الثلاثاء ٢٠ أيار (مايو) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

وطنٌ بطعمِ الحزنِ

.

إذا كــثـرَ الــسُّـؤالُ مـــعَ الـعـتـابِ
فــإنَّ الـصـمتَ خـيـرٌ مــنْ جـوابي

فــلا نـفسي تَـحَمَّلُ مـا بـنفسي
ولا غـيـري يَــرِقُّ لِـمـا يــرى بــي

فــقَـدْ طـــالَ الـكـلامُ بِـغـيرِ فِـعْـلٍ
ولــيـلُ الـظُّـلْمِ يُـفْـقِدُني صـوابـي

ومـــا لـلـفـجرِ عـنْـدي خَـيـطُ نــورٍ
يُـفـيـدُ رحــيـلَ مَـرْحـلـةِ الــعـذابِ

كـأنّ الـسَّاعَ أطـولُ مـنْ دُجى ليْلِ
مـسْـجـونٍ إلـــى يــومِ الـحـسابِ

ألا اعــذرْنـي إذا مــا جـئـتُ يـومًـا
وقـــدْ مـزّقـتُ يــا وطـنـي ثـيـابي

فـلسْتَ سـوى حـبيبٍ مِنْ سرابٍ
وهـلْ يُـرْجى شَـرابٌ مِنْ سَرابِ؟!

أتُــوهِــمُـنـي بـــــأنَّ الــفــجـرَ آتٍ
وهــا هُــوَذا ضـبـابٌ فــي ضـبابِ؟

يـعـيثُ الـليلُ فـي عُـمْري سَـوادًا
وظُـلـمتُهُ تَـسـودُ عـلـى حـسابي

ويَـسْلُبُني يَـدي، قـلبي، وعـقْلي
لـتبقى الـروحُ مـنّي في اغترابِ!!

فـيَـا وطَـنًـا بـطَـعْمِ الـحـزْنِ يُـزْجى
عـلـى طـبَقٍ مـنَ الـموتِ الـمُذابِ

كــفـى مــوتًـا، كــفـى ذُلاًّ وقـهـرًا
فـقد ركـبَ الأسَـى مَتْنَ السَّحابِ

أَتـــزرَعُ فـــي شـرايـيـني عــذابًـا
لأحْــصـدَه عــذابًـا فــي عــذابِ؟!

وَأحـضـرُ فـي نـصوصكَ ظـلَّ حـرفٍ
ومــا لـلـظلِّ لــونٌ فــي كـتـابي؟!

إذا لـــم يَــبـقَ لـلإنـسـانِ مـعـنىً
فـما مـعنى حـضوري أو غـيابي؟!

سَـأرحـلُ عـنكَ كـي يـرتاحَ قـلبي
وأغــلـقُ دونَ حُــبّـيَ ألـــفَ بــابِ

وَأبْــحـثُ عــنْ ســواكَ بـغـيرِ أرضٍ
لــعــلّ اللهَ يُـنْـسِـيـني مُــصـابـي

فــأرضُ اللهِ واسـعـةٌ، وكـمْ ضِـقْتَ
عــنّـي وَسْـــطَ آمـالـي الـرِّحـابِ!

ألا دعْــنـي ودَعْ عــنْـكَ الـتَّـجَـنّي
عسى ولعَلّ عَيْشيْ في اغترابي

وَدَعْ لِـسِـواكَ فــي قـلـبي مَـقـامًا
فـلستَ بـأهلِ مـا أشْـدو ومـا بي

ولا أنـــتَ الـــذي يَـكـويْــهِ هَـمّـي
ولا أنــا مــنْ تـمـوتُ فـدى الـترابِ


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى