الأحد ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٢
بقلم رامز محيي الدين علي

شموعُ الفِكْرِ

تعريفٌ بمجموعتي الثَّالثة

صدرَت عنِ الدّارِ المصريَّةِ السُّودانيَّةِ الإماراتيَّةِ فيما سبقَ المجموعةُ الأُولى من أعمالي الكاملةِ بعنوانِ (نورٌ ونارٌ)، وهي مجموعةٌ منَ الأعمالِ الأدبيّةِ النَّثريّةِ، في كتابٍ من الحجمِ المتوسّط.

وقدْ رأى الكتابُ النُّورَ في معرضِ القاهرةِ الدَّولي للكتابِ في دورتِه الثّانيةِ والخمسينَ في الفترةِ الممتدَّةِ بينَ 30 يونيو - 15 يوليو من العامِ 2021 .

ثمَّ تلاهَا صدورُ المجموعةِ الثّانيةِ من الدّارِ نفسِها بمناسبةِ معرِضِ القاهرةِ الدَّوليّ للكتابِ في دورتِه الثَّالثةِ والخمسينَ الّذي استمرَّ من 26 يناير- كانون الثّاني حتّى 7 فبراير- شباط من العامِ 2022م، وهي بعنوانِ (فَوانيس)، إضافةً إلى كتابينِ آخرينِ: الأوّلُ بعنوانِ (فلسفةُ الحبِّ والجمالِ في الفِكر والأدبِ)، والثّاني تأمُّلاتٌ في روايةِ (ثورة في جهنّمَ للكاتبِ اللُّبنانيّ نقولا حدَّاد).

وها هي المجموعةُ الثّالثةُ من أعمالي ترَى النُّورَ من ربوعِ مصرَ الحبيبةِ، من الدَّارِ الآنفةِ الذِّكرِ.. وهي مجموعةٌ من المقالاتِ الأدبيّةِ الّتي تعبِّرُ عن شتّى جوانبِ الفكرِ والحياةِ، إضافةً إلى مجموعةٍ من البحوثِ والدّراساتِ المقارنةِ في ميدانِ الآدابِ، تشملُ مفكّرينَ عرباً وغربيّينَ، ممّا يُثري مجالَ البحثِ والمقارنةِ والنّقدِ.

تتناولُ هذهِ المجموعةُ موضوعاتٍ شتّى في مجالاتِ الحياةِ والفكرِ، منها: إضاءاتٌ حولَ قضايا أدبيّةٍ وفكريّةٍ، ومنها ذكرياتٌ حياتيّةٌ بينَ الماضِي والحاضرِ، كما تتناولُ قضَايا وطنيَّةً وإنسانيّةً، ثمَّ تقفُ وقفةَ بحثٍ وتأمُّلٍ ومقارنةٍ أدبيّةٍ وفكريّةٍ من خلالِ الأدبِ العربيِّ كما في فكرِ ميخائيلَ نعيمةَ، وفي الأدبِ الغربيِّ من خلالِ أديبينِ عالمييّنِ: فيكتُور هوغُو وليُو تولستُوي، وأخيراً يُبحرُ قلَمي في فضاءاتِ الفكرِ بتناولِ ثنائيّاتِ الصّراعِ في الوجودِ؛ لأقدِّمَ من هذهِ المجموعةِ فيْضاً متنوّعَ الينابيعِ في ميدنِ الثّقافةِ والأدبِ والفكرِ.

فالكتابةُ فنٌّ وإبداعٌ لا يمكنُ للفكرِ أن يتصحَّرَ مهما حاولَ الإنسانُ أن يبتعدَ عن همومِ الحياةِ ومآسيها وصراعاتِها أو عنْ هُنيهاتٍ قد تتخلَّلُها من السّعادةِ والطُّمأنينةِ الّتي تهبطُ على الرّوحِ في لحظاتٍ لا نَدري من أينَ فاضَت، ولا كيفَما تسلَّلَت إلى أعماقِ النّفسِ، فسرعانَ ما تتأجَّجُ المشاعرُ، فتتقافزُ الأفكارُ والكلماتُ من ساحةِ اللّاوعي إلى غمارِ الإحساسِ والفكرِ، فتنهمرُ الأفكارُ إلى لسانِ يراعةِ الأديبِ فيضاً من الكتابةِ الإبداعيَّةِ يعجزُ عن صياغتِها القلمُ وهو جاهدٌ لصياغةِ الفكرِ في لوحةٍ فنّيّةٍ مؤثّرة، فلا تلْقى رضاً عمّا أبدعَه في هذهِ اللّحظاتِ من تصنُّعِ الكتابةِ، لأنّ أصدقَ أنواعِ الكتابةِ هي الّتي تعبّرُ عن وجدانِ الكاتبِ في لحظاتِ الانفعالِ والتّأثُّر بما يحيطُ به من أحداثٍ، وبما تشعرُ به الرّوحُ من صفاءٍ ونقاءٍ في هُنيهاتٍ إلهيّةٍ تهبطُ وحياً سماويّاً تذوبُ فيه الرّوحُ وتطيرُ فيه النّفسُ أملاً وإشراقاً وتفاؤلاً وسعادةً ومحبّةً.

في مجموعَتي الثّالثةِ الّتي تتقلَّدُ تاجَ (شُموعُ الفِكْر) عنواناً، جاءَت مقالَاتي وبحُوثي بثوبٍ قشيبٍ لتُتمِّمَ لآلئَ فكْري الّتي أضاءَت جوانبَ أخْرى من الحياةِ في أعمالي السّابقةِ، فتفتَّقَت أزهارُها عن رياحينَ جديدةٍ، وفتحَت أمامَ الفكرِ أبواباً بنقوشٍ مختلفةٍ موشّاةٍ بألوانٍ متمازجةٍ مزجاً إبداعيّاً مُحْدثاً.

وقد بدأتُ هذهِ المجموعةَ بتمهيدٍ، وأعقَبتُه بهذهِ المقدّمةِ؛ لأدخلَ منها مدخلاً سلِساً إلى أبوابِها المتنوِّعةِ الّتي رتَّبتُها على نحوٍ ينسجمُ مع المنطقِ، وكلُّ بابٍ يُفْضي إلى مقالاتٍ عديدةٍ تَنْضوي خلفَه وتؤكِّدُ أهدافَه ومعانيهِ، فجاءتِ الأبوابُ على النّحوِ الآتي:

إضاءاتٌ، وهي تتناولُ مقالاتٍ عديدةً في حصادِ الفكرِ والسّنينَ من أعمالي، وأعمالاً أدبيّةً أخْرى لغَيري من الكتّابِ وغيرَها من مقالاتٍ تُضيءُ جوانبَ مهمّةً من الحياةِ.

وذكرياتُ عشِّنا القديمِ، وهي مقالاتٌ عديدةٌ تتناولُ وصفاً وجدانيّاً وتاريخيّاً لقَريَتي الّتي وُلدْتُ ونشأتُ فيها بينَ حنينٍ لا ينضبُ، وعبقٍ تاريخيٍّ مشرقٍ، وجمالٍ آسرٍ، وأسماءٍ ومعانٍ أصيلةٍ، وذكرياتٍ مدرسيّةٍ جميلةٍ لا تُنْسى.
وغربةُ وطنٍ، تتناولُ عدّةَ مقالاتٍ تعبّرُ عن همومِ الوطنِ ومآسيهِ وضياعِ الإنسانِ في وطنٍ صادرَت مقدَّراتِه دكتاتوريّةٌ مافياويّةٌ لا تمتُّ إلى التّاريخِ البشريِّ بوشيجةٍ.

وفي فكرِ ميخائيلَ نُعيمةَ أتناولُ نظراتِه وفلسفتَه في الحبِّ والحربِ والسّلمِ والشَّرقِ والسّلامِ والمعارضةِ وأهمّيّةِ القلمِ.

وثنائيّاتُ الوجودِ في فضاءِ الفكرِ، هي مجموعةُ مقالاتٍ في الغِنى والفقرِ، والجمالِ والقبحِ، والخيرِ والشّرّ، والكبرِ والتّواضعِ، والعلمِ والجهلِ، والحقدِ والتّسامحِ، والحربِ والسّلمِ، والحرّيّةِ والعبوديّةِ، والحياةِ والفناءِ، والسّعادةِ والشّقاءِ، والأملِ واليأسِ، والتَّفاؤلِ والتَّشاؤمِ.

ومقارباتٌ بينَ أديبينِ، تتناولُ جوانبَ التَّقاربِ في فكرِ وحياةِ كلٍّ من الأديبينِ الفرنسيِّ فيكتُور هوغُو والرُّوسيِّ تولستُوي في الحياةِ والمواقفِ من قضَايا إنسانيّةٍ وعالميّةٍ، ولا سيَما في موضوعِ الفقرِ والتَّأثّرِ بالشّرقِ.
وفي الختامِ أرجُو أن أكونَ قد قدَّمتُ للفكرِ الإنسانيِّ كلَّ ما هو في صميمِ بناءِ الحياةِ الإنسانيَّةِ والحضاريَّةِ الرَّاقيةِ الّتي يحلمُ بنعيمِها كلُّ كاتبٍ وأديبٍ، وكلُّ إنسانٍ يتطلَّعُ إلى حياةٍ حرَّةٍ كريمةٍ تسمُو بالكائنِ الآدميِّ نحو مجدِ الإنسانيَّةِ السَّعيدةِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى