الأربعاء ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم عادل الأسطة

رغبة

السبت، الثالث عشر من حزيران، أصحو من نومي، كعادتي، في الخامسة. أصنع النسكفيه وأجلس على الشرفة لأستمتع بهدوء الصباح. كل شيء هادئ، وهذا أفضل شيء للمناسبة: سأبدأ عاماً جديداً، فقد أنهيت خمسة وخمسين عاماً. ياه لقد مرت، هل أقول بسرعة؟ لن يكون رأيي علمياً، فثمة ما مر منها سريعاً وثمة ما مر منها بطيئاً حتى لكان اليوم خمسة وخمسون عاماً. وستمر الساعات الأولى من النهار، ستمر وأنا وحيد وحيد.

في الثامنة تقريباً سأتابع بعض الفضائيات: الجزيرة وفلسطين والعربية سأصغي إلى د. مصطفى البرغوثي من على شاشة الفضائية الفلسطينية في برنامج من أخبار الصحافة. سيذهب إلى أن أسرائيل ليست دولة احتلال أو دولة تطهير عرقي وحسب، وسيقول إنها دولة عنصرية. وسيوضح لماذا هي كما قال. سيبدي رأيه في موقف (أوباما) الرئيس الأمريكي. سيقول البرغوثي إن القيادة الإسرائيلية تكره (أوباما) لأنه من أصول إفريقية، ولأنه يدعو إلى قدر من التوازن في حل المشكلة الفلسطينية. وحين ينتهي من كلامه، ويكون هناك انتقال من مذيع إلى مذيعة، سيكون هناك فاصل غنائي، وستبث أغنية " يسعد صباحك ". هل الكلام موجه لي، لأن هذا الصباح صباح عامي الجديد؟ سأشتط، وسأذهب بعيداً. وسألتفت إلى الصور المصاحبة للأغنية. إنها مشاهد من مدينة القدس. كم من عام مر دون أن أزور هذه المدينة؟ لم أعد أذكر. ربما لم أزرها منذ العام 1998، وربما لم أتجول في شوارعها بحرية منذ العام 1987.

" لو كانت الطريق إلى القدس سالكة، لو لم يكن هناك تشديد على دخولها، لوجب أن أنفق يومي الجديد، في عامي الجديد، في شوارع القدس. هذا أفضل احتفال بعامي الجديد.. لو.. لو.. لو... ".

وستستبد بي الرغبة لزيارة المدينة. ألا تستحق القدس أن أغامر من أجلها؟ ألا تستحق أن أسجن يوماً أو يومين من أجل زيارتها، حتى لو كان هذا في بداية عام جديد من عمري؟ ولا أدري إن كنت سأرى القدس فيما تبقى من سنوات العمر.

" يسعد صباحك يصدح صوت المغني، وأي صباح سيكون سعيداً ونحن نمنع من زيارة مدننا: القدس وحيفا ويافا وعكا؟ وستستبد بي الرغبة لرؤية القدس. " أيها الإسرائيليون إنكم تؤججون فينا نار الكراهية وتجعلوننا نحقد عليكم أكثر وأكثر " تخاطب الإسرائيليين من بعيد. هل ستبدأ يوماً جديداً من عمرك بالكراهية. والمغني يغني: يسعد صباحك، وتستبد بك الرغبة لزيارة القدس و...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى