الأربعاء ٣٠ تموز (يوليو) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

سرّ الغياب

هو:

يـــا ربُّ مـــا لـلـكـوكب الـــدّرّيّ غـــابْ؟
مَــنْ لــي سِـواكَ مـفسِّرًا سـرَّ الـغيابْ؟

مـــــا لـــــي أراهُ ولا أراه كـــــأنّ فــــي
قـلـبي حـجـابًا مُـسْـدَلاً فـوق الـحجابْ؟

هَـلْ وَجْـهُــهُ مُــسْـتـعْـصِـمٌ بــسَــمـائـه
ويَـزيـدُهُ حَـجْـبًا عــن الـعـينِ الـسَّـحابْ؟

أو أنّ مَــــنْ يـصْـطـادُنـي فــــي مــائــهِ
هُوَ وَالـورى يَـحْثونَ فـي وجـهي الـترابْ؟

أو أنّ فـــي عـيـنيَّ قــدْ فــاض الـعَـمَى
أو ربّــمــا فـي قـلـبـهِ طــفَـحَ الـعِـتـابْ؟!

مـــاذا دَهـــاهُ كـــيْ يُـشـيـحَ بِـوَجـههِ!؟
هـلْ كـان لـي فـي بُعْدِهِ بعضُ العِقابْ؟!

مـــا عـــادَ يـنـشـرُ حـولَـهُ دِفءَ الـشـتاءِ
ويَــنْـثـرُ الـنـسـمـاتِ فــــي أنــفـاسِ آبْ

أعْــيــا ســؤالــيْ عــنـه كـــلّ وسـيـلـةٍ
حـتـى بَـلـغْتُ بـصـمْتِهِ الـعَـجَبَ الـعُجابْ

كــــم مـــرّةٍ عـــاد الــسـؤالُ مُـنَـكّـسًا!
ويَزيـدُنـي الصمتُ اضطرابًا في اضطرابْ!

والــنـارُ فـــي صـــدري تُـحـرّقُ أضـلـعي
وأخــافُ تَـصْـحَبُني إلــى يـومِ الـحسابْ

أيُــعــاقَـبُ الــمَـصْـلِـيُّ نـــــارًا مــرّتــيـنِ
يُــسـامُ فـيـهـا كـــلَّ أنـــواعِ الــعـذابْ؟!

لا يـــعـــرف الـــنــارَ الـــتــي كــابـدْتُـهـا
مــنْ كـان ظـنَّ الـنارَ نـورًا فـي الـشِّهابْ

فـسـألْتُني: هـلْ فـي الـجَوابِ خـطيئةٌ؟
مَـنْ ذا عـلى الأفـواهِ قدْ ضرَبَ الحجابْ؟!

مـــــاذا... إذا حــاوَرْتُــه وجــهًــا لــوجــهٍ
أوْ إذا جــــاوَرْتُــــه بــــابًــــا لــــبــــابْ؟!

أرسـلـتُ مــن قـلبي سـحائبَ صَـرْختي
وبَـرَقْـتُ.. لـكـنْ لا هـطولَ مِـنَ الـضبابْ"
***

هي:

عُــذرًا أخــي فـاسْـمَعْ لِـصَـمْتي صـارخًا
مــا عُــدْتُ قــادرةً عـلـى نُـطْقِ الـجوابْ

إنْ كــنْـتَ تَــقْـرأ مـــنْ غـيـابي أسْـطُـرًا
فـأنـا كـتـبتُ الـصـمتَ فـي ألْـفَيْ كـتابْ

فــاقــرأ بــهـا صَـمْـتـي بِـــدونِ مُـفَـسِّـرٍ
فـالـصمتُ أبـلـغُ مــنْ بـلاغـاتِ الـخِـطابْ

إنْ كــانَ لــي فــي الـبعدِ ظـاهرُ رَحْـمةٍ
فــالــقـرْبُ ظــاهــرُه وبــاطـنـه عــــذابْ

بَــلْ إنَّ لــي فــي الـبُـعْدِ كـشْفَ مُـزَيَّفٍ
وَالــبــعْــدُ أحــيــانًــا دنُــــــوٌّ واقـــتــرابْ

لا تَــشْـكُ نــيـرانَ الـجـوى عـنـد الـنّـوى
مــا دام فــي الـنّـيرانِ قـلـبٌ مِــنْ تُـرابْ

مــنْ يَـصْـلَ كَـالـنارِ الـتـي فــي داخـلي
أعــفــاهُ مــنـهـا ربّـــهُ يـــومَ الـحـسـابْ

فَاللهُ لا يُـــصْـــلــيْ بــــنـــارٍ مـــرّتــيْــنِ
مَـــنْ اصْـطَـلَى فــي صَــدْرهِ نــارًا وذابْ

أيـــجــوزُ أن يَــحــيـا بــقــلـبِ جــهــنّـمٍ
مَـنْ كـانَ شَـقَّ لـنارها في القلبِ بابْ؟!

قَـــدْ طـــابَ عــيـشٌ فــي جـهـنّمَ مــرّةً
لـوْ كـانَ جـمرُ جـهنّمٍ فـي الـعيشِ طـابْ

طــوبــى لــمـنْ بِـالـنـار حُـــفَّ طـريـقُـه
ثـــمّ اصْـطـلـىْ بِـجَـحـيمِها حَــيًّـا فَـتـابْ
***


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى