
سَبْعٌ وَخَمسون
سَبْعٌ وَخَمسون
أحِبُّ العدَدَ 57
لكنّي بِتُّ أشْعُرُ بالغُربَةِ فيهِ
سَبعٌ وَخَمسونَ دولةً.. مَيْتةً
لا تُحَرِّكُ سِوى الألْسُنِ
باللعابِ اللعوبِ
لَسْنا في زَمَنِ صِدقٍ
زَمنِ حضنِ غارٍ يحمينا
وَدَمعةِ ألَمٍ ساخِنةٍ
توقِظُ أخاً صَدوقاً
وَلُعابٍ يََشفي جُرْحاً
مِن لَدغَةِ غادِر...
أطْرافُها مَشلولةٌ
لا تَستَعْمِلُها إلّا في حفلاتِ الاستِعراضِ
في أعْيادِ الوَطَنِ المسروقِ
وَحِراسَةِ تَقاسيمَ الموسيقى الغريبةِ
سايكس بيكو ينهضُ من جديدِ
وَأخَواتُها... المعاهداتِ
على نشازِ الحربِ
يا لِغَضَبِكُم الكَسيحِ
الذي لا يَستطيعُ أنْ يَتَعدّى
حُدودَ الشِفاهِ..
لِماذا كُلُّ هذا الصَمْتِ
لِماذا الهُروبُ
بلا قعقعةٍ ولا طائراتٍ ورقيّةٍ
تَختبِئون وراءَ أسْوارِ العارِ
ألَمْ تَتَعلّموا دُروسَ الحياةِ
العارُ نِهايَتُهُ.. النِهايةُ
مِنْ عَتْمةِ اللّيْلِ
أخْطِفُ ضوءَ القَمَر
أملأُ بِهِ جَوانِحي
وَمِن وَميضِ الأنْجُمِ
أغزِلُ غَيْماتٍ
تَنْقُلُني إلى فَضاءاتٍ
جَديدةٍ بعيدةِ المدى
تَهْمي قَطَراتٌ تُحيي قُلوباً
قَْدْ جَفّتْ يَنابيعُها
عَلى أرْضِها تَجْتَمِعُ
أقْسى جُيوشُ الظُلْمِ
أشَدُّ لَحظاتِ الألَمِ
وأسْمى آياتِ التضْحيَةِ
"فَواللهِ.. لو لَم أجِدْ
إلّا الذّرَّ.. لَجاهَدّتكُم بِهِ"
أقودُ الحّقَّ.. اُتَوّجُهُ
غُرّةً إلى الأبَد...
فَنَحنُ نُدافِعُ عَن أحلامِنا