

دلالات الجسد الأنثوي في السرد النسائي العربي
ضمن منشورات دفاتر الاختلاف أصدر الباحث المغربي عبد النور إدريس كتابا جديدا، نحت له عنوانا مفتوحا على احتمالات قرائية لا محدودة، فعبر "دلالات الجسد الأنثوي في السرد النسائي العربي" يواصل الباحث مشروعه النقدي الذي يزاوج فيه بين الحس الإبداعي المرهف والمقاربة العلمية الصارمة، مسائلا أفق الكتابة النسائية وآليات إنتاجها في المشهد الثقافي العربي.
الكتاب الجديد لعبد النور قدمت له الدكتورة نادية العشيري رئيسة وحدة التكوين و البحث في المرأة و الكتابة بكلية الآداب بمكناس، مؤكدة بأن الباحث في هذا الكتاب "يلامس دلالات الجسد الأنثوي من خلال نماذج من السرد العربي النسائي موظفا في ذلك قراءاته الغزيرة في الفينومينولوجيا و السيميولوجيا والأستيطيقا.. لينتهي إلى به الأمر إلى خلاصة مفادها أن الجسد واقعة ثقافية، وأن المتلقي إنما يتعامل معه انطلاقا من ثقافته و تمثلاته التي تختلف عن ثقافة و تمثلات المبدعين و المبدعات".
الناقد الأدبي محمد معتصم وشم ظهر غلاف الكتاب بكلمة قال فيها بأن " الكتابة النسائية اعتمدت فكرة جديدة تمثلت في الكتابة بالجسد، أي تحويل الجسد من موضوع خارجي إلى وسلة لاكتشاف للعالم و الذات و الآخر "، و هذا الانشغال المعرفي بهذه "الكتابة بالجسد" يجعل من الكتاب ممارسة بحثية جديرة بالمتابعة و الاهتمام.
بين دفتي الكتاب نقرأ الباحث عبد النور إدريس و هو يتحدث في الفصل الأول عن دلالات هذا الجسد و فتنة المتخيل، و الرحلة من توظيف صورة المرأة إلى توظيف الجسد في فصل ثان، فالمرأة الكاتبة و تيمة الجسد في النص السردي في الفصل الثالث و الأخير. ومن أجواء الكتاب نقرأ أيضا "يختزل الجسد في النص العالم و الأشياء ذاتها، إن الجسد لما يخرج من عزلته و من هامش إدراكه للعالم الخارجي يمنح لصورته معنى يجعل الآخر في ذواتنا يعيش من أجل ذاته و من أجل بعده الخارجي كجسد" و يضيف الباحث عبد النور قائلا " إن النص الأدبي يحقق وجود الجسد و يجعل منه موضوعا للإدراك على كافة المستويات..فالجسد في علاقته بالكتابة يبادل الدور الموضوعي لتحركاته.. فيتعدد البناء الدلالي للجسد"
يذكر أن الباحث عبد النور إدريس راكم عددا من الكتب و الدراسات، و قدر صدر له في وقت سابق : "الكتابة النسائية : حفرية الأنساق"، و"الرواية النسائية و الواقع" ثم "ميثولوجيا المحظور و آليات الخطاب الديني".