الخميس ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم زياد الجيوسي

رؤى «ماريا مارينا» وذاكرة المكان

مرت فترة طويلة لم يتح لي فيها حضور معرض فني في رام الله، فبعض المعارض صادف أن كان وجودي خارج الوطن، ومعارض أخرى لم أعلم بها، حتى كان ذلك الصباح حين دق هاتفي الجوال من رقم لا أعرفه، وإذا بصوت شابة جميل ورقيق يهمس لي: أنا صابرين من قاعة جاليري الحلاج، يسرني أن أدعوك لحضور معرض للفنانة الإسبانية (ماريا خيسوس مارينا) مساء الخميس السادس عشر من الشهر الحالي كانون أول لاختتام العام 2010، فشكرتها على دعوتها ولطفها، وأكدت حضوري، فقد رأيت بالدعوة فرصة لحضور معرض لفنانة غير عربية وفي مدينتي رام الله، وخصوصاً أن زيارتي الأخيرة لعمّان في الفترة الأخيرة لم تخل من حضور معارض جميلة لأكثر من فنان.

وصلت القاعة مبكراً، وبدأت التجوال بين اللوحات؛ شعرت أني أعيش ذاكرة للمكان، ذاكرة رسمت بألوان جميلة، فأخذت اللوحات وقتاً طويلاً معي في التجوال، لأعود بعد يومين مرة أخرى وأجول في جمال اللون والصورة، شاعراً بالأسف أن اليومين السابقين عطلة أسبوعية والقاعة فيها مغلقة، وحقيقة وجدت في المعرض ما يشدني، ففي اللوحات المختلفة لا نجد مجرد انطباع عن المكان، لكننا نجد روحاً تجول وتحلق، تعطي للمكان الفرصة ليتحدث بنفسه ويروي الحكاية، ورغم البساطة التي تعطيها اللوحات للمشاهد في المرحلة الأولى، إلا أن التدقيق في اللوحات، يحملنا إلى التحليق في فضاء المكان والبحث عن مدلولات اللون، التدقيق في رمزية بعض اللوحات، والبحث في الروح التي سكبت مشاعرها لوحات وألوان.

يمكن تقسيم المعرض إلى خمسة أقسام، وكل قسم فيها يستحق الكثير من الاهتمام، وسأتناول هذه الأقسام ابتداء من اللوحة الأولى التي تحمل روح المعرض، حتى اللوحة الأخيرة التي ترف أرواحنا فيها..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى