الاثنين ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨

حو ار مع الأديبة الأردنية د. سناء شعلان

بقلم: حسين أحمد

د. سناء شعلان: أديبة افرادية، لكنها متنوعة المواهب. نقف باندهاش لحالتها، تجتمع فيها عدة مواهب، إنها تعطي كل موهبة، في حدها حقها الكامل من الخلق والإبداع. فهي أديبة تنتمي إلى برازخ نورانية بعوالمها الخاصة وتخوض الفعل الأدبي بجمالية مذهلة وبإحساس إنساني عذب، كتاباتها ملفتة جدا في المشهد الثقافي العام، إنها مشغولة ومتشاغلة بهموم الكتابة الإنسانية ، وحكاياتها تتجسد في عناوين: (الله هو الحب).

كما قدمت أعمالا ثمينة في حقل الإبداع خاصة في مجال (القصة القصيرة) وقدمت لنا أيضا دراسات نقدية جادة تعني بالأدب الحديث بشفافية بالغة.

د. سناء شعلان: كتاباتها مؤثرة، في الروح لأنها تتجاوز كل النسق الجامدة، لذلك من الصعوبة بمكان، تحديد هويتها الإبداعية بدقة متناهية، لأنها بارعة، ماهرة، مع كل أطياف الأدب الحديث من القصة القصيرة إلى كتابة المسرحية وتناولها أدب الطفل إلى النقد الأدبي. من هذا المنطلق كان لنا مها هذا الحوار الذي جاء سريعاً

 في البدء نود منك لمحة خاطفة عن حياتك الشخصية.من تكون سناء شعلان الإنسانة والأديبة؟
 سناء شعلان إنسانة هباتها السماويّة هي الحبّ والأمل والحلم الذي لا يمكن أن يُغتال، تحلم كثيراً، وتؤمن بجمال القادم، وتنتظر زمناً جميلاً حيث العدالة والسعادة والإخاء، هي مستعدة لأن تفني عمرها كلّه في سبيل غدٍ أجمل للإنسانية، أحلامها تصيغها في كلمات يسكنها القادم المأمول المنتظر، شكلها الإنساني التألق نحو الحرية والجمال هو من صاغ توجهها إلى عالم الأدب والنقد، تحمل شهادة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث، وتعمل أستاذة جامعية في الجامعة الأردنية في الأردن، ولها إصدارات نقدية وروائية وقصصية فضلاً عن الكتابة المسرحية والكتابة للأطفال والعمل في الصحافة والأدب التفاعلي الإلكتروني ضمن مشاريع طموحة ورائدة، وهي عضو في كثير من الهيئات المحلية والعربية الناشطة في حقول دعم الإبداع وحقوق الإنسان.

 د. سناء شعلان ناقدة، وقاصة، وروائية، وكاتبة مسرحية إلى جانب دراساتها في البحث الأدبي، كيف توفقين بين كلّ هذه الأنواع من الكتابة..؟ وفي أيّ حقل تتلمسين ذاتك للتعمق في غمارها بلذة أكبر؟
 التوفيق بينها ليس غاية أو وسيلة، ولكنه ضرورة مرتبطة لزوماً بالدفقة الشعورية والشّكل التعبيري والحالة الانفعالية ومن ثم بملائمة الشكل للغاية والوظيفة، ولذلك أنا مستسلمة تماماً لنداء الحالة الإبداعية عندي، ومنساقة لشكل الدفقة التي تأخذ شكلها دون إرادة مني، ولكن بإدراك لخصوصيتها ومحددات جنسها ولتجليات حالتها، ولذلك عندما أكتب قصة على سبيل المثال، فهذا يعني أنّ الدفقة الشعورية عندي لا يمكن التعبير عنها في لحظتها إلا في القصة دون غيرها من الأشكال الإبداعية، وهذا ينطبق على كلّ الأشكال الأدبية والنقدية التي أكتبها وفق إيملاءات الحالة.

 الكتابان النقديان: (السرد الغرائبي والعجائبي في الرواية والقصة القصيرة، والثاني الأسطورة في روايات نجيب محفوظ) وهما من تأليفك، في اعتقادي أنّ كلا الكتابين أخذا حيزا مدهشاً من الاهتمام من قبل الإعلام العربي)، فماذا تبوح د. سناء شعلان في تجربتها النقدية؟
 أقول إنّ النقد ليس ملاذ المبدع الفقير الموهبة أو تكملة ديباجة كلّ من يحمل شهادة أكاديمية متخّصصة بالنقد، وهو كذلك ليس مادة طيعة لكلّ صحفي استلم زاوية نقدية في صحيفة أو مجلة صدفة أو على حين غرّة أو لتكملة عدد فقط، ولكنّه موهبة شأنه شأن أيّ موهبة أخرى لاسيما المواهب الكتابية التي تحتاج لكامل الحالة ونضوجها وكافة أدواتها لتنتج الراقي المأمول المبدع الاستثنائي. فالنقد هو حالة تلقي راقية، يصحّ أن نسمّيها بالتلقي المبدع، الذي لا يستقبل النّص ببلادة ومحايدة، بل يعيد إنتاجه من جديد، ولذلك كثيراً من ما نجد النقد للعمل الإبداعي أجمل وأرقى وحالة متقدمة على العمل هدف النقد نفسه.

ويرقى النقد، ويكون عجلة دافعة للإبداع، عندما يستكمل الناقد أدواته النقدية، ويتحلّى بالحيادية والمصداقية والبعد عن الأحكام المسبقة والآراء المستلبة والعنصرية أو التحيّز بكلّ أشكاله، ويخلص لغايته وأهدافه، ويتعاظم على المغريات والمصالح والشلليّة وخرائط المصالح والمكاسب.

 ألا تعتقدين بأنّ ثمة تغليب للجانب التكنيكي في أداء كاتب القصة لربما أكثر مما هو إبداعي أو وجداني؟ لذلك أردت أن أعرف رأيك في هذه الفرضية؟
 البحث عن الشكل الجديد مشروع بل ومطلوب أحياناً، والبنى السّردية الجديدة قد تستطيع أن تتجاوب أكثر – بما تملك من مرونة، وعدم نمطية، وقدرة على تجاوز الكلاسيكية والشكلية النمطية-مع القضايا الجديدة، والهموم العامة، والمستجدات الفكرية والحياتية والمعاشية.

وللمبدع أن يفرغ فكرته في الشكّل الذي يراه، مادام يملك أن يبرّره بما يقدّم من سرديات قادرة على أن تقوم بالوظائف التي تضطلع بها بكلّ نجاح، على أن لا تكون مغامرة الشّكل على حساب المضمون والفكرة وتشظّي الرؤية وانحطاط الموهبة، أمّا عندما يصبح التجريب هو شكل من أشكال التخريب، أو غطاء أو حجة لضعف الإبداع أو تواضع البناء فهنا تبرز المشكلة الحقيقية، ويصبح الشّكل الجديد المبتدع هو من يحمل خرابه داخله، ويكون المعوّل عليه في هدم تهافته وضعفه وسقوطه، وهذه نهاية عادلة لهذا التخريب المقصود في المنتج الإبداعي.

 هناك ربط بين كتابة القصة وبين التحولات(الاجتماعية والاقتصادية والسياسية) بكلّ محتوياتها. هل يمكن استخلاص بعض هذه التحولات التي جرت في مراحل معينة بحذافيرها من خلال سرد خيالي تسبرها (د. سناء شعلان) في قصصها أو في رواياتها, بمعنى هل هناك إسقاطات لهذه التحولات في أعمالك الأدبية؟
 الإبداع في أيّ حضارة وعند أيّ مبدع مهما كان حظّه من الموهبة متواضعاً هو صورة بشكل أو بأخرى لمجتمعه ولمبدعه، بغض النّظر عن الزّاوية التي يرصدها هذا الفن، والذي تتفاوت حظوظه من العلو والتميّز بقدر تميّزه بالتقاط هذه الصّورة، حتى عندما يهرب الإبداع إلى الفنتازيا والعوالم الخياليّة، ويرسم عوالم مفترضة لا وجود لها، إنّما هو تكريس بشكل أو بآخر للواقع الذي هرب منه المبدع، بدليل استحضار هذا الواقع، ومحاولة إنزال العوالم الفنتازيّة عليه.

وإبداعي لا سيما القصصي والنقدي، مشغولان ومشتغلان بالفنتازيا وبالعوالم الغائبة أو المفترضة التي تقود المتلقي دائماً إلى الواقع، وتومئ إلى الحاضر، وتنقد بأدوات لاذعة فساد الواقع، وسقوط رموزه، وردّة أخلاقياته، وتردّي أحواله. وأكاد أدّعي أنّ إبداعي مشغول بالإنسان ومكباداته وظروفه التي يرسم تتبّعها ورصدها صورة عميقة لأزمات المجتمع وأزماته، بل وقد تخلص أحياناً إلى أزمات الإنسانية جمعاء وإلى تحديات حضارتها ومعضلات وجودها واستمرارها.

  د. سناء شعلان: كاتبة قصة بامتياز ظهرت في المشهد الثقافي العربي.فماذا تريد أن تبوح للآخر, ولماذا اختيارك كتابة(القصة القصيرة) تحديداً رغم حضورك الجميل في حقول كتابة الروائية أو النقد الأدبي مثلا؟
 من الصّعب أن يعرف المبدع بالتحديد سبب ميل المتلقي والمبدعين إلى اختزاله في صفة إبداعية دون غيرها، وله الحق في النّهاية في أن يحكم على المبدع، ويعطيه الصّفة الإبداعية التي يريد، والرتبة التي يراها مناسبة لها، وللمبدع كذلك أن يجنح إلى تسمية نفسه بما يشاء، أنا شخصياً لا تزعجني صفة قاصة، ولا يقلقني طغيانها على صفة روائية أو ناقدة أو حتى أستاذة جامعية، ويبدو أن حسبة الأرقام هي من قادت إلى هذا التصنيف، فأنا مكثرة في الإنتاج القصصي وأدب الأطفال، ومقلّة في الروائي والمسرحي مثلاً، ولكن المستقبل هو من سيقرّر النهاية، وقد أنتصر في المستقبل إلى جنس إبداعي آخر، وقد أكرّس كلّ اهتمامي وموهبتي للقصة القصيرة، من يدري؟ أنا لا أراهن على أمر دون غيره، وإن كنت أحبّ فن القصة القصيرة، وأدّعي أن حرفيتي فيه عالية، ولي مغامرات ناجحة في مستوى الشّكل والمضمون فيه، كما أنّني أراهن على قدرته الاستثنائية على التقاط المواقف الصغيرة والتفاصيل الدقيقة الحساسة، ووضعها تحت المجهر بغية الدراسة والتمحيص والتحليل والرّصد.

 كيف ترى د. سناء شعلان المشهد الثقافي العربي؟ وماذا تريد منه؟ و ماهي ملاحظاتها وأفكارها ورؤاها حول آلية تطوير هذا المشهد ليعطي الأفضل..؟ وفي ظل هذه الإرباكات الكثيرة. حتى نستطيع أن نقف على رأي الشارع العربي فيما يجري من حوله؟
 المشهد الثقافي العربي مشهد عريض ومتنوع، وله خصوصيته بل خصوصياته وتنوعاته وأزماته وموروثه العريض، وعبئه العملاق، ورهاناته وتحدياته، والكلام يطول، ويتفرّع في هذا الشأن، ولكن من الممكن أن نقول إنّ المشهد العربي يشترك بأزماته العملاقة وإشكالياته المصيرية، لاسيما أنّه يقف على المحك مع مشاكل مصيرية، بالتحديد السّياسية منها.كما أنّ المشهد يشترك كذلك بتوافره على كمّ كبير من المواهب العملاقة والأقلام المبدعة النظيفة، وعلى كمّ أكبر من المرتزقة والمفسدين والمتكسّبين ومدّعي الإبداع، وهذا كلّه يقود إلى مشهد شللي، يقدّم المصالح الفردية والمكاسب على المصالح الجماعية والمواهب المبدعة، والأقلام الحرّة في خضم سلطة أبوية متوارية خلف لافتات ديمقراطية مزعومة، تطارد الأحرار، وتستلب الحريات.

وهذا المشهد أفرز عقلية ثقافية عربية تجنح إلى توصيف الحالة العربية، وتشخيص عيوبها، ورصد مزالقها، دون تقديم اقتراحات إصلاحية أو خطط بنائية أو حلول عملية، وكأنّ المبدع العربي قد ركن إلى وظيفة التشخيص دون الانخراط في رسم خارطة الحلول، أو الشّروع في إيجاد صيغ جديدة لإجهاض الأزمات العربية.

 بعيداً عن عوالم الإنترنت. متى تكون د. سناء شعلان جلية التأمل والإلهام؛ لتستطيع البوح عن ملكوتها بحرية منفلتة فيما الليل ضيفها لتنطق عن روحها خلجات قد تكون بداية كتابة شيء ما: قصة أو رواية أو كتابة مسرحية؟
 من الصّعب تلخيص الحالة الإبداعية في صيغة شكلية أو حالية أو ظرفية بعينها، تصبح شرطاً من شروط المخاض الإبداعي، ولذلك أستطيع القول إنّ قلم سناء شعلان يتحرّك لكلّ أنّة مظلوم ؛ليندّد بكلّ بشاعة الدّنيا، ويحلم مع الحالمين بشمس دافئة حنون غير محابية تشمل كلّ البشر.

 يقولون لكلّ مبدع سرّ ما يكتنف في حياته الشخصية فما هو سر ّد.سناء شعلان؟ وما هو سرّ هذا النجاح الباهر الذي حظي به حضورك في المشهد الثقافي الأردني أولاً ثم العربي بأكمله؟
 سرّ سناء شعلان هو العمل ثم العمل ثم العمل، أنا شخصية مجتهدة للغاية، مخلصة لكلّ ما أقوم به، أعيش دائماً دور الطالب المتعلّم الذي لايملّ من الدراسة والتعلّم، ولا يجد في نفسه غضاضة للتعلّم حتى من كثر النّاس تواضعاً وسذاجة.ولا أؤمن أبداً بنهاية لأيّ شيء، ولذلك أنا أعمل، وأجتهد، وأتعلّم من أخطائي، وأستفيد من ملكاتي، وأعمل على تطويرها، دون أن أنقطع عن احترامي للآخرين، أو أفاوض على قيمي وأخلاقي ومرجعياتي، ولذلك لا يستطيع من ينظر في عيني أن لا يرى فيهما غير الصّدق والثقة والإيمان الذي أعتز ّبه بقوة، وأجعله دافعي نحو المستحيل.

 هل القصة القصيرة التي تكتبها د. سناء شعلان بمقدورها أن تحاكي الواقع صدقاً وأمانة وأن تتطرق إلى حلول ناجعة لهذا الواقع المرير؟ أم أنّها ليست إلا صوراً وخيالات مدهشة ومزركشة ربما الهدف منها تغذية الذاكرة والروح لا أكثر ولا أقل؟
 أعتقد أنّ قصصي تلعب دوراً مختلفاً، وهو دور التعرية والفضح والتجريم، وهو دور ليس بالسّهل، وليس بالهيّن، فهي تفضح العيوب والمخازي والسّقوط في المجتمع، وتعرّيه، وتشير بأصابع الاتهام إلى المجرمين دون خوف أو وجل أو مداهنة، وتترك الباب مفتوحاً على الحلّ دون أن تقترحه صراحة ؛لوضوحه، وعدم الحاجة إلى التّصريح به.

 هل البعد (الزمكاني) في القصة محدد عند د. سناء شعلان.لأننا بدأنا نقرأ حكايات وقصص لأقلام (غربية) مثلا لا زمان لها وأخرى لا مكان لها ايضاً. كيف تنظرين إلى هذه القضية؟
 أعتقد أنّ العمل الإبداعي هو القادر على تعليل وجوده أو أدواته، وعندها يكون راقياً وناجحاً، وبخلاف ذلك، يكون هابطاً، وجديراً بالسّقوط. البعض من المبدعين يغيب التحديد للزمكان بغية أن يجعل ذلك مطية للعبة سردية قد تجيّر مثلاً لتعميم الحالة، أو جنوحاً عن التخصيص، أو هروباً من مطاردات السّلطة واستلابات المجتمع، ويستطيع على الرغم من ذلك أن يقدّم منجزاً مبدعاً ذكياً، يمتلك كلّ أدوات نجاحه وخلوده، والكثيرون يستسلمون للعبة التهشم خبط عشواء، فتسقط أعمالهم في الظّل، ويكون مصيرها النّسيان.

 تخوضين كثيرا ًوبتركيز غمار الكتابة القصصية , هل هذا يعني بأن د.سناء شعلان لا تستطيع أن توصل معظم أفكارها و ملكوتاتها الروحية والإنسانية إلى الناس إلا من خلال قصصها؟ هل هذا يعني بأنها لا تؤمن بأنواع أخرى من الأدب..؟ أو ربما تعتقد بأنها تستنزف طاقة الكاتب..؟ نريد أن تجلي لنا هذه العلاقة الجدلية الساخنة مع عالمك القصصي..؟
 أنا بكلّ بساطة أستجيب لحالتي الإبداعية، وأخاطبها بالأدوات التي أمتلكها، الحقيقة أنا أؤمن بكلّ الأدوات، وأؤمن بأنّ المبدع الذكي هو من يستثمر أدواته القوية، والقصة القصيرة هي من أقوى أدواتي، على الأقل في الوقت الراهن، ولذلك أستخدمها بقوة، ولا أجنح مثلاً إلى أدوات أخرى أحبها بقوة، مثل الشّعر الرّسم الرّياضة العلوم التطبيقية التمثيل الغناء التّصوير؛لأنّني بكلّ بساطة لا أتقنها.

 إن الصحافة كانت وما زالت تلعب دورأ هاماً في حياة المجتمعات وتؤثر في صميمها، بالأخص إذا كانت شروط النجاح متوفرة..؟ ! لذا هل يمكن للصحفي في عالمنا الشرق الكربلائي أن يمارس مهنته كإعلامي وهو مكبوت ومقموع وغير مسموح له ألا ما يراد له؟ أم تمتلكين رأيا آخر في هذه القضية نحن لا ندركها؟
 أعتقد أنّ المعركة أمامه طويلة وصعبة وليست ممهدة، ومتى كانت الطريق أمام القضايا العادلة ممهدة؟ الطريق طويلة، والتحدي كبير، والمطلوب عزيمة لا يمكن لأيّ استلاب أن يلوكها أو يجهضها أو يكسرها.

 عالم الانترنت-برأيك -أليس عابراً؟ ! ألا يهدر طاقة الكاتب؟! من الملاحظ إنك تهتمين بإعلام الانترنيتي كثيراً, كيف تنظر د. سناء شعلان إلى هذا العالم (المعولم) الذي يخوضه الانترنت؟
 الإنترنت الآن شئنا أم أبينا بات لغة التواصل الأهم والأشمل والأوسع والأسرع في كوكب الأرض، وحتى إشعار آخر، علينا أن نعترف بأنّ الأديب البعيد عن الإنترنت يخسر الكثير، في حين إنّ التواصل عبره يضمن قاعدة إعلامية عملاقة ونشطة ومفتوحة للمبدع، وإيماني بهذه الحقيقة هو ما دفعني إلى أن أجد لي موطئ قدم في هذه الإمبراطورية الإلكترونية المفترضة العملاقة، والتجربة قادتني إلى صحة فرضياتي حول هذا الأمر.

 ما هي آفاق الكتابة عند د. سناء شعلان؟ ولمن تدونين جل هذه الخلجات والتأملات الروحية والإنسانية عبر صور وفلاشات نتلمسها في حكاياتك؟ ! وما الرسالة التي تودين إرسالها عبر كلّ هذه الكتابات المطعمة بنشوة روحية أزلية؟
 آفاق كتاباتي ورسالة ما أكتب تتلخّص في البحث عن مكان في هذا العالم يتسع للحبّ الإنساني الحقيقي البعيد عن الألم والشّقاء والتطاحن.البشريّة تستحقّ هذه الحياة اليوتوبية، وأحلم بهذا المكان الخالد المنشود.

 كيف تنظر د. سناء شعلان إلى الإعلام الكردي في سوريا...؟ وهل لها ملاحظات ربما نستفيد منها نحن الكرد؟
 أدّعي أنّ الإعلامي الكردي نشيط وذكي وواضح، وملتزم بقضيته، ويتوافر على مقدار كبير ومحمود من التواصل والصدق والمصداقية وشبكة تواصل العملاقة تجعله قريباً من كلّ المستجدات، وفي هذا الصّدد لهم تجربة ناجحة تُحتذى، ويُتعلّم منها.

 هل للقاصة د. سناء شعلان علاقات مع مثقفين أكراد في سوريا سواء أكانوا في الداخل أو حتى خارج أسواره مثلاً: في (الأردن) وكيف تقيمين كتاباتهم الأدبية والثقافية بمختلف مذاهبها؟
 أنا مقصّرة للغاية في التواصل مع الأدب الكردي، وإن كانت لي علاقة طيبة مع الكثير من المبدعين الأكراد، ولعلّ هذه فرصة لي لدعوة المبدعين الأكراد للتواصل معي، ومدّي بإبداعاتهم التي ستغني بكلّ تأكيد تجربتي النّقدية، وتقودها إلى عوالم إبداعية غنية.

 في حوار أجراه معك الصحفي التونسي" ساسي حمام " تحدثت له: (لا استطيع أن اكتب أي عمل إبداعي إلا على ورق ازرق وبقلم حبر سائل ازرق أو أحمر, كذلك لا يمكن أن اكتب إلا إذا كنت اسمع موسيقى واضع عطراً). أنها الدهشة بعينها؟ هل طقوسك هذه لها علاقة ربانية بالكتابة..؟ هل استطيع أن أقول أنها حالة روحية قداسية تعيشها د. سناء شعلان في السر عندما تدخل محراب الكتابة؟
 أعتقد أنّ هذه الطقوس ترتبط عندي بما يشبه محفّزات لبدايات سعيدة أو مستثيرات لذيذة لحواسي ولمكامن أحاسيسي، وقد خلصت إليها عبر تجربة متراكمة أُختزلت في هذه الطقوس التي تدشّن حالة مخاض الكتابة عندي، وتهبه بداية حنونة وارفة غارقة في جمال مُستدعى مكثف في هذه اللحظات.

 حصلت على جوائز عديدة من خلال أعمالك الأدبية في المهرجانات والمسابقات الثقافية داخل الأردن وخارجها. كيف كان وقع ذلك على ذاتك برهة استلامك لهذه الجوائز؟
 هناك سعادة في هذه الحياة غير قابلة للتوصيف، وسعادة النّجاح هي نوع من أنواع هذه السّعادة غير القابلة للتوصيف، ففي كلّ مرة أستلم بها جائزة أشعر بسعادة غامرة تحملني إلى عوالم عجيبة لا يمكن أن تكون إلاّ في خيال قلم قلق لا يعرف راحة أو سكون أو ركون.

 عبر هذا الفضاء الثقافي الوحشي. ما هو جديدك في عالم الكتابة. يا أخت سناء شعلان؟
 جديدي قديمي هو قلبي الحالم الذي لا يعرف الكره أو اليأس، و مشروعي العملاق للأطفال " الذين أضاءوا الدّرب"، وهو مشروعي قصصي للأطفال، يهدف إلى تقديم شخصيات خالدة قدّمت الكثير والمميز في حقول المعرفة والعلم والريادة الإنسانية، ولكنّها لم تُكرّس كما يجب في قصصٍ للأطفال، وبات من الواجب أن تُقدّم للأطفال في قصص تراعي ذوق الأطفال وفهومهم وإدراكاتهم، وتمدّهم بما يحتاجون إليه من معلومات دقيقة متكئة على أمهات الكتب ومصادرها، فهذه المجموعة القصصية تعمل على الحفاظ على ذاكرتنا القومية؛ إذ إنّها تستعرض قصص حياة علماء قلّما يتناولهم البحث، ويجهلهم الكثير من أطفالنا الناشئة.

وقد صدرت من هذه المجموعة حتى الآن القصص التالية: العزّ بن عبد السلام، زرياب، عباس بن فرناس، ابن تيمية، الليث بن سعد، الخليل بن أحمد الفراهيدي، هارون الرشيد.

بقلم: حسين أحمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى