الاثنين ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم حسن محمد صهيوني

رحلة مع القلب إلى بلاد الأشواق

ذكرى لكم، تلك المشاعرُ تُضْرمُ
ماذا أقول؟؟ وبالهوى نَطَقَ الفم
ماذا أقول؟ وروحُنا حَرَّى لكم
لمّا تزلْ فيها الأضالعُ تَأْلم
إني صريعٌ والدواءُ بِحظْوِكم
هو للعليل شفاؤُه والبلسم
هو أن تَرِفَّ على الوريدِ نقاوةٌ
من مائكم من بعد ما اختلط الدم
يهفو لكم شدُّ الرحالِ مطيّةً
ويحنُّ، ألفُ يحنُّ ذاك المُقدِم
ويعودني التَحنانُ مِلءَ أضالعي
فأضالعي ملءَ الجوى تتألم
إني الوَقوف على المشارف، لا تَسَلْ
ما هاجني بالشوق، إنك تَعلم
ما للهوى من قِسْمةٍ عَصَفَتْ بنا
كنتُ الهزيم به، وأنتَ الأهزم
حتى تَجَرّدَ منك مثلَ فضيحة
ما كان يستره المساء المعتم
وتبوحَ ما أقسمتَ لا تَحْنَثْ به
يا قلبُ ما أسررتُ (إني مُغرم)
أعياك من سؤلي الجواب أم الهوى؟
في الحالتين أراكَ كمْ تتوجَّم!!
يا عاذلي في الشوق أنت ألم يكن
فيَّ السقامُ وأنتَ فيه الأسقمُ
كابرتَ دهراً، ثم جئتَ مُجرجِراً
ذيلَ الجواب بِفيهِ من يتلعثم
إني بها أدْنَفْتُ من هذا الهوى
فاسأل بي الدقاتِ كم تتأزم!!
واسأل بي الأشواق نَمْنَمَتِ الهوى
بعض الهوى يَفْتَرُّ فيه الضيغم
يا سادة الدنيا بأوطانٍ مشت
أشواقُها في مِشية تترنّم
يأتي الخيال لها بأروعِ مشهدٍ
في لوحة يَزدان فيها المَرْسَم
أأقولُ حسبي إن وقفتُ بناظر
عيناه تحكي ما اللسان يتمتم؟!
أم أحرفي ازدحمت بها شفتي التي
عَطَلَتْ بما أُخِذَ اللسان الأبكم؟
أم أرفُلُ الأشواق ملء كلافتي؟
تَعِبَ الفؤاد بها، ألا فتكلموا
يا أيها الأحرار في أوطانهم
والحرُّ في أوطانه لا يُظلم
لكمُ السلامُ على جناحيْ طائرٍ
حَمَّلتُه أشواقَنا فَلْتَسْلموا
مِن كابرين يطيب في أسماعهم
لحنُ اللقاء إذا تغنّى المَبْسَم
ويحفُّ أرضهمُ امتشاقُ ربيعِها
لشقائقٍ لمّا تزل تتبسم
عنها حكى النعمان ما ازدحمت به
سيرُ الألى ممن رَوَوْا أو ترجموا
أو سطروا عنها حكاية موطن
فاسمعْ، رعاك الله، ما نطف الفم:
يا موطن الأفذاذ حاضرَ أمة
هاماتنا من تحتها تتقزّم
فوق الثرى تختال من شَمَمٍ بها
أو تحته مِن ذا .. وذلك قدّموا
هذي البلاد بُنَيَّ صُنْعَ عزائم
تحكي بها الأقلام ما قد أكتم
هي كالفصول الأربُعِ انتفضت لها
أرض يطول على رباها الأكثم
هي للمدائن، والمدائن حولها
بدرٌ تراقصه المساءَ الأنجمُ
هذي البلاد بُنيَّ لا يحظى بها
من كان من عليائها متقزم
أو قاعساً متحجِّرَ القدمين لا
يحظى سوى في نومه ما يَحلُم
ذكرى لكم في الخافقيْنِ مشاعرٌ
ليست تَغيضُ مع الزمان وتهرَم
والشوق يبقى إن تقادَم عهدُه
فلتعلموا: إن الزمانَ له فم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى