الأحد ٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٦

رسامان سعوديان يبدآن جولة عالمية

يقوم الرسامان السعوديان، سمير الدهام، ومحمد فارع، حاليا بمغامرة فنية جميلة، لا شك أنها سوف تترك أثرها في مسارهما الفني. ويتعلق الأمر بتنظيم معرض ثنائي متجول يطوف مختلف أنحاء الدنيا، محملا برسالة «من السعودية إلى العالم». واختار الدهام وفارع، المغرب، كأول محطة لجولتهما حول العالم. وقالا لـ «الشرق الأوسط»، «إن الانطلاقة من هذا البلد الشقيق جاءت مقصودة لعدة اعتبارات، من بينها متانة العلاقات السياسية والثقافية التي تجمعه عبر التاريخ مع المملكة العربية السعودية، في سعيهما المشترك من أجل تثبيت قيم التعاون وتعزيز أسس الاستقرار والسلم في العالم».وأضاف الدهام وفارع أن رسالتهما ثقافية وإنسانية بالأساس، وتأخذ بعين الاعتبار الدور الحيوي للثقافة والفنون بصفة عامة في تقوية جسور التفاهم بين الشعوب «طالما أن العمل التشكيلي فن بصري، لا تحتاج قراءته إلى الاستعانة بأية ترجمة، فهو يشكل في حد ذاته لغة عالمية، يفهمها الجميع من خلال استيعاب ما تحمله اللوحة من مضامين راقية، تخاطب في الإنسان عمقه الوجداني، فيتفاعل معها».

وهو نفس المعنى، الذي أكدا عليه أيضا في كلمتهما المنشورة في دليل المعرض بقولهما: «وهو ما خلق لدينا فكرة هذا المعرض لنتحدث من خلاله بصمت عن إرثنا الثقافي والفني من باب القاعدة التي وضعناها نصب أعيننا، وهي رسالتنا التي نقدمها من السعودية إلى أنحاء العالم».

يشتمل المعرض على 44 لوحة للفنانين الدهام وفارع اللذين ينهجان أسلوبا فنيا متقاربا يقوم على التجريد برؤية معاصرة تنهل من الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي للمملكة العربية السعودية، وإن كان لكل واحد منهما شكله الذي يحمل بصمته الخاصة، إلا أن السمة الغالبة على اللوحات هي انسيابية الألوان وتدفقها بحرارة، في تجسيدها للبيئة السعودية في مختلف تجلياتها وتمظهراتها، في البيوت والنخيل والناس والأسواق، من خلال منظور إبداعي، يستحضر ذاكرة الأماكن بلمسات فنية وإبداعية تضفي عليها مسحة من الشفافية والجمال. وقال الفنان فارع، إنه يعتز بمشاركته كفنان شاب في المعرض إلى جانب الفنان الدهام الذي يعتبره من الرواد الأوائل الذين أسسوا اللبنات الأولى لنشوء الفن التشكيلي السعودي، إذ يجر وراءه تاريخا طويلا من الوجود والحضور في ساحة العطاء الفني والإعلامي ايضا.

وحرص علي الرزيزاء، رئيس مجموعة الرياض التشكيلية، في كلمة له في دليل المعرض على أن يشيد بتجربة هذا الثنائي الفني الذي يقدم «معرضا مشتركا متميزا وناجحا، بل إنه علامة سوف تحقق اتساعا في كل الاتجاهات لصالح الحركة الفنية التشكيلية السعودية».

ويقام المعرض السعودي برعاية وزارة الثقافة والإعلام، ومؤسسة نوف الرياض، وقاعة «لحظ»، والمسرح الوطني (مسرح محمد الخامس)، الذي يحتضن هذه التجربة الفنية لرسامين سعوديين قررا أن يخاطبا العالم «بلغة صامتة تسمى اللوحة الفنية»، على حد تعبيرهما.

الرباط: بوشعيب الضبار

عن الشرق الأوسط


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى