الخميس ١٤ آب (أغسطس) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

ديواني المطبوع

.
حـرفـي، كـما عـطْر الـزهورِ، يَـضوعُ
لـلـسِّـحـرِ فــيــهِ ولـلـرَّبـيـعِ رُبــــوعُ

هـي ذي عـيونُ قـصائدي تجري بهِ
كـالـسَّـلسَبيلِ جــرى بــهِ الـيَـنبوعُ

فَـغَـدا لـهـا فــي كــلِّ بـيـتٍ أَعْـيُـنٌ
والـشـطرُ هُــدْبٌ والـحـروفُ دمــوعُ

وَلَـها عـلى الأسـماعِ أجـملُ نـغمةٍ
وعــلـى الـقُـلـوبِ تَــزاحُـمٌ وَوُقـــوعُ

فـيها مـن الـسِّحر الحلالِ سُلاسِلٌ
ســــالَ الــيــراعُ بـلَـحْـنِها وَالـــرُّوعُ

فـرأيـتُـنـي فـــي صـــورةٍ شـعـريّـةٍ
رسّـامُـهـا هـــوَ قـلـبـيَ الـمـوجـوعُ

تُــبْـدِي مـــن الآلامِ والأســـرارِ مــا
تُـخْـفِيْ مــنَ الـنـيرانِ فــيَّ ضـلوعُ

مـــن لَـهْـفـتي ومـواجـعي ألـوانُـها
والــحـبُّ فـــي لـمَـساتِها مـوضـوعُ

ولـــكــلّ لـــــونٍ حـــبــرُهُ ودَوَاتُــــهُ
ودَواةُ أشــعــاري هــــوىً ونُــــزوعُ

أوَلَـيْسَ أحْـلَى الـشِّعرِ ما أوْحَى بهِ
جـــرْحٌ عـمـيقٌ فــي الـفـؤادِ يَـلُـوعُ

وأجــــلُّ نــبــعٍ يُـسْـتَـطـابُ زُلالُـــهُ
فــارتْ بــهِ بـيـنَ الـصـخورِ صُـدوعُ!؟
***
وزرعـتُ قـلبي فـي الحروفِ قصائدًا
حــتّـى ارتَـــوَى بِـرَويِّـها.. الـمـزروعُ

فانسابَ في حرفِي الهوى ممنوعُهُ
إنَّ الـــهــوى مــمـنـوعُـه مــتــبـوعُ

وعـصرتُ مِـن ذكـرَى الأحـبّةِ خـمرةً
عـنـقودُها مِــن مـهـجتي مـقـطوعُ

وسَـكبْتُها فـي أكْـؤُسٍ مِـن أحرفي
والــكــأسُ دُرٌّ والــشـرابُ شــمـوعُ

وتَـشـتّـتَ الـفـكرُ الـحـكيمُ بـفـعلِها
فـإذا الـهَوى مِـنْ سـحرِها مـجموعُ

وإذا الــمــكـانُ بـفـعـلِـها مُــتَـحـوِّلٌ
وإذا الـــزمــانُ مُــؤَجَّــلٌ.. مــرفــوعُ

مــا عــادَ لـلـساعاتِ فـيـهِ عَـقـارِبٌ
سِــيّــانِ فــيـهِ الــعـامُ والأســبـوعُ
***
هـــذا هـــوَ الــديـوانُ صـــحَّ بَـيـانُه
وبــيــانُ كــــلِّ مُـنـافـسٍ مــوضـوعُ

فـــي غــيـرِهِ كـــلُّ الـبـدائع صــورةٌ
فــهـوَ الأصـــولُ ومــا عــداهُ فُــروعُ

أودعـــتُ فـيـه بـراعـتي ويـراعـتي
حــيـثُ الـجـمـالُ بـمـثلِهِ مـشـفوعُ

فــــإذا تَـــلألأ بِـالـمـحاسنِ لَـفْـظُـهُ
بـلـغَ الـمـعانيَ مِــنْ لـدُنْـهُ سُـطوعُ

وغــدتْ قـوافـيهِ الـحِسانُ حـبيبتي
فَــرَويُّـهـا مـــن أضـلـعـي مـصـنـوعُ

ســهـلٌ وصَــعـبٌ، وَعْـــرُهُ وذَلــولُـهُ
والــحـرفُ أسْـهـلُ سَـهْـلِهِ مَـمـنوعُ

حـتى إذا اسـتعصى عَـلَيَّ.. أمَـرْتُهُ
والأمــــرُ فِـــي أمـثـالـهِ مـسـمـوعُ

وأرَيـتُهُ "سِحْرَ البيانِ".. وقلتُ "كُنْهُ"
.. فــكــانَ ذا ديــوانِــيَ الـمـطـبـوعُ

فـــإذا بـــهِ سِــحْـرٌ سَـــويٌّ نـابـضٌ
ولــــهُ الــنـواظـرُ سُــجَّــدٌ وركــــوعُ

وإذا الـبـيـانُ بـــإذْنِ ربّـــي نــاطـقٌ
والـكـلُّ فــي حَــرَمِ الـبيانِ خُـشوعُ

نظمت الشاعرة هذه القصيدة تقريظًا لديوان "حبّ ممنوع"... للشاعر السوريّ الكبير "محمّد البيّاسيّ" رئيس رابطة شعراء العرب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى