الأحد ٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم ميسون حنا

خيوط غيمية

حط طير على غصن مرتفع من شجرة باسقة، ونظر إلى الأعلى، رأى الغيوم تنشر خيوطها البيضاء على صفحة السماء. أحس الطير ببهجة وفرح عندما لمح الشمس تتغلغل بين خيوط الغيوم، فكر مع نفسه، وقال: ربما أصعد بدوري وأمتطي أحد تلك الخيوط الغيمية، فاقترب من الشمس أكثر وأكثر، وعندما يأتي المساء وتهجع الشمس ستنطلق النجوم من مخابئها، حينها سأختار نجمة متألقة وأصطادها على الفور.

صعد الطير وامتطى خيطا ولما كانت تلك الخيوط متحركة، أسلم نفسه لقيادة الخيط، وأغمض عينيه، وتدفقت الأحلام إلى مخيلته، وبعد مدة قصيرة أو طويلة، توقف الخيط السائر ليرتطم بصخرة بيضاء. اهتز الطير وترنح وأوشك على السقوط إلا أنه تشبث بالخيط وتمالك نفسه، أخذ الخيط يتحلل مما اضطر الطائر الاعتماد على نفسه ليحلق بدوره بين الغيوم المتفككة، وقال في سره، لن يطول الأمر، وبعد أن تستقر الغيوم سأهبط على أجمل موقع.

تعب الطير وهو يحلق وينتظر، وأخيرا حط على هضبة بيضاء، ونسج عشا من قطن مندوف، وجلس مبتهجا بعشه الجميل الذي لا يوجد له مثيل على الأرض، ولكن أين الطيور لترى العش بأم عينيها، ومن نظرات افتتانها سيكتمل جمال العش.
فكر الطير: هذا عش يليق به أن يُعرض في أجمل معرض من معارض الطيور، لتؤمه الطيور عامة، وهنا لا يمكن إقامة معارض حيث لا طيور ولا حياة … نظر إلى العش بانبهار، خبى بريق عينيه فجأة ثم انقض عليه ومزقه وترك نفسه ينزلق. إلى الأسفل حيث سيقترب من الأرض، حينها ستتألب الطيور حوله لتستطلع سبب غيابه، سيعتلي غصنه المرموق على الشجرة وسيقول للطيور إن الاشتياق أعاده إليهم. وعندما وصل إليهم وتألبوا حوله حقا مبتهجين بعودته نظر إلى النجمة المتألقة التي حلم باصطيادها، نظر إليها وابتسم ورمى بنفسه وسط سرب الطيور ، وهو ينظر للقطن المندوف في العلى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى