الاثنين ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم جميل السلحوت

«شرفة العار» في ندوة مقدسية

ناقشت ندوة اليوم السابع الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس رواية (شرفة العار) للأديب ابراهيم نصر الله، والتي صدرت طبعتها الأولى عن منشورات الاختلاف في الجزائر العاصمة، والدار العربية للعلوم ناشرون/بيروت/لبنان سنة 2010م في 240 صفحة. ولوحة الغلاف الأول تفصيل من لوحة للفنان غسان السباعي، وعلى ظهر الغلاف تعليق رائع بقلم الأستاذ محمود شقير من القدس.
بدأ النقاش جميل السلحوت فقال:

في روايته"شرفة العار" ، يصدمنا الأديب الكبير ابراهيم نصرالله ببؤس واقعنا الاجتماعي، وبؤس ثقافتنا العمياء المتمثلة بقتل النساء تحت شعار مقيت اسمه"القتل بدافع الشرف"، وكأن شرف الانسان العربي يتمحور في بضعة سنتيمترات بين فخذي المرأة، أما الخيانة والسرقة والكذب والفساد والافساد، والرشوة والنصب والاحتيال...الخ من الصفات الذميمة فيبدو وكأنها لم تعد واردة في تحديد مفهوم الشرف، وهذا يقودنا الى تساؤلات أخرى عن أسباب هزائمنا المتلاحقة، نحن لسنا بصدد بحثها في هذا الموضع.

وأديبنا ابراهيم نصر الله الذي سبق وأن ناقشنا روايتيه"زمن الخيول البيضاء" و"شرفة الهذيان" في ندوتنا - ندوة اليوم السابع-في عروس المدائن-قدسنا الشريف- شاعر وروائي وباحث متميز، وغني عن التعريف، وفي روايته هذه –شرفة العار- التي يفتتحها بتقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة عام 2009 والذي يشير الى:" ان عدد ضحايا(جرائم الشرف) في العالم هو 5000 امرأة،...حيث تشير الأرقام الى وقوع 15الى 20 جريمة قتل سنويا في الأردن....وفي مصر عام 2009 كان عدد جرائم الشرف52 جريمة، وفي العراق 34 جريمة في العام 2007، وفي الأردن28جريمة في العام 2005، وفي لبنان 12 جريمة في العام 1998." يعري المجتمع أمام مواطنيه، يعري ثقافة الجريمة، يعري ثقافة التخلف، يعري جرائم العار التي هي عار بذاتها.
وابراهيم نصر في هذه الرواية، رسم لنا قصصا واقعية عن جرائم ما يسمى "القتل دفاعا عن الشرف" رسمها بريشة فنان يملك ناصية الفن الروائي، رسمها بلغة جميلة، يطغى عليها عنصر التشويق رغم مأساوية المضمون، قدم لنا فيلما تراجيديا لمجتمعات وشعوب تُجمع- إلا من رحم ربي- على معاقبة الضحايا بجريمة أبشع تسلبهم أبسط حقوقهم، وهو حقهم في الحياة، والضحايا هنا نساء جميعهن، فهل المرأة هي الضحية دائما في مجتمعات العنتريات الذكورية؟ فقبل أيام نشرت وسائل الاعلام خبرا مفزعا عن جريمة حصلت في الباكستان المسلمة، وموضوعها أن قبيلة أحضرت طفلة من قبيلة أخرى في الثانية عشرة من عمرها، ووضعتها مقيدة أمام جمهور كبير، على منصة تشبه خشبة المسرح، حيث قام أربعة شبان بتمزيق ملابسها واغتصابها عنوة امام الجمهور، وتركوها تعود الى بيتها عارية تماما، ولم تشفع لها طفولتها وصراخها وفزعها وتوسلاتها وتوسلات والدها، وتهمتها هو أن شقيقها ابن الحادية عشرة نظر الى فتاة من قبيلة المغتصبين التي تعتبر أعلى منزلة من قبيلته، ومن المفزع ما جاء في الخبر أن الشرطة وقوى الأمن تعلم بهكذا جرائم، لكنها لا تتدخل خوفا من الاصطدام بالقبائل.

والضحايا في رواية"شرفة العار" هن بريئات لا حول لهن ولا قوة، فالبطلة الرئيسة في الرواية "منار"أغتصبت ببشاعة من قبل سائق سيارة، عمل سائقا بالأجرة على سيارة أبيها الذي أصيب بمرض في عموده الفقري جعله مقعدا، وسبب اغتصابها أن أخاها الأكبر"أمين" استدان من السائق المغتصب" يونس" -وهو زميله في الحانات وممارسة الدعارة مع المومسات، مع انه متزوج وأب لطفلة-، مبلغا من المال، ولما لم يرده اليه انتقم منه باغتصاب شقيقته"منار" التي انهت دراستها الجامعية في علم الاجتماع، وعملت باحثة اجتماعية في مدرسة حكومية، ولما حملت من جريمة الاغتصاب، وافتضح حملها، ووصل خبر حملها الى شقيقها أمين، من خلال تعيير زوجته الثانية تمام له بأن أخته حامل، علما أن زواجه من تمام الجارة الأرملة جاء لستر فضيحتيهما بعد أن امسكت به زوجته الأولى نبيلة متلبسا بالرذيلة معها، ولوحظ ان "سالم" عم منار كان ضدها منذ البداية لأنه ارادها زوجة لأحد أبنائه، ولم يوافق على تعليمها لولا اصرار والدها المعاق الذي يحبها حبا أبويا جارفا على ذلك، وقد كان الموقف النبيل بالدفاع عنها من قبل والدتها ونبيلة الزوجة الأولى لشقيقها أمين، ومن شقيقها الطفل أنور، وقد حال جشع الطبيب دون اجهاضها والستر عليها لعدم وجود المبلغ المالي الكبير الذي طلبه أجرة له، ولما توفر المبلغ من خلال بيع جزء من مصاغ الوالدة ونبيلة رفض الطبيب ايضا اجراء الاجهاض الا في مستشفى، وحتى عندما تراجع شقيقها"أمين" عن قتلها بعدما علم أنه هو السبب في اغتصابها، لم يستطع اقناع الطبيب باجراء عملية الاجهاض، مما اوصلها الى السجن لتتعرض هناك الى اغتصاب"سحاقي" من وداد نزيلة السجن قوية البنية، الى أن وفرت لها الحماية شمّاء التي لها قصتها هي الأخرى، ولما رتبوا لاخراجها من السجن بعد أن انجبت وليدها في السجن، من خلال ابعادها الى دبي مع شقيقها عبد الرؤوف الذي يعمل في دبي، عادت من طريق المطار لتوديع والدتها، ليكون خلفها عمّها سالم المحرض منذ البداية على قتلها، وليطلق عليها شقيقها أمين النار في وسط الشارع، ويقتلها مع سبق الاصرار والترصد بالرصاصة الخامسة، ولتترك رسالة لذويها تركتها مع كفيلها الذي تعهد للشرطة بالحفاظ على حياتها، تعلن فيها حبها لوالديها وأشقائها ولأسرتها، وارتباطها بهم وعدم الاساءة اليهم، وقد حرص الكاتب أن تنشر الرسالة بخط"يدها" ليكون وقعها اكثر ايلاما.

أما تغريد تلك الطفلة يتيمة الأب التي تدرس في الصف التاسع فقد تعرضت لسفاح القربى من شقيقها، وحملت منه، وعندما هددته بالحديث لوالدتهما واخوتهما قتلها طعنا بالسكين، في حين لبنى التي قابلتها"منار" في السجن حملت من زميلها الذي كان يعدها بالزواج، ولماعلمت أسرتها بالموضوع أطلق عليها شقيقها بضع رصاصات لقتلها، فنجت هي من الموت وسقط جنينها، ولتقضي بقية عمرها في السجن، في حين أن شمّاء الفلاحة قوية البنية التي حمت ابنتها التي حملت سفاحا بخنق المولودة خوفا من اكتشاف الأمر من خلال صراخ الطفلة المولودة سفاحا، فقد سجنت وحكمت بالسجن سبع سنين ونصف، في حين لو قام أحد الأخوة بقتل البنت الحامل وجنينها فانه لن يمضي في السجن اكثر من ستة شهور.

المجتمع-القانون- الأمن:

يلاحظ أن أمين قاتل شقيقته منار كان زانيا سكيرا يرتاد الحانات والملاهي ويعاشر المومسات، وصديقه السائق يونس مغتصب منار كان من نفس الشاكلة، وشقيق الضحية الطفلة تغريد وقاتلها هو مرتكب جريمة سفاح القربى معها، وتمام التي فضحت منار زانية هي الأخرى، ستر عليها وعلى نفسه عشيقها أمين بالزواج، ولم يفتضح أمره وأمرها الا امام زوجته الأولى ووالديه واخوانه، لكنه لم يستر على شقيقته، وأكمل عاره بقتلها، ورجال الأمن في المعتقل كانوا يلهون بقصص الضحايا في السجن بحجة التحقيق ليلا، والجيران كانوا يتظاهرون بالعفة والشرف في حين يفضحون الضحايا أمثال منار ويشمتون بهن، والعم سالم هو نفسه ضحية للمجتمع الذي يرفض تعليم البنات، ويجبرهن على الزواج من أبناء عمومتهن في سن مبكرة، وهو معبأ بثقافة التخلف التي دفعته لملاحقة منار حتى قتلها. في حين كان من المفترض بمجتمع سويّ أن يدافع عن ضحايا الاغتصاب على الأقل...ومنار ضحية الاغتصاب هي نفسها لم تنقذ طالبتها الطفلة تغريد بأن تخبر الأمن لحمايتها، فقد تخلت عن دورها في المدرسة كمرشدة اجتماعية وتركتها تقتل، والقضاء والأمن تخلى عن منار عندما شهدت في المحكمة في قضية تغريد، وأخبرت المحكمة أنها حامل هي الأخرى، فلم يتخذ القاضي أو المدعي العام أو رجال الأمن أي اجراء لحمايتها، والطبيب هو الآخر لم يساعد منار في الاجهاض لانقاذها من قتل محتوم، والطبيب نفسه الذي يستغل هذه الأمور للكسب المادي المبالغ فيه خاف من الفضيحة والمخالفة القانونية عندما عادت منار اليه للاجهاض بصحبة عدد من افراد أسرتها بمن فيهم شقيقها ووالدتها، والقوانين تبرئ قتلة النساء على خلفية ما يسمى" شرف العائلة" أو تعطيهم أحكاما مخففة لا تتجاوز بضعة شهور، والضحايا في السجن هن ضحايا ايضا داخل السجون التي تسمى دور اصلاح، فالضعيفات هن فريسة سهلة للقويات، ومن في قلوبهم رحمة، ويقفون مع الضحايا لا حول لهم ولا قوة.... وهكذا فاننا نجد أنفسنا وكأننا أمام مؤامرة على الذات.

وقد ابدع أديبنا في رسم شخصية الطفل أنور شقيق منار، فقد كان مدافعا عنها حتى الرمق الأخير من حياتها، وكأني بالكاتب يبني آمالا وأحلاما جديدة على الجيل القادم الذي يمكنه التخلص من هذه العادات البالية والجرائم المفزعة.

الأسلوب: ابراهيم نصر روائي متميز لا يحتاج لشهادة أيّ كان، وقد اعتمد في روايته هذه على اسلوب السرد الروائي، فأورد قصصا وحكايات قرأها أو سمعها أو عايشها عن جرائم القتل هذه، وقد ترك شخوصة تتحدث عن نفسها بنفسها، لم يتدخل بحركاتها، ولم يطرح رأيه فيما يجري، رسم لوحات تراجيدية، وهناك مقاطع تتوافر فيها كل شروط القصة القصيرة والأقصوصة، بلغة شاعرية بليغة، طعّمها قليلا جدا باللهجة المحكية حيثما اقتضت الضرورة ذلك، وقد طغى عنصر التشويق على الرواية بحيث أجبرت قارئا مثلي على قراءتها دفعة واحدة في خمس ساعات مؤلمة لما فيها من مآسي، وبالتأكيد فان أديبنا نفسه كان يتألم وهو يكتب روايته، هكذا تخيلته، وإلا لما قدم لنا هذا الابداع الروائي لو لم يعشه ويتفاعل معه.

وواضح في هذه الرواية أن ابراهيم نصر الله قدم لنا أدبا حقيقيا واقعيا، فقد عرى المجتمع أمام ذاته، كما رأيت أهمية الأدب والدعوة الى التغيير من خلال الأدب، وهذا فيه اجابة على سؤال: ما هو دور الأديب في المجتمع؟ أو ما هي وظيفة الأدب؟ ولو كنت مسؤولا لدعمت طباعة هكذا رواية لتدخل كل بيت وكل مؤسسة بسعر زهيد جدا، ولعملت عليها مئات الندوات في مختلف المؤسسات الاجتماعية والثقافية، حتى يتعظ من في رأسه عقل وغابت عنه الحقائق.

وقال موسى ابو دويح:

الرواية مقسمة إلى أربعة عناوين رئيسة هي:

1. ما كان علي أن أتوقف أبدا عن الرقص(14).

2. خط أحمر رفيع(6).

3. الراية السوداء(14).

4. الليل الطويل(17).

وكلّ عنوان من العناوين الأربعة مقسّم إلى أرقام متسلسلة هي بالتّرتيب 17،14،6،14.

تبدأ الرواية بتقرير للأمم المتحدة عام 2009م عن أعداد ضحايا (جرائم الشرف) في الأردن ومصر والعراق ولبنان. وتنتهي برسالة وداع من الضحية (منار) بخّط يدها إلى والدها وأمّها وأخويها والعائلة جميعا، وهي رسالة تعصر القلوبَ ألمّا وحزّنا.

اختار الكاتب إبراهيم نصرالله لروايته اسم (شرفة العار).
والشُّرْفةُ: أَعلى الشيء. والشَّرَفُ: كالشُّرْفةِ، والجمع أَشْرافٌ؛ قال الأَخطل:
وقد أَكل الكِيرانُ أَشْرافَها العُلا أُبْقِيَتِ الأَلْواحُ والعَصَبُ السُّمْرُ

ابن بزرج: قالوا: لك الشُّرْفةُ في فُؤَادي على الناس. والشَّرَفُ كل نَشْزٍ من الأَرض قد أَشْرَفَ على ما حوله.

والشرفة: ما يوضع على أعالي القصور والمدن والجمع شرف وشرفات. مثل غرفة غرف وغرفات. ومثل حجرة حجر وحجرات.

وشرّفَ الحائِطَ جعلَ له شرفة".( انظر لسان العرب مادة (شرف.
ولإبراهيم ثلاث شرف أو شرفات هي: شرفة الهذيان سنة 2005م، وشرفة رجل الثلج سنة 2009م، وشرفة العار سنة 2010م. وكأني بإبراهيم قد أشرف (أطل من علٍ) على الهذيان وعلى رجل الثلج وعلى العار، فكتب فيها وأجاد، لأنه أشرف على المواضيع من نَشزٍ أو مرتفعٍ أو من علٍ، فأبصر الموضوع كاملا، وأحاط بكل دقائقه وتفاصيله، فكانت شرفه الثلاث في مكان الشرف من عالم الرواية.

دافع إبراهيم في (شرفة العار) عن المرأة أيّما دفاع، وذلك ببيان الظلم والعذاب المنصّب عليها من الأهل والأقارب والجيران، حيث يشرف كل من مكانه ليرى الجريمة التي فعلتها المرأة، ويأخذ بإذاعتها وإشاعتها بين الناس مع كثير من الزيادات والإضافات والبهارات الكلامية.

ومع أنّ الإسلام جاء ليقضي على كثير من عادات الجاهلية الظالمة، إلا أنّ جريمة قتل المرأة فيما يسمّونه:(القتل دفاعا عن الشرف أو شرف العائلة) بقيت راسخةً في نفوس العرب. ولم يستطع العرب المسلمون التخلّص منها، فبقيت هذه العادة استمرارا لعادة وأد البنات حيّات في الجاهلية خوف العار أو الفقر. ولم ينجُ من هذه العادة إلا من رحم الله، مع كثير من الخوف والاستحياء اللذين يضطران أهل المرأة المنكوبة إلى مغادرة ديارهم إلى ديار لا يعرفهم فيها أحد.

تناول إبراهيم هذه القضية بلغةٍ سهلةٍ واضحةٍ وبأسلوب سَلِس أخّاذ، يستحوذ على كلّ قارئ، ويجبره على متابعة قراءة الرواية ليعلم النهاية. بل يزرع إبراهيم الأمل في ذهن القارئ بايجاد حلٍّ ترتاح له النّفس، وذلك بأن تسافر بطلة الرواية بعد خروجها من السّجن إلى الخليج العربيّ، للعيش عند أخيها هناك بعيدا عن مكان الجريمة. إلا أن عمّها (سالم) يدبّر مكيدة لإعادة (منار) وهي في طريقها إلى المطار في الأردن إلى بيتها في عمان لوداع أمّها. وكان قد أوغر صدر أخيها (أمين) لقتلها حال وصولها إلى البيت، حيث صاح به عمّه (سالم): (هي لك).

"امتلأت الشبابيك والشّرفات بمئات الظِّلال المطلّة على الشارع، وحبس الصّمتُ أنفاس الجميع، ورأى أمين العيون كلّها تحدّق فيه، فيه هو بالذّات. عندها تراجع خطوتين وأطلق النار، وللحظة، أحسّ بأنّه لم يصبها، فهي لم تسقط، وأطلق النار ثانية وثالثة، فلم تسقط، فاندفع ووضع المسدّس على جبينها، أغمض عينيه وأطلق النار، وحين سمع ارتطام جسدها بالأرض أشرعهما من جديد.

نظر حوله فلم يجد هناك سوى الصّمت. الظّلال تحوّلت إلى تماثيل، والعيون المحدقة فيه إلى بحيرات من جليد، أما صرخات أمّه فقد كانت تذرع الفضاء كطيور بلا أجنحة". (صفحة 233).

لاحظوا قول السّارد عن أخيها (أمين)، حين وضع المسدس على جبينها:
"أغمض عينيه وأطلق النار" أي أنه لم يستطع أن ينظر في وجه أخته المظلوم المتحدّي، وهذا يعني أنه معبّأ ومشحون ليرفع العار الذي لحق بالعائلة، مع أنّه هو السبب الوحيد في حصول هذه المصيبة التي يسمّيها (عارا). فأي ظلم هذا ؟!! المتسبّب بالعار يَقتُلُ من لا ذنب له، لأنّه في (مفاهيمهم) لا يُستردُّ شرف العائلة المهدور إلا بقتل المرأة علانية، وإشهار ذلك بين النّاس، ولو كانت مكرهة ومغتصبة ولا حول لها ولا طول، كما هي الحال مع بطلة هذه الرواية (منار). أما المغتصب للمرأة فغالبا لا يمسّ بأذى؛ لأنه في (عرف الأعراب) رجل، والرجل عِرضه مُصان. وان كان الإسلام قد سوّى بين المرأة والرجل في ذلك، فالرجل زانٍ والمرأة زانية.

قد يظنّ ظانّ أنّ قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "من قُتِل دون عِرضه فهو شهيد" هو الذي يجعل كثيراً من الناس يقتلون النّساء بحجة الدّفاع عن الشّرف. والصحيح: إنّ قول الرسول عليه السلام لا يعني سوى الدّفاع عن العرض، وقَتلِ من يعتدي على العِرض، وقَتلِ من تدنِّس عِرضها برضاها. وأن الرجل يجب أن يدافع عن عِرضه ويصونه (لأنّ المرأة في الإسلام أمّ وربّة بيت وعِرض يجب أن يُصان) ولو أدّى ذلك إلى أن يَقتُل أو يُقتَل, فإن قَتَلَ فدمُ القتيل المعتدي على العرض هَدرٌ، وان قُتِلَ فهو شهيد.

رواية (شرفة العار) لابراهيم نصرالله، روايةٌ تستحق القراءة والتدبّر، والنشر في المجتمعات العربية، وعلى الاخصّ تلك التي تكثر فيها (جرائم الشرف)، علّها تغيّر كثيراً من المفاهيم المغلوطة الظالمة وتجعل أهل المجتمعات العربية من الذين يفقهون ويعقلون.

وقالت رفيقة ابو غوش:

دراما واقعيَّة تراجيديَّة
تذنيب المرأة الضحيَّة، وتنصيب (رفع شأن) المجرم الجاني، قاضيًا، وجلادًا في آن واحد

عكست رواية شرفة العار، صورة دراميَّة واقعيَّة فيها مسحة من الرمزيَّة، لصور متكّرِّرة حصلت ولا تزال في معظم مجتمعاتنا العربية، وخاصَّةً القرويَّة والبدويَّة منها.
لقد سلَّط الكاتب الضوء على ظاهرة العار، وكيفيَّة التعامل معه، بتطهير النفس، والسٌمعة بعد قتل النساء المُعتدى عليهن، والمفارقة هنا بأن مرتكبي العار، يُقيمون الحد، ويُسقِطون آثامهم على المرأة الضعيفة.

تبرز هذه الظاهرة في المجتمعات التي حكمتها العقليَّات، والمعتقدات البالية، والمتشبِّثة بالعادات، والتقاليد البدائيَّة، التي سنَّت قوانينها، وأحكامها العقليات الذكورية، الرجعيَّة، الجاهلة، والضعيفة، والتي تستمد طاقاتها، وقوَّتها من ضعف المرأة، وسلبيتها في المجتمع، وانتهاك حرماتها، وهضم أقل حقوقها المشروعة في الحياة.
العنوان شُرفة العار:

اختيار الكاتب عنوان (شرفة العار)، اختيار موَفَّق، فهي إطلالة على نوع من أنواع الجرائم المُقترَفة بِحق النساء المُعتَدى عليهن جسديًّا وروحيًّا، تحت شعار كلمة الشرف، والحفاظ على دستور العادات، والتقاليد. يبدو أن هنالك شرفات عديدة من أنواع الجرائم المُماثلة، فاكتفى كاتبنا بالخوض، والتعمُّق في واحدة منها فقط.
هذا الاختيار لم يكن بصورة عبثيَّة، لقد طرح قضيَّة اجتماعيَّة واقعيَّة حقيقيَّة، شائكة وحسَّاسة جدًّا، لم يجرؤ طرحها كاتب معاصر آخر كما قدَّمها لنا كاتبنا نصر الله.

أو بالأحرى تُذكِّرنا هذه الرواية بقصة "الحرام" للكاتب المصري يوسف إدريس، الصادرة سنة 1959. الاختلاف في الروايتين هما المكان والزمان، وكلا القصَّتين تتشابهان بنفس الفكرة والأحداث، والنهاية في القدر المحتوم للبطلتين جرَّاء الظلم الاجتماعي، وتغييب العدالة الاجتماعيَّة المُجحِفة في إنصاف المرأة، وتحميلها ذنوب الدنيا، والآخرة على ما اقترفه الذكور من آثام ورذيلة، وخطيئة.

الأسلوب:

تميَّز الأسلوب بلغة عربيَّة صحيحة، سلسة، تكاد تخلو من اللغة العاميَّة، إلا ما اقتضت الضرورة، عند استعمال الأغاني، والأمثال الشعبيَّة، لغة بليغة، وعذبة في مُنتهى التشويق والإثارة، باستخدامه للصور البلاغيَّة ذات الإيقاع الحسِّي الرقيق، كخلفيَّة موسيقية مُرافِقة للأحداث المُفرِحة، والمُحزِنة على حدٍّ سواء.
استخدم الكاتب أسلوب الانعكاسات، والرجوع إلى الوراء كما استخدمه في نهاية الرواية، وبدايتها ص22-23. هذا الأسلوب أضاف عمقًا، لإشغال خيال القارئ.
الزمان: العصر الحالي 2009م.

المكان: لم يتم تحديد المكان بالضبط، بينما بالإمكان استشفاف ذلك، ربَّما في فلسطين، أو إحدى محافظات الأردن.(كل مكان في الوطن العربي).
شخصيَات الرواية:

المرأة في الرواية: لعبت المرأة دورًا سلبيًّا لكًَافَّة الشخصيَّات، عنصرًا ضعيفًا هشًّا.
شغلت منار دور البطلة البريئة المتعلمة، والتي ظلَّت إنسانة ضعيفة جدًّا، على الرغم من تحصيلها العلمي، وثقافتها التي سُلِبت منها، ولم يُحسب لها حِساب، وحلَّت محلَّها أحكام الجاهليَّة.

الأم: لعبت أم أمين دورًا نمطِيًّا، وسلبيًّا، ومغيَّبًا.
نبيلة: زوجة أمين الأولى، لعبت دور الزوجة الطيِّبة، والمُسالمة، والتي تآمر زوجها على قتل روحها، عندما خانها مع تمام، وطلب من زوجته أن تطلب يدها له !!! ومن ثَمَّ تزوَّجها كزوجة ثانية كضرَّة لها، ولم يصُن حبَّه لها.

تمام: زوجة أمين، لعبت دور المرأة اللعوب، والمُستفِزَّة لمشاعر الزوج، والتي لم تَسلم من قسوة زوجها عليها.

النساء في السجن: قصصهن المختلفة حول وجودهن في السجن، تُظهر القسوة، والقمع، والظلم الذين تعرَّضن له، جرَّاء تحكُّم الرجال بمصائرهن، وكانوا سببًا في زجِّهن بالسجن

منذ البداية حتى النهاية.

الشخصيَّات الذكرية في الرواية: لعبت دورًا هامًّا ومركَزِيًّا، تُمثِّل السلطة، والقوَّة، والاضطهاد ضد المرأة، كما ظهر عم منار، سالم، وأمين، ويونس.

شخصيَّة الأب: أبو أمين، اختلفت شخصيَّته عن باقي الشخصيَّات، كان مُشجِّعًا لابنته منار، ساندها، ودأب على تعليمها، ودعمها دائمًا في تربيتها، على خِلاف ما اعتقده الآخرون من رجال العائلة.

خفت صوت شخصيَّة الأب، ولم يكن لها دورُ يُذكر خاصَّةً بعد وقوعه فريسة للمرض، إن ضعفه، يرمز إلى وجود أصوات مستنيرة، ولكنها تظلُّ خرساء أمام العادات، والتقاليد المتعمَّقة في العقول.

كذلك شخصيَّة الأخ فؤاد، تمثل الطبقة المُتعلِّمة، والتي تفقد القدرة على رفع صوتها، وعند صوت أبواق الظُلم، والأحكام الجماعيَّة الجاهلة، تخرس حِرصًا على نفسها. هذه الشخصيَّة تُمثِّل الأقليَّة في المجتمع، وتنصاع، بل تختبئ وراء الجماعة المتخلِّفة.

وماذا بعد:

حبَّذا لو قدَّم لنا كاتبنا نهاية تعالج فيها وباء هذه الظاهرة، من أن تكون نهاية تراجيديَّة مألوفة، كما هي في الواقع المرير.

وقال صقر السلايمه:

قضية "القتل على خلفية شرف العائلة" هي قضية مؤلمة جداً، وشديدة الحساسية ومثيرة للقلق، ضحاياها نساء مظلومات معذبات غير قادرات على الدفاع عن أنفسهن أمام قسوة المجتمع وعاداته وتقاليده البالية، يُقدم لنا الكاتب روايته هذه لكي تكون درساً بليغاً لتلك الفئات الاجتماعية المتخلفة في مجتمعاتنا العربية، التي ما زالت تنظر في القتل على خلفية شرف العائلة نظرة لا تقبل المناقشة أبداً، بل وتعتبره فعلاً من أفعال الشهامة والرجولة.

ويضع الكاتب إهداءه إلى ضحايا "جرائم الشرف" في العالم بأسره، وإلى النساء في كل مكان تتحدث الرواية عن فتاة اسمها منار وعن طفولتها مع عائلتها منذ صغرها، أبوها احبها حبا جما منذ لحظة ولادتها، فهو كان يتمنى من الله ان يرزقه بنتا، وأصر ان يعلم ابنته تعليما كاملا، وتحدى الأب بذلك اخوته الخمسة، وعلى رأسهم اخوه الكبير "سالم" المتشدد جدا، الأب كان يعمل في مصنع للاسمنت، إلى ان حصل على رخصة سياقة سيارة عمومية، واستقال واشترى تاكسي سوبارو للعمل عليه كسائق تاكسي، قدماه اصبحتا ثقيلتين، وعموده الفقري معطوب بسبب عمله على التاكسي لسنوات طويلة، كان يصر على ان يوصل منار الى جامعتها ويعيدها بشكل دائم ويومي، يصور لنا الكاتب ان ابا الامين كان يكدح في عمله لكي يوفر لمنار راحتها، منار الفتاة الخجولة ذات الملامح اليابانية، كانت وزميلها عصام يتبادلان اعجابا صامتاً، وفيما بعد ستتطور علاقتهما اكثر، وبعد ان انهت منار سنتها الدراسية الثالثة لم يعد ابوها قادرا على ايصالها بسبب آلام ظهره، فقد اصبح لا يقدر على المشي إلا بكرسي متحرك، ولم يعد قادرا على العمل على التاكسي، ابنه الكبير امين متزوج إلا انه عاطل عن العمل، يقضي الليل في حضن "تمام" الجارة المطلقة، او بالسهر خارج المنزل، زوجته "نبيلة" امرأة فاضلة، وسنرى انها سستكون بمثابة اخت لمنار لاحقاً، الاخ الثاني هو عبد الرؤوف تخرج من معهد للكمبيوتر بعد عمله بأحد البنوك، تم ارساله للعمل في فرع للبنك في دبي، لم يساهم عبد الرؤوف في مساعده اسرته بالمصاريف، بل كان يستغل اباه "ابو امين" لايصاله للبنك يوميا ويعامله بازدراء، والآن هو في دبي لا يرد على مكالمات والده الذي يحتاج إلى مساعدة في مصاريف البيت لأنه لم يعد يعمل، الأخ الثالث هو أنور، طالب مدرسة، منعته منار من ان يترك المدرسة، وأخبرته انها بعد عام ستتخرج وستساعد والدها، وانه غير مجبر على العمل في سن مبكر، اصبحت منار تركب الحافلة الى جامعتها، واصبحت ترى عصام في الحافلة، إلا انها تلمح اخاها امين من بعيد يراقبها في بعض الأحيان، اخوها امين كان حنونا في صغره، يذكر لنا الكاتب طفولة منار عندما خطت خطوتها الأولى، وكيف انها ارتمت في حضن امين دون الآخرين، يصف الكاتب هذه اللحظة بشكل مؤثر جداً، لنرى مدى التغير الذي طرأ على امين الذي قتل منار في النهاية مع علمه المسبق بأنها ضحية لسلوكياته.
الرواية تكاد تكون رواية تسجيلية لحوادث وقعت، وما ابعدها عن التسجيلية سوى قدرة المؤلف الروائية.

الرواية تتحدث عن مشاركة المجتمع بعاداته وتقاليده وتربيته في جرائم قتل النساء على خلفية ما يسمى"شرف العائلة".

ويلاحظ انه في الوقت الذي قتلت فيه المرأة فان القتلة والمتسببين بالقتل بقوا طلقاء.
وقالت نزهة ابو غوش:

استطاع الأَديب ابراهيم نصر الله أَن يصوِّر لنا لوحة فنية بارعة التقطها من صميم مجتمعنا العربي، بما يحمله هذا المجتمع من ثقافة، وطبقية، وأَنانية، وخوف، وذكورية ، وتسلط ، وممارسة كل أَنواع العنف ضد المرأَة: العنف الجسدي، والنفسي، ويشمل ذلك ذات المرأَة ، عملها، ومسيرة حياتها ، زواجها، تعليمها، ذاتها، أَطفالها....وكل شئ.

في روايته "شرفة العار" نسج لنا الأديب نصر الله صراعًأ مريرًا ما بين الحياة والموت، وذلك منذ بداية الرواية حتى نهايتها، صارعت الطفلة تغريد ابنة الخمسة عشر عامًا على حياتها بعد أَن اغتصبها أَخوها الذي قتلها حفاظًا على شرف العائلة، صارعت والدتها وقاومت من أَجل حمايتها، صارعت النساء المومسات على حياتهن ليبعن أَنفسهن مقابل لقمة العيش. صارعت البطلة منار على كيانها من يونس الذي اغتصبها وأَفقدها عذريتها وكرامتها ووجودها، صارعت الأُم لحماية ابنتها، صارع الأَخ أَنور، والأَخ عبد الرؤوف لإنقاذ أُختهما، صارع الأَب بقلبه المتعب، وصمته القاتل، لكن ما هي نتيجة هذا الصراع المرير؟ قالها الكاتب بملء فمه: إِنه الفشل الذريع، لقد نصَّب الرجل نفسه قاضيًا وجلادًا في آن واحد، بعد أَن كان هو نفسه الجاني مع سبق الإِصرار والترصد.
سؤال يجب أَن نسأَله لأَنفسنا: من هو الجاني الحقيقي؟ أَهو العم سالم، وأَبناؤه، أَم هو الأَخ الأَكبر لمنار، أَمين؟ أَم هو يونس المُخادع المغتصب؟

بدت لنا الصورة واضحة من خلال الرواية بأَن المجتمع بأَسره هو الجاني الأَكبر، لو لم يخف العم سالم من كلام الناس، وهمساتهم لما علَّق الراية السوداء فوق بيت أَخيه أَبي الأَمين، لو لم يحسب أَمين حساب كلام الناس، ونظراتهم – رغم أَنه غارق بالموبقات من رأسه حتى أَخمص قدميه- لما قتل أُخته.

إِن موروثاتنا الاجتماعية، والثقافية المريضة غير السوية كانت أَقوى من الدين نفسه، الدين الذي فهمه الرجل كما يشاء، وفسَّره على هواه، ما ذا فهم من الآية الكريمة: ليس الذكر كالأنثى؟ ماذا فهم من وراء كلمة "قوَّامون"؟ ماذا فهم من وراء أَربع زوجات "وإِن لم تعدلوا ولن تعدلوا فواحدة"؟ للأَسف الشديد لم يفهم الرجل في مجتمعنا العربي سوى أَن يكون رجلاً مستبدا متسلطًا على المرأَة، لم يفهم سوى أَن يكون جلادًا لا يجد من يردعه، امتلك الرجل إحساسا بأَنه الوحيد الذي بيده القدرة على قبض أَرواح النساء، متى وأَينما كان، ماذا استطاعت النساء عمله بعد أَن غُدرت منار سوى البحث عن أَي طبيب يخلصها من الجنين؟ ماذا فعلت نبيلة مثلا حين سار زوجها أَمين وراء شهواته، ورغباته؟ لا شيء سوى أَن خطبت له المرأَة التي أقام علاقات معها، ورقصت بفرحه على أَنغام حزنها وقهرها، وما استطاعت أَن تفعل غيرها من النساء، سوى الخوف والخنوع والتأَلم، وابتلاع الإهانات ثم الطاعة، والطاعة؟

استطاع الأَديب نصر الله بأُسلوبه الشيِّق أَن يجذبنا إِلى قراءَة ممتعة، ومتواصلة تضطرب فيها احاسيسنا، وانفعالاتنا بإِيقاعات فنية متقنة، استطاع الأَديب أَن يجعلنا نبكي ونحزن، هل هذا كل ما نريده من الأَديب، من أَجل معالجة قضية شائكة وحساسة تسمَّى ب "قضية الشرف" ؟ هل البكاء يستطيع أَن يقلِّص مدى سلطة الرجل الشرقي- العربي- ؟ هل البكاء كاف لكي تتلاشى دكتاتورية الذكر؟ وهل بإِمكان هذه الرواية " شرفة العار" بأَن تكون" درسًا بليغَا لفئات المجتمع" كما أَشار الكاتب المقدسي، محمود شقير بكلمته على الغلاف؟ لا أَعتقد ذلك أَبدًا، لأَن أَقصى ما يقدر أَن يفعله القارئ العربي، هو الحزن والبكاء كما فعلت أَنا، بصراحة، لقد كان الكاتب مصوِّرًا فوتوغرافيًا ، وليس رسَّامًا، إِن باستطاعة الرسام أَن يضيف لمساته وأَفكاره، ومبادئه على لوحاته، ولا يكون محايدًا كالمصِّور، من أَجل ذلك نحب دائمًا لوحات الفنانين ونقدرها، لماذا لم يصرخ الكاتب صرخة مدوِّية في وجه المجتمع القاسي؟ لماذا لم يقف أَمام الحكَّام، والقادة ، ليقول لهم: عدِّلوا قوانينكم من أَجل كرامة وحرية وكيان المرأَة ؟ ضعوا آليات مناسبة من أَجل الدفاع عنها، وحمايتها، لماذا لم يطلب من التربويين بأَن ينشروا رسالتهم من أَجل نصرة المرأَة ؟ يربوا أَطفالهم منذ نعومة أَظفارهم على احترام الأُنثى، وتقديرها ومعاملتها كإِنسان له حقوق وعليه واجبات مثله؟ لماذا جعل الكاتب كل الشخصيات في الرواية مكتوفة الأَيدي، لا تدافع عن الظلم ؟ ظلم منار، والنساء السجينات؟ حتى أَنه ابتعد عن معالجة رؤية المنكر بأَضعف الإِيمان ، وهو الكلام، أَو النكران في القلب ؟ولماذا لم يجد ليونس، وأَمين عقابًا مناسبًا؟ ، كي يجعل منهما عبرة لكل الرجال المتبجحين المغرورين الظالمين، حتى أَن أَحدًا لم يحاول التفتيش، والبحث عن يونس. لماذا لم يوجِد لنا في الرواية حتى ولو امرأَة واحدة تكون رمزًا للشجاعة والتحدي، تواجه المجتمع القاسي بقيادة الرجل المتسلط؟ أَتصور لو فعل الكاتب ذلك، لأَصبحت روايته أَكثر ابداعًا، وأَكثرقوة.

وبعدها جرى نقاش موسع وطويل شارك فيه عدد من الحضور منهم: د.اسراء ابو عياش، ابراهيم جوهر، محمد موسى سويلم، سمير الجندي، وخليل سموم..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى