الجمعة ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم أنمار محمد محاسنة

شمسُ حِراء بحر الكامل

شـمـسٌ تـراءت في رؤى الصحراءِ
بــثــّـتْ إليـنـا ..... آخــر الأنــبــاءِ
 
فـتـَـلـَفـَّـتَ التـاريـخُ نـحـو ضيـاءِهـا
فـغـَـشـَـتهُ من سحر المدى المترائي
 
ما عاد يُـدركُ كيف يبـصر سـحرها
وهو الضعيف ... مُـكبَّـلُ الأعضاء!
 
يرنو إليها كما الحضيضُ إلى السما
وقد اعـتـرتـهُ ... مـعـالـم اسـتـحياء
 
هـيـهـات يـسـمـو نـحـوها مُتـَرفـِّـعـاً
يتلمـَّسُ العــلــيــاء ... وهو النـَّـائي!
 
ما أنت؟ ... ماذا كنتَ قبل مجيـئها؟
مـا كـنتَ غيرَ مُـبــعــثــر الأشــلاء
 
تـتـلاحــقُ النـَكَـبـات فـيـك عـنـيـفـةً
جـري الخـيـول على ثـرى البـيـداء
 
إن النفـوس إذا التـفـتَّ ... وجدتـهـا
تـتـقـمـّص الأهـــواء ... كالحرباء
 
فإذا فـَنـَتْ نـَفـْسٌ ... وجدتَ مكانهـا
ألـفـاً ... تحـوكُ مـواعـظَ الأهــواء
 
فتـســوقـك الأشـــواقُ مثل مُـغــفـَّـلٍ
زُمـَراً ... وكلٌّ في الشعـور مُرائي
 
حِقبٌ مضتْ وهواكَ يعتصرُ الأسى
وعـيـونـكَ النجلاء ... نـهـرُ بُـكـاء
 
قد أخبروكَ عن الشموس وسـحرهـا
وعـن العــيــون الـدرّ .... كاللألاء
 
أدركتَ من سـحـر العيون وســرّهـا
ما لـيـس يُـدركـه ... خـيال الرائي
 
لكن شمسـاً كـنـتَ تـَـرقُـبُ ضوءهـا
أزلاً ... فلـم تـلـمـحْ بصيص ضياء
 
وتُـبَـشـِّـرُ الدنـيـا بها ... مـُـتـَـلـهـِّـفـاً
كالصبّ يَـرقـُـبُ نــظـرة العــذراء
 
فرأيتَ في الأشواق ريحاً صرصراً
حـيـنـاً ... وحيناً شـهـقـةُ الإغــراء
 
ومضت قرونٌ ... والفـؤادُ مؤمـّـلٌ
وضياؤك الموعود ... طيُّ خـَـفـاء
 
والآن ... تـرنـو نحوه مـتـبـســّـمـاً
فيـسـيـل دمـعٌ ... من عـيـون الماء
 
فتـخـضـّـبت منك الخدود وأزهرت
من بعد قـحـطٍ قـاحـلٍ ... وظـمـاء
 
وتـفـتــّـحـت أفراخُ وجـهكَ حُـمـرةً
وتـشـرّبـت شـفـتـاك ... نـبـعَ دماء
 
يا للصبابة! ... كيف يبعثها الهوى
لتـعــيــد نـبـض الدمـعـة الزهــراء
 
يا سرّ تلك الشمس ... ماذا أوقدت
في غيهب الأرحـام ... من أضواء!!!
 
فكأنّ بُـعـدَ الضوء ... مثل مـجـرّةٍ
تـتـضاعف الأبــعــاد في الأســراء
 
فاللاهــثـون إلى الوصول أما دروا
أن الوصول .... نــهـايـة الأشـيــاء!!!
 
يا ضوء تلك الشمس حين تـبسّـمت
يــهــديــه وحــيُ نــبـــوّةٍ ونــقــاء
 
يا لسـتَ تـُـدرَكُ بالخيــال وبالرؤى
ماذا أقــول .... وقد مـلـكتَ ذُكـائي؟!!
 
يـكـفي البـريـّـةُ من ضيائـكَ جَـذوةً
تـمـشـي بها في اللـُّـجـّـة العــمـيـاء
 
يـكـفي البـريـّـةُ أن يـكـون بأفـقـِهـِم
شمساً تُـحَـرّرهم ... كشمس حِراء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى