الأربعاء ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
حين سكرْنا أنا واسطَنبول
في صباحٍ ممطرٍ من نزيف اسطنبوليتنادمنا من الكرب كأساعلى طاولة البوسفورأنا من جهة والقسطنطينية قبالتيكوؤسنا كبيرة كأننا عملاقا حزنسألني الصباح ساقياً : كم من الماء ستحملنفادت الريح سلامي وما وصلتْتوضأ الصخر وأغلق الماء شكرات قطراتههي صلاة سكرىالزبد بلغ الزبى وصار الصدى مجازاً في صلاة العراءجلستُ في عينيها محدقاً صمتُ ثم هززنا الكؤوس صارخين :نخبكَ!تغيرنا كثيرا !ونقل الهواء ما حسبناه راسخاًإنها مواسم الأنين يا خافقاً ملّ الخمرةوكان الغروبقطيع أغنام شقراء تجتر من مراعينا خضار الذكرياتضاع الراعي حين التمسنا عذر الغياببين الأهداب سالت الحكاياخطوط السنين تفعل ما تشاءعاصفةٌ هي الحياة والموت نزهة أبديةعلى طاولة البوسفور كنّا المساءأشرعة الفقراء متّقدة على حبل الغسيلوشراعٌ بضج بالحياة تراهُ في بحر مرمرة نجما خجولاتعبٌ أناوصيادو السمك أشعلوا القتيليحترق الخشب أكان رائحتكِ يا جدّتيأكانَ حلماً حين أوقدنا النار !تعبٌ أنا والليل لا يفنى سراباًلونهُ قاسٍ محاكٌ بإحكامتعبٌ أناأينَ ظلك يا سمرائي؟!سمراءُ يا ضياع الظلاللم تخلقي للشمس إنما كان المساءالأشجار في النزف جريجة أكان المطر قاسياالليلُ سمراءراحلٌ صمتي تراني من رآني روضةَ الحب صمت الحياةوحيداًوحيدا تموت النملة خوف الوباءفانتحر يا ليل وحيدا ودعنا للصباحتصغرُ عينا السماء كعيني صبي منغولي مسافرةفي بكاء الطائرةتراها تسافروتبقى أضواء احيائنا القديمة تسرح شعر السماءفي المساءينزف الجرح حين نغلق من أيامنا الساعاتتراها تضيع والزقاق واحدتعب أناوقلبي مدينة مهجورة تفرعتْ شوارعهاآهٍ اسطنبول!لم أكن سحاباً وما كنتُ مطرأنا نسيم يهب على غصن غض أخضروكان القاربعلى ظهر القارب أبحرنافي مراكب القمر إلى اللجة تبدو الآلئيطول اللحن والجائع يغني من معدتهمات رغما عنه مات في شهقة الأملما كان شجرة ليكتب عن سفر العيون المحدقةعلى ظهر القارب النجوم تضيع عرزالهافي سرير من سحابسقط الغطاء عن الزجاجةبعد ما سيّرنا ما كان في الحلم خيالاالبحر متعة البحّارةأكلُ البحار تستقبل بحّارة غرباء؟!البحار لا تموت يا اسطانبول!عدنا وعاد القمراحتسينا أكبر قارورة حين كان القمر ضوءنا الوحيدوحين كانت الذكرى عبارةوحين وقفنا على أسرار الشاطئعلى الأطلال في بكاء الرمالتخونني من ذا؟!انعكاس ضوء من مرآة من النور تأكلطاردتُها كنتُ الفريسةتخونني من ذا؟!..قدما البحر مشلولة والرمل يراه غارقاًتعبٌ أناوفي الفؤاد أغنيات وغايتي غدتْ غيمةً غجرية تغازلُ الأمكنةتراها تسافرسقطتْ اسطنبول!سقطتْ اسطنبول منتشية من السكرة بين راحتيأوصلتها إلى بيتها القديم بعد أن غنيتُ لهاأغانٍ أبكتني فيهاوأنا وقفتُ على الشاطئفي التيهِ حددتُ دربي