الخميس ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
يعد رائدا من روّاد الحركة الأدبية والفكرية

رحيل الكاتب الأردني خالد الساكت

الدستور ـ محمود منير

استذكر مثقفون وكتّاب أردنيون الشاعر خالد الساكت في يوم رحيله أمس الأربعاء 14 حزيران - يونيو - 2006 مؤشرين على تجربته الطويلة والمتعددة الجوانب ، حيث ترك وراءه عشرة دواوين من الشعر ، الى جانب بحثه المتواصل في اللغة والأدب ، كما شغل مناصب ثقافية وتربوية رفيعة ، وحصل على العديد من الأوسمة ، وبقي مواصلا الكتابة والبحث عدة عقود من الزمن.

وقد تحدث الناقد د. محمد عبيد الله لـ الدستور عن الراحل : خالد الساكت ، رحمه الله ، مثقف مخضرم منذ عقد الخمسينات من القرن الفائت ، وواصل ابداعاته حتى الأيام القريبة الماضية ، وقد ظهر في مجال الشعر ضد من موجة شعر التفعيلة ، اضافة الى تميزه في كتابة النصوص النثرية القريبة من قصيدة النثر.
وأضاف د. عبيد الله أن الأجيال سوف تظل تتذكر جهود الساكت في المجالين الثقافي والتربوي ، فقد كان تربويا مرموقا ، وأسهم في تأليف الكتب والمناهج المدرسية في مجال اللغة العربية لعدة عقود كذلك ساهم مع الراحل أمين شنار والراحل عبد الرحيم عمر ضمن مجلة الأفق الجديد - المجلة المؤسسة في عقد التسعينات.
وختم د. عبيد الله بالاشارة الى عمل الساكت في الإذاعة ، وإسهاماته المختلفة في صورة رائد من روّاد الحركة الأدبية والفكرية والتربوية في الأردن.

أما د. صادق جودة ، رئيس اتحاد الكتاب الأردنيين ، فقال:مات شيخ الشباب رحمه الله ، بعد ان قام بواجبه تجاه مجتمعه وبلده ، وقد ضحى بوقته وعمره في هذا السبيل ، ولم يبخل بأي خدمة طلبت منه طيلة حياته.
وأضاف د. جودة: رحم الله خالد الساكت ، وعوض الأمة رجلا عاملا مثله ، وألهم ذويه الصبر والسلوان.

ويشار إلى أن خالد أحمد الساكت ولد في السلط عام 1927 ، وحصل على بكالوريس أدب عربي من جامعة القاهرة عام 1956 ، وعلى الماجستير في علم النفس من الولايات المتحدة عام 1963. عمل بوزارة الصحة 1943 - 1948 وبوزارة الخارجية 1948 - 1952 ، وبوزارة التربية والتعليم 1952 - 1979 انتدب خلالها للعمل في إذاعة عمان ، وفي معهد التأهيل التربوي ، وملحقاً ثقافياً في دمشق ، ومديراً لمكتبة الجامعة الأردنية ، شارك - في فعاليات ثقافية محلية وعربية أبرزها مؤتمر بيت مري في لبنان ، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين ، واتحاد الكتاب العرب ، وحصل وسام الحسين للتفوق ، ووسام القدس للثقافة والآداب والفنون ، ووسام نادي السلط. وله من مؤلفاته: مرايا صغيرة (خواطر: الجزء الأول) 1986 ، لماذا الحزن (ديوان شعر) 1986 ، المخاض (ديوان شعر) 1988 ، لماذا الخوف (ديوان شعر) 1988 ، الانهيار والشمس (ديوان شعر) 1992 ، لكيلا تتذكر (خواطر) 1991 ، الزلزال قادماً (ديوان شعر) 1993 ، الذي يأتي العراق (ديوان شعر) 1992 ، مرايا صغيرة (خواطر) 1992 ، عبوس وشموس (ديوان شعر) 1993 ، وتستيقظ القبور (ديوان شعر) 1994. وله من الإصدارات المشتركة: المساعد في الأعراب (بالاشتراك مع روكس بن زائد العزيزي) 4أجزاء ، ومع الأدب العربي (بالاشتراك مع رجا عرين).

من أخر قصائده

العربيُّ غداً

ما لهذا النّهارْ فجرُهُ ،
موجةّ من غبارْ ودويُّ انفجارْ وراء انفجارْ؟ ..
جالساً كنتُ فاهتزّت الأرض تحتي التفتُّ ،
رأيتُ انهيارَ جدارْ فالنوافذ أشلاءُ ،
والشرفاتُ الهضابُ الجبالْ: شروخّ ،
تشظّت تطلّعتُ نحو السماءْ:
حصارّ من الغيم ،
ليلّ وبرقّ ورعدّ
وكان الصُّراخ اختلاط نواحْ
على شجرْ يتمايل ذات اليمين وذات اليسارْ
وأغصانُها تتقصّفُ ، كلُّ العصافير هامدةّ ،
والبلابلُ غارقةّ في وحول المطرْ قلتُ:
أين المفرْ
تحطّمتُ فوق الصّخورً التي حطّمتها الأعاصيرُ
لم يبق في مدنْ أو قرىً.. مًن أثرْ قلتُ:
يوم القيامة أم هجمةُ الحلفً
هذا الذي يحدث الآنَ ،
هذي الصُّورْ كلّ شيءْ عرفتُ أانتحرْ..
 
وصحوتُ على لجن شبابةْ:
إنه الريفُ ذلك الذي قد ألفناهُ نحن اتّحدنا به:
المرجُ والمشهدُ المتبقّي
وصوتُ ابنتي وهي تشدو بأغنية في السَّحرْ صحوتُ ،
هو السجنُ:
أقفاصُه البيتُ ،
دنيا الشوارعً والناطحات السحابً ،
المشافي المصافي ،
كًلابُ الأثرْ والعيونُ التي ترصد النّبضَ ،
والتّرهاتُ الأكاليلُ والمومياتُ ،
الحدائقُ والمركباتُ البضائعُ
والمشركونَ المفاتيحُ والسافياتُ ،
الجسورُ وتعويذة المومساتً ،
الإشاعاتُ والإمعاتُ..
السفْر إنه السجن:
هذا الكلامُ الظلامُ المجنّدُ للقهر
والفقر والإرتماء الذليلْ الأماني
التي تتكسَّرُ والحلمُ يخنقُهُ الأوصياءُ
هو الروح تُزهقُ لا ذنبَ ، والرأس يُسحق لا ذنبَ ،
هذا المريضُ المسّجى:
أالعوبةّ؟ والمطيعُ المهانُ ،
المهيمنُ يُصعّدُ من سلّم الترقيات
احتكاك الأنا الشوكُ اكذوبةّ عبّأتها
الشًّفاه المحلاةُ بالختلً ،
مدعومةً بالوشاةً القذائفُ والطائراتُ ،
الكتابُ الحصارُ النبيوّن حزناً يذوبونَ ،
قريتّنا عالمّ من منافْ وخالْ من الرّبعً ،
ربعّ وأعمارنا أبداً في خطرْ ..وفي مصر:
نيلّ يصدّر للقَنَواتً القبورً وفي بردى:
أذرعّ سبعةّ هارباتّ أميّةُ حين غفت عينُ - ذرّْ صحتْ ،
وانتشَتْ فكَواتُ ..
ان زحف التترْ معلنّ مستترْ
انّ سبابتي اليومَ تصحو هو الحقُّ ذاك الذي يترنّحُ
هو الحقُّ ذاك الذي يترنّحُ
مًن فرط ما اتَّحدَ الغابرونَ - مع الوالفين الطغاهْ - لإزهاقه..
 
إنّهُ قدرّ انْ يراوده الأشقياءُ
العُتاهْ ليغتاله الغابرون الدهاهْ
ليُلقوه في الجبّ أو يحبسوهْ
وهو في صمتًه حتفهمْ وهو في يده الكلماتُ
الصواعقُ يكبو..
ويصحو ويُشهرُ سيفاً قطّ ما مات يوماً
ولا ارتّد زيفاً ألا إنه القدر المنتصرْ

من مجموعة «المسيرة»


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى