكتبة دار العروبة من الساعة الخامسة والنصف وحتى الثامنة مساءا يوم الأربعاء الموافق 19-11-2008 سيتم خلاله إصدار وتوقيع ديوان الكاتبة والشاعرة الكويتية بسمة عقاب الصباح المعنون ب"أما من شرق يحتويني" بكل ما يحمل اهات كل انسان عربي،وما تمتلك كاتبته من مقومات التميز والمنافسة والتفوق، الذي أوصلها اليوم-رغم كل ما تواجهه المرأة الكويتية من معوقات- إلى مكانة تستطيع من خلالها التغلغل إلى أعماق القارئ لتشاركه يومه بإيجابياتها وسلبياتها، والتعريف بإبداعاتها وما تكتب على لسانه ما تشعر به وتتألم من أجله تجاه قضاياه الكثيرة المصحوبة بعاصفة من الأسئلة التي لا تتوقف، عبر مقالات تتفاعل مع محيطها، وأشعار شيقة متميزة، تجمع بين الرشاقة والسلاسة والمعلومة وقوة الحجة، وتتمتع بجاذبية تسحر القارئ وتثير فيه متعة لا تضاهي من التلذذ كما لوأنها وجبة جائع، لأن ابداعها نابعة من القلب، وأجملُ التعابير تلكَ التي ينطقها القلبُ وليسَ اللّسان. وللتعرف على الأديبة المتميزة أجرينا الحوار التالي:

  الاسم / بسمة عقاب مالك الصباح
  مواليد الكويت 1984 م
  خريجة كلية الاداب – قسم الاعلام واللغة الانجليزية – جامعة الكويت
  صدر لها عن دار قرطاس للنشر ديوان ( خبز وحب وياسمين ) 2007-
 تكتب زاوية في جريدة أوان الكويتية تحت عنوان خبز وحب وياسمين
 نشرت عدة قصائد ومقالات في صحف ومجلات مختلفة
 البريد الالكتروني
 Basma.alsabah@awan.com
Basma_alsabah@hotmail.com

 ماذا تقولين اذا قدمت لنا نفسك ؟
 أنا امرأة شرقية تشق طريقها في عالم الأدب العربي و تؤمن بأن الأدب هو ملجأ لها في هذه الحياة الروتينية و المغلفة بدائرة الملل بدأت بكتابة النثر الحر و لكني لا أرغب في الانجراف في أنهار النثر و الشعر بل أريد أن أكون شاملة لمفهوم الأدب الواسع , أتطلع دائما الى أن أكون الأديبة و الروائية و الشاعرة و أن أشارك القارىء العربي يومه بايجابياته و سلبياته و أن أكتب عن لسانه مايشعر به و يتألم من أجله تجاه قضايا كثيرة تشغلنا .

 ما هو مفهومك للأدب الكويتي عامة –وللشعر النسائي خاصة ؟
 مفهومي للأدب الكويتي واسع و عميق بعمق تجربته و ثراء انتاجه الغزير فلدينا أسماء لامعة في عالم الأدب الكويتي العربي بأفرعه الكثيرة وأجيال تكمل المسيرة التي بدأها من سبقونا، أما بخصوص الشعر النسائي فأنا ضد أن يصنف ضمن الشعر الرومانسي فقط فالمرأة انسان أولا وأخيرا تتفاعل مع محيطها كما الرجل، فشخصيا أرفض أن نضعها في خانة واحدة بل نرى ونلمس في الشعر النسائي ترجمة مشاعر وأحاسيس تجاه قضايا وهموم مشتركة، فنحن النساء نكتب ما يختلج أعماقنا ونشارك مجتمعنا قضاياه سواء السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و غيرها لأنها و بكل بساطة تهم المرأة الانسانة و المواطنة أيضا .

  ماهي مشاريعك الأدبية القادمة؟
 لقد صدر لي في عام 2007 أول ديوان " خبز و حب و ياسمين " والان أنا بصدد اصدار ديوان اخر تحت عنوان " أما من شرق يحتويني " كما أنني أكتب زاوية خبز وحب وياسمين وهي زاوية شهرية في جريدة أوان الكويتية .

  لمن تكتبين؟

أكتب لهذا الانسان البسيط في هذا العالم , أحاول دائما ان اترجم اهاته وأشاطره يومه خاصة الانسان العربي الذي أبحث عنه دائما في أوراقي وأشعر بأنه يقول في قرارة نفسه عندما يقرأ ما أكتب " نعم هذا ما اشعر به تماما "

مقتطف شعري:

المدينة العربية
هي أرملة و لكنها لم تتزوج
بكت ..ذبلت ..فترملت
الانسان العربي
يبدأ صباحه بفنجان الصبر والسلوان
وينام على ورقة بيضاء مصنوعة من الهم
عالمنا
يلبس غطاء وجه مثقوب بالكاد يخرج من ثقبه
العلماء
الشعراء
الكتاب
الفلاسفة
الموسيقيون
العالم العربي
يغلي
يغلي
بدمنا وليس بماء عذب

  ما هومستقبل الأدب العربي في رأيك؟
 الأدب لا يتوقف عند زمن معين أوشخص معين مهما مرت أزمنة وعصور يبقى الأدب ذلك الفضاء المشع بانتاجه الغزير الجميل الذي يترجم انسانية الانسان وتاريخه الحافل بالعطاء الفكري والثقافي
شخصيا متفائلة لمستقبل الأدب العربي فهناك كوكبة من الشباب العربي الذي يتطلع إلى الارتقاء يوما بعد يوم وأشيد هنا بكوكبة من الكتاب السعوديين الذين ظهروا مؤخرا ومتعونا بانتجاهم خاصة الرواية حيث انتشرت بشكل كبير وجذبت القارىء العربي ولكننا في الحقيقة مقلين في حركة الترجمة في العالم العربي نسبة إلى الغرب فليس هناك تبادل ثقافي جاد بيننا وبينهم واتمنى أن يحدث في المستقبل القريب.

  مارأيك في هذه المقولة " الاديب الموهوب هوالذي تؤهله موهبته في مختلف الأجناس الأدبية إلى التفاعل مع رصد الحركة الاجتماعية "
 لاشك بأن الموهبة مهمة جدا للكاتب أوالاديب ولكن يجب أن تصقل بالقراءة والمطالعة في شتى المجالات فيجب على الكاتب أن يختلط بالناس فمن خلالهم يقترب أكثر من الحياة الاجتماعية وما يطرأ عليها من تغيرات فيواكب هذا التغير ويترجمه إلى كتابات مختلفة كالمقالة والشعر والرواية وأشدد هنا إلى أهمية القراءة والاختلاط بالناس أكثر وأعطي مثال يفخر به العالم العربي وهوالاديب نجيب محفوظ الذي كان بسيطا جدا في تعامله واختلاطه بعامة الناس مما ساعده كثيرا في الكتابة حيث أن كتاباته قريبة من الانسان العربي وهوسر نجاحه وبروز أعماله حتى وصل للعالمية وحاز على جائزة نوبل.

إلى الشرق الذي احتويته ولم يحتوني».اهداء مغلف بعتاب صريح وواضح لهذا الشرق من خلال ديواني الصادر عن دار العروبة، إلى عالمي الخاص الذي أعيش في أحضانه امرأة شرقية ولدت على سرير من الحلم وحلمت بشرق ذي آفاق وفضاءات متلألئة. لشرق يمثل اليد البيضاء التي تأخذني نحوأبواب الانطلاق، لم تصطدم أحلامي بأرض الواقع فحسب بل تشتت هنا وهناك باحثة عن مفهوم للاحتواء في العالم العربي، ومع هذا فقد احتويت هذا الشرق بغبار صحرائه وبكل تناقضاته التي لا تنتهي أبدا، بنظرته الضحلة إلى المرأة الجسد لا المرأة الفكر وبامسياته الشعرية التي تفتخر بتعرية النساء وعزف كلمات الغزل على مسمع حضور يبتهج من هذه التعرية وعندما ننظر في عيون النساء نرى غصة يجثم عليها الصمت الخائف من علية القوم، شرقي الذي تسكنه مدن متعبة ومثقلة بالهم وفي حرم كل مدينة حيرة أمام رغيف خبز أوصرخة ثورة مؤجلة، أحاول على مضض فهم هذا الشرق الغارق في الأمية والطائفية والعنصرية والفقر، هذا الشرق الذي يغرينا بالحلوى والسكاكر لكي نصمت ونعيش على هامش الحياة مكبلين بالخوف، شرق يفخر بأطول لائحة كتب ممنوعة منذ بداية التاريخ الانساني وفي كل عام اعتدنا على أن نشعل شمعة لأحد الكتب الممنوعة فيلهث الغرب لتقديمها لنا على طبق من الشفقة والاستغراب، فلا عزاء للسياسة والدين والروايات والشعر، كتب كثيرة راحت ضحية الصدام ما بين الممنوع والمرغوب وبين التقاليد والمدنية وان كانت اسما فقط لا واقعا في عالمنا، شرق لا يحوي متحفا واحدا يضم كبار صناع تاريخه ولا يفتخر بميلادهم على أرضه بل يعاقب من يتبع نهجهم للهجرة خارج حدود الوطن نشر طاقات مبدعينا في الغرب.

احتوي عالمي الشرقي الذي يغلي مع بداية كل عام وأحمل عاداته وتقاليده في الحل والترحال وأتمسك بخصاله الطيبة ولياليه الجميلة التي تغطي مدنا عربية تفترش حكاياها الشوارع والطرقات بانتظار من يكتب عنها..أشعر بنشوة لمس غبار تاريخ أدبائه وشعرائه وكتابه الذين أضحوا مدارس وقمما نتعلم منها ونعلم..ونكتشف أن لم يكن شرقنا قاسيا لما ترجمنا نحن الشرقيين اهاتنا والامنا إلى ابداع انساني بطرق واشكال مختلفة ولكن نتشابه بغصة رفض هذا الشرق لنا وتمسكنا به حتى الثمالة.

وحيدة
مسكونة بناي
أفتح أبوابا موصدة
بقمر غريب الأطوار
من لي؟
أقولها خلف الأبواب
أتنهد.. تنزل سحابة تصافح حزني..
وحيدة.. أحاكي الشعر..
لمحته هناك..يروج للأضواء في متحف الحرية..
وحيدة..
لوهبت ريح لكسرت وحدتي إلى نصفين
نصف أتباهى به..والاخر أخبئه للزمن !
بعد غيابك.. تهت
لوكان لغيابك درب.. لفرشته بسجادة حزني
لغنيت لرحيلك بالناي الذي يسكنني..
كلي رغبة
أن أتجرد من الوحدة
وأحتفل في حضرة القصيدة..
وارتكب الصدق معها..
فنسمع صوت النبل ينادينا..
وحيدة
أختار دعاء أبدأ به..
أتنهد وأتفاوض مع عقلي
فيبدأ بالمراوغة..
فجأة
أسأله:
أما من شرق يحتويني؟!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى