الأحد ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم خديجة علوان

شبيهتي في الجرح

فتشتني!!
ركنا .. ركنا
ما وجدت غيركِ
كل الحب لكِ
كل الخفق لأجلكِ
يا السابحةُ فيَّ
اعبري يمي ...
اسكني هواجسي
شبيهتي في الجرح
في الألم
في الصمود أنت
صبيَّةً كنتِ...
كل المدى سكناكِ
لاهية تدحرجين ليمونتك
تتسلقين غصن زيتونة
تعتلين القمة
على شرفاتك لطالما
نامت حمائم بيضاء
لطالما مشَّطت الريح
خصلات الأقحوان والسنابل
كنتِ .. وكنتِ ..
وكانت هاهنا سفينة الحياة
تفرد شراعاتها للحرية
كان لنا شعير ..
.كان لنا زيتون ..
كان لنا ليمون..
عنب الخليل والجليل
يغذي دمنا...
كنت وكنت...
فما للشرفات ضلت وحيدة؟
ما للسنونو هجر البحر والمدينة؟
بجناح واحد طار
والجناح الأخر قصه التتار
هاهم أتوا ...
بخيولهم المعدنية
أفزعوا الحمائم
فطارت بعيدا
بعيدا...
يا الجسد الأخضر
المطرز بالأحمر
يا البيضاء النقية
أعدموا الليمونة
حرقوا غصن الزيتونة
حاصروا الخبز
في حناجرنا
امتصوا صباك
فكوا جدائلك
مزقوا أشرعة الحرية
ومضوا ...
يخترقون جسدك الأخضر
بمعدنهم
يحرثون زرقتك
بطائراتهم
هم التتار
لاوطن لهم
لاسماء لهم
لهم الجحيم
مزابل التاريخ
لموتاهم الموت
ولشهدائنا الحياة
خبروهم
أن للصبية الحسناءعشاقا
حملوا أرواحهم
بين راحتيهم
رموا خفقهم حيث الشمس
تزوجوا الحور
والمهر كان روحا
تنام في رحم زيتونه
أبطال يحرسون ليل فلسطين
يحنطون الجرح
الذي يمتصها ...
بالبارود الثائر
بحليب غضب لا ينام
لن نردد نشيدهم الوهمي
لن يسلبونا حسناءنا
خفقنا ... شعيرنا
زيتوننا... ليموننا
قد نكون "سيزيف"
نحتسي العذاب
عند صخرة سيزيف
لكننا لله ثم للصبية
منحنا خفقنا.. أرواحنا
ومضينا نكتب التاريخ بدمنا...
ونختم أسطورتنا بالنصر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى