
ذلك الذي تحْت
بقلم: خالد أحمد عبد القادر
ذلك الذي تحْت (1)عنْ موتِه العفويِّ جداً،خلْفَ نافذةٍ مُسيَّجةٍغياباً لا يزولُ و فوَّهاتٍ للمدى.***أحْكي لكُمْعن ضِحْكِه المهزوزِحينَ يفِرُّ مِنْهُ إليهِ في المرآةِ،يَضْحكُ هازِئاً منْ نفْسِهِ،ويقولُ للجرْحِ- الذي أبقاهُ موسًى للحلاقةِ منذُ عامٍ أو يزيدُ بذقْنِهِ-:أخطأتَ جُرْحيَلوهبطتَ إلى قليلٍ من دَميكنتَ انْتصرتَ.. وكنتُ سميِّتُ الحديدَ بقاتليونجوتَ منِّي خالصاً.***أحكي لكمْعنْ أولِ السرطانِ في رِئتيهِ،عن صورِ الأشِعَّةِ..بيَّـنَتْ كهْفاً بهِ- ألقى بها في النيلِ-عنْ روْشِتَّةٍعجزتْ يداهُ عن الرموزِ عن النقودِفخطَّ أنواعَ العلاجِ قصيدةً في ظهْرِها- ألقى بها في جيبِ أولِ شارعٍ شَبَهٍ لهُ-.***أحكي لكمْعن صوتِهِ الحوْليِّيثْمرُ كلَّ عامٍ رعْشةًبقراءةِ السُّوَرِ القصيرةِ والدعاءِوآيةٍ: (قُلْ يا عبادي) (2)مُسْرِفٌ..لكنْ يحبُّ اللهَ أكثرَ من أبيهِوعارفٌ..لوْلا القصائدُ والسجائرُما رأتْهُ العينُ إلاّ رَأْيَ غيمٍ صالحٍ.***أحكي لكمْعن عُزْلةٍ نزلتْ بهِ.عن خوفهِ- من قلةِ الأشياءِ-أن ينسى الكلامَفقال للجنِّي:زُرْني..لا أخافُكَ، لا تَخَفْزُرْني..ونادِمْني قليلاً في القراءةِ للمعرِّيهاتِ لي شِعْراً وخُذْ شِعراًوبادِلْني الحديثَ،ألسْتَ تحْمِلُ هاتفاً ؟أمْ أنتَ مِثْليلا تحبُّ الكهرباءَ و لا الهواتفَ و الرنينَ المعدنيَّ ؟وكيفَ أنْطِقُ باسْمِكَ المجهولِهلْ هوَ هَكذا.. أمْ هكذا ؟هلْ تحملُ اْسماًأمْ بطاقاتُ الهويَّةِ حوَّلتْكَ إلى مُجردِ خانةٍ.. مثلي تماماً ؟هلْ لكُمْ وطنٌ يشمُّ قلوبَكمْإن غابَ أصْغرُكمْوجِئتُمْ بالدماءِ على قميصٍ كاذبٍ ؟***أحكي لكمْعن سقفِ حجرتِه الذي سَكَنَتْهُ أشباحُ القبيلةِهارباً منهم.. يشدُّ مُلاءَةًويعضُّ رُكْبتَه و يهتفُ:لا أحبُّ جنوبَكملو زُرْتموني كلَّ عامٍ مرَّةًكنتُ احْتملتُ بَداوتيوأدرْتُ ظهري للشمالِتركتُ خلْفي شبهةَ الإنسانِرجعْتُ لي.***أحكي لكمْعن فَقْدِهِ،فَلكمْ أحبَّ و كمْ أصابَ الفقدُ فيهِ حبيبةً- تِلْكَ التي- تلكَ التي- تلك التيإلاّ التي تركتْهُ في هذيانِهِليرى بحلْمٍ ما:جِرامافوْنَ بُنْيُّ الإطارِ على الكُمُوْديْنوْوكانتْ (أسْمهانُ) تبيعُ قهوتَها (3)إلى فرسانِ أوْرُبَّاتُغنِّي..رغْمَ أنَّ الشَّرْخ في صوتِ الجِرامافوْنِيشْبهُ لونَ كرْسيٍّ تآكلتِ القطيفةُ فيهِمِنْ صَيفينِمِنْ صيفينِمِنْ.....يصْحو ليكتبَ باكياً:وَنذرتِني للموتِ أوْفِي ما نذرْتِولتعرفي- رغمَ انْكساري- ما انْتصرْتِعن أيِّ شيءٍ قدْ أعاتبُ فيكِ روحيوأنا الذي اسْتحضرتُ روحاً.. ما حضرْتِكلّ الغيابِ عرفْتُهُ يوماً فيوماًأحَدٌ مُحالٌ.. كمْ لهُ قدمتُ سَبْتيعمّا قليلٍ لن أرى غيري.. لِشكِّيفَبِكُلِّ شيءٍ جارحٌ.. حتّى بِصوتيلِغدٍ بسيطٍ سوفَ أهدي ذكرياتيوألمُّ في كفِّ المرايا ما كسرْتِوأرى بجُرحي، أصْدقُ العيْنينِ جرحٌأُصغِي لأنْفاسي و قلبي رهْنُ وقتيلَكنَّ فَقْداً ما أصابَ قصيدةَ المسْتفْعلاتنْ تلكَفانْتبَذَتْ مكاناً لا يُرَى.***أحكي لكمْأحكي لكمْ عنِّيألا فلتسمعواأوْ فاقْرؤوا ما قالَهُ السيَّابُ في (هرمَ المُغنِّي: (4)ولتوهِموهُ بأنَّ من أبدٍ شبابٍ من لحونْوهوًى تُرقرقُ مقلتاهُ لهُ، وينفخُ منْهُ فوهْهوَ مائِتٌأفتبخلونَ عليهِ حتى بالحطامِ من الأزاهرِ والغصونْأصغوا إليهِ لتسمعوهْيرثي الشبابَ ولا كلامَ سوى نشيجٍ: (بالعيونْسلِّمْ عليَّ إذا مررت))أتى و سلَّم.. صدِّقوهْهرمَ المُغنِّي.. فارْحموهْ ""هرمَ الذي.*********هوامش:(1) العنوان بتصرف من عنوان رواية (أولئِك الذين تحت) من عنوان رواية للمكسيكي (ماريانو آتويلا)(2) (قلْ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) القرآن الكريم- سورة الزمر الآية 53(3) أغنيتا (أسمهان): أهوى، و ليالي الأنس(4) قصيدة (هرم المغنّي) لبدر شاكر السياب]]
بقلم: خالد أحمد عبد القادر