الأربعاء ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
دار الجندي تصدر كتاب

حول العلاقات الهندية ـ الفلسطينية

صدر مؤخراً عن دار الجندي للنشر والتوزيع بالقدس كتاب بعنوان " السياسة الخارجية الهندية تجاه القضية الفلسطينية (1947 ـ 2005) للباحث في العلاقات الدولية محمود الفطافطة .
ومما جاء في تقديم الكتاب الذي وضعه السفير الهندي السابق لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ذكر الرحمن محمد علي أن الدراسى التي اعدها الفطافطة تشكل العمود الفقري في وضع المداميك الرئيسية لبحث ومعالجة هذه العلاقة الثنائيةلا سيما من خلال اطار السياسة الخارجية بالعلاقات الدولية،وصولاً إلى تثبيت العديد من التوصيات التي تضيف تعزيز وتعميق العلاقة بين الهند وفلسطين تاريخياً وسياسياً وسواهما.

وأضاف أن الدراسة تعتبر نوعية في محاورها ومضامينها، وفريدة في طرق أبوابها، حيث بذل الباحث(مشكوراً) جهوداً مضنية حتى يخرج لنا دراسة أكاديمية،علمية تعتبر الاولى من نوعها ليستطيع بذلك من المساهمة القيمة في رفد المكتبة الفلسطينية والعربية بهذا المرجع الغني بمعلوماته،والذي سيقدم الكثير من الافادة للباحثين في السياسة الخارجية،لا سيما المتخصصين بقضايا منطقة جنوب شرق اسيا .

وقد تمخضت الدراسة عن نتائج كثيرة، منها أن محاولات الهند المتكررة في تفعيل سياستها الخارجية إزاء العديد من قضايا العالم المتناثرة ومنها القضية الفلسطينية لم يؤهلها لغاية الآن من لعب دور سياسي، فاعل، وملحوظ على المسرح الدولي بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص،على الرغم من نجاحها الإقتصادي والتكنولوجي، موضحة أن الهند لديها من القوة ما يكفي فقط لمقاومة نفوذ الآخرين إزاءها في الوقت الذي ما زال عليها أن تتقدم بخطى واسعة قبل أن تحرز نفوذاً ذا معنى على الدول الأخرى ومن ثم ضمن النظام العالمي بأسره.

وبينت الدراسة أنه رغم حاجة الهند الكبيرة إلى إسرائيل في العديد من المجالات سيما المجالين العسكري والإقتصادي إلا أنها لم تقدم على التغيير السلبي في سياستها الخارجية إزاء الشعب الفلسطيني وقضيته في الوقت الذي غلب على هذه السياسة الحذر والتوازن ،مع التركيز على المصالح المتبادلة بدلاً من مفهوم الأيديولوجيا الذي أصبح يتراجع بعد إنتهاء الحرب الباردة، وطغيان مفاهيم العولمة، وبروز تجليات السوق الحر، والشركات متعددة الجنسيات، وما إلى ذلك من تعابير الليبرالية الجديدة.

إلى ذلك فقد خرجت الدراسة بجملة توصيات؛ أبرزها أنه ليس من مصلحة الوطن العربي الدخول في صدام مع الهند.فالهند تؤلف حضارة إنسانية كبرى، وقوة صاعدة على المسرح الدولي ويجب الدخول في باب الحوار الإستراتيجي معها، كما يجب على الوطن العربي أن يطور سياسة معينة مع الهند، قوامها بناء شبكة مصالح، والدخول في حوار حقيقي جاد، يحدد ما يمكن أن يعطيه، وما يجب أن يأخذه، وبدون ذلك، لن يأبه الهنود بالعرب كثيراً،لأن المصلحة المتبادلة هي التي تحرك توجهات السياسة الخارجية للدول،وتحدد مساراتها. فبحجم المصالح، تتبلور طبيعة ومقدار المواقف.

وطالبت بأنه على العرب، وبمعية الفلسطينيين أن يسارعوا في وضع إستراتيجية محددة، وواضحة، تجاه الهند؛ وإلا فإن صانع القرار في سياسة الهند الخارجية، سيضاعف من إرتباطاته مع إسرائيل ويجذرها. الأمر الذي سينجم عنه ديمومة النتائج السلبية على واقع ومستقبل الفلسطينيين والعرب عموماً.

يشار إلى أن كتاب الباحث الفطافطة، هو في الاصل رسالة الماجستير التي اعدها في جامعة بيرزيت ونال عليها تقدير امتياز بلا تعديل..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى