السبت ١٨ آذار (مارس) ٢٠٠٦
كان شوبرت كالرمح محمولاً على أكتاف الأجاويد و كان من المبدعين
بقلم سعود الأسدي

شيء عن شوبرت والسيمفونية الناقصة

كان أول عهدي بهذا الاسم " السيمفونية الناقصة" من قصة قرأتها لمحمد التابعي , وفيها يقف شاب محب ممسكاً بدرابزين جسر فوق نهر, وينحني قليلا , ويحدق في الموج تحته وهو ينتظر حبيبته التي تأخّرت عن الموعد ، ولما طال انتظاره صار يصفر لحنا رقيقا حزينا من السيمفونية الناقصة..

يومها كنت في الرابعة عشرة من عمري , وأحمل معي قصة التابعي , وأنا أنطر تينات وعنبات لنا في أرض وعريّة غربي قريتي " دير الأسد " المحذوفة والمنسية بالسفح القبلي من جبل طويل عريض أجرد من جبال الجليل الداكنة .. ولم أكن لذلك الحين عرفت أو سمعت ولا عرف أقراني أو سمعوا بشيء اسمه سيمفونية فضلاً عن أنها ناقصة أو تامّة !! وأذكر لذلك الحين أن جهاز الراديو لم يكن قد دخل إلا لبيتين أو ثلاثة في قريتنا , وعندما دخل بيتنا لأول مرة , بعد إلحاح شديد مني على والدي رحمه الله ورجاء له , لم أنم تلك الليلة من فرحي انتظاراً لطلوع الصباح لاستمع الى أغاني الراديو العجيب الحبيب ، وكان أولها "ختم الصبر بعدنا بالتلاقي " لفريد الأطرش !

وعلى كل حال لما كان اسم السيمفونية الناقصة في القصة مقترناً بلحن يُصفر لفتاة , فقد راح خيالي يومها يشبّ كاللهيب , ويرسم صورة لحورية من حواري النبع وقد جلست على صخرة قبالتي , وهي تسرح شعرها على أنغام نسيج لحن غريب عجيب !! هكذا تخيّلت وللخيال عند الطفل قيمة تفوق قيمة الكنز الثمين . وهكذا طمأنت شعوري, وأرضيت غروري بتفسير الوهم بالوهم , والغموض بالغموض , والسراب بالسراب , ولكني اعترف بأنني لم استطع أن أفلت مع الأيام من سحر هذه الكلمة " السيمفونية الناقصة" بدليل أني قد أُنسيت قصة التابعي برمّتها , ولم أحفظ منها شيئا سوى وقفة ذلك الشابّ المحبّ على الجسر فوق النهر وانحنائه على درابزينه قليلا , وتحديقه في الموج منتظراً حبيبته التي تأخرت عن الموعد , وهو يصفر اللحن إيّاه من السيمفونية إيّاها.

ويشاء القدر لي بعد أشهر أن أخرج من قريتي إلى قرية أكبر , وذات شهرة أوسع , ولها اسم على خارطة بلادي هي " كفرياسيف " لأتعلم في مدرستها تعليماً ثانويّاً وبعده تعليماً أعلى في الجامعة العبرية في القدس ، ولم أعثر خلال تلك السنوات من تعليمي في البيئتين الجديدتين أو على الأصح لم أشأ أن أعثر على شيء من الموسيقى السيمفونية التي لم يكن في راسي منها شيء سوى كلمة واحدة هي " الناقصة " ! وبقيت هكذا في غفلة عنها إلى أن ساقني القدر سنة 1960 إلى مدينة الناصرة لأعلّم بحماس شديد في أم مدارسها " المدرسة الثانوية البلدية " اللغة العربية التي أحببتها وخاصة آدابها وأشعارها وقد حفظت منها غيباً قصائد ومقطوعات رائعة تفوق عدد شعر رأسي يومها وقد كنت في عنفوان الشباب . وكان لحسن حظي أن سكنت , وقد كنت أعزب, في شقّة مفروشة مؤثّثة عند عائلة مسيحية تبدو عليها آثار النعمة ، وعلى حياتها مسحة بارزة من الحياة العصرية والمختلفة عما ألفته وعرفته من حياة الفلاحين في قريتي آنذاك . وكان من جملة أثاث شقتي مكتبة فيها كتب قيمة بشتى المواضيع ، ومن جملتها بعض مؤلفات من الموسيقى الغربية , وإلى جانب رفٍ من رفوفها صندوق , هو " فونجراف " ذي بوق نحاسي ظريف مزخرف وقد ثبت على خزانة شامية مصنوعة من خشب الجوز الموشّى بالصدف والموشّح بالرسوم . كانت الخزانة مقفلة فاحتلت عليها وفتحتها برفق وحذر فإذا بداخلها مجموعة كبيرة من كوانات ( اسطوانات) قديمة أكل عليها الدهر وشرب لموسيقى غربية وأغاني أوبرات تبيّنت على أغلفتها جميعا اسما موقعا بالحرف الانجليزي المعلق فهمت من الأسرة التي أساكنها أن هذه المجموعة من الاسطوانات كانت هي والفونجراف الأنتيكا لضابط انجليزي يدعى فيليب جيمس ، وقد كان يخدم علم دولته بريطانيا العظمى أيام الأنتداب على بلادنا فلسطين ، وإبّان اشتعال فتيل الحرب العالمية الثانية.

لقد دفعني حب الاستطلاع إلى أن أدير الفونجراف بالمانويل المرفق به بعد أن وضعت في طرف ذراعه إبرة من العلبة التي في جاروره الصغير وركّزتها على حافة الاسطوانة بعد أن مسحتها مما علاها من غبار السنين ، فصارت تدور مسرعة وتجرش جرشاً وتصدر أنغاما عذبة حالمة لآلة البيانو .. ثم استبدلت تلك الأسطوانه بثانية وثالثة: إلى أن عثرت على أسطوانة تحمل الاسم " Unfinisished Symphony" وقد كتب تحت اسمها Franz Schubert ( 1779- 1828 ) .

لم أُعمل للوهلة الأولى ذهني في معنى اسم الاسطوانة ولكن بعد لحظات وعندما اخذت تدور تحت ابرة الفونجراف قلت في نفسي لعلها ضالتي المنشودة " السيمفونية الناقصة " التي حفظت اسمها في سالف الأيام ، ورجعت بذاكرتي إلى الوراء وتذكرت ما ورد في قصة محمد التابعي من اللحن الرقيق الحزين فأخذت أبحث عنه في السيمفونية .. وهكذا صارت اسطوانتها تهزج بل تصدح هي وأخواتها بما تحملة من موسيقى غربية غريبة عني وعن بيئتي في قريتي وعن شقّتي في الناصرة ،وبقيت على هذه الرشّة أشهراً كاملة حتى قحطت الأسطوانة قحطاً ، وأفنيت بها سائر دزازين الإبر الني برفقتها إفناء.
أعتقد أن هذه الصدفة العمياء المبصرة من سكناي في الناصرة عند تلك العائلة شبه الأوروبية كانت سببا في فتح باب الموسيقى السيمفونية عليّ ولو لم تكن تلك الصدفة , ولم يكن لديّ استعداد للسماع لما كنت منساقا إلى حب هذا اللون من " الترف " الغريب اذ كان سماع الموسيقى السيمفونية كما يراه بعضهم ترفاًغريبا بل فرنجة لاضرورة كالاكل والشرب اللذيذين والنوم المريح واللبس الأنيق والمطالعة الممتعة وشمّة الهوا المنعشة!!
أراني اضطررت لمثل هذه المقدمة ذات التجربة الشخصية للقول : إن سماع الموسيقى السيمفونية الذي تطوّر عندي بعد ذلك باتساع وشمول وقد أتيته عفواً ومحض صدفة أريد أن ياتيه غيري عن عمد وسابق قصد حتى يتعوّده ويصبح ديدنه لأن في الموسيقى السيمفونية ألحانا وأنغاما وأفكارا ورؤى ودنى لا تقل في روعتها إن لم تفق روعة الفكر وسحر الشعر ولا استثني قصائد همرس ودانتي وشكسبير وامرأ القيس والمتنبي وابي العلاء المعري وغيرهم .

هذا وإنّ لديّ قناعة بأنّ اوروبا ما قامت نهضتها الحضارية المتفوّقة في العلوم والصناعة والتكنولوجيا التي نراها اليوم إلا على دعائم قوية عديدة وركائز متينة كثيرة وقد تكون الموسيقى من أقواها وأمتنها .. وفي الإذاعات اليوم بثّ متواصل أربعاً وعشرين ساعة لهذه الموسيقى واني لست بحاجة الى اربع وعشرين ساعة وإنما إلى دقائق معدودة لأنقل لك الصورة التي استخلصتها عن " السيمفونية الناقصة " وعن حياة صاحبها الموسيقار الألماني الشهير فرانز شوبرت العظيم .

ولد فرانز شوبرت سنه 1797 بالقرب من فينّـا على حافة نهاية العصر الكلاسيكي في الموسيقى وسائر الفنون وطرف بداية العصر الرومانسي ، وقد أدرك بتهوفن وكان معجباً به ومحبّاً له وطامعا في رضاه .. أخذ شوبرت بشكل التاليف الموسيقي عن هايدن وموتسارت كإطار ملائم لما أبدعه من مضمون رومانسي بنغمات عذبة يعطي بها انطباعاته الذاتية ومشاعره الشخصية في ألحان مبتكرة .. وهو يجمع بموسيقاه بين العنصر البطولي التراجيدي عند بتهوفن والذي يصور الصراع كما هو موجود بالفعل في العالم وبين العنصر الشاعري الغنائي الحالم عند موتسارت والذي يصور العالم كما يريده هو أن يكون فهو يجمع بين القوّة والغضب والتجهم من جهة وبين الحزن المالنخولي الشفاف من جهة أخرى أي بين الاحتجاج البطولي والحلم بعالم مثالي يسوده الحب والخير ولا يفسده البغض والشر.. وهو حلم بلغ عنده حد السذاجة . وأنا أرى أنّ سذاجة الفنان في بعض الأحيان لا باس بها .. وهكذا كان شوبرت ساذجاً الى حد البرائة ولكنه كان ذا موهبة عظيمة ـ شهد له بها أستاذه انطونيو سالييري تلميذ جلوك ومعلم بتهوفن وخصم موتسارت وحاسده ـ حيث قال : لا حاجة في تعليم هذا الرجل لان الله لقّنه وعلّمه ! أما بتهوفن الذي سمع بعض ألحانه فقد قال : في هذه النفس يضيء قبس من النور الهي !!

عاش شوبرت واحداً وثلاثين عاماً أقل من موتسارت بأربع سنوات وقضى عمره عزباً فقيراً بائساً , ولكنه كان كما يقولون عندنا بالفلسطينية الدارجة كالرمح محمولاً على أكتاف الأجاويد ، فكانت تحفُ به من المعجبين والمعجبات ثلة بوهيمية وترعاه بحبّها وتتكفّل بمعيشته , فيها شعراء ومفكرون وكتاب ورسامون تمرّدوا على مجتمع النفاق في فيينّـا ، وسلكوا مسلكاً صريحاً في الأقوال والأفعال .

لم يلتزم شوبرت بموسيقاه لسيد إقطاعي حامٍ أو لأمير سامٍ بل لذاته ولصحبة الكرام والناشرين ، وكان الناشرون وللأسف مستغلين أكلوه رأساً بعُبّ حتى لم يجد في جيبه أحيانا بعض قروش ليشتري بها ورقاً يكتب عليه مسوّدات أعماله.. مات من دار الدنيا وفي صدره غصّة منهم ، وبين جوانحه حصّة من شوق إلى امرأة لم يرها !! ولكنه برغم قصر عمره المشحون بتجربتين من الحب فاشلتين فقد كان عمره عريضا بالانتاج الموسيقي الموسوم بسيماء العبقرية .. كان يحلم بنيل رضى بتهوفن عن موسيقاه كما ذكرت وقد ناله ، ففي يوم تشييع جنازة بتهوفن كان له شرف أحد حملة الشموع ، وقد توفي بعده بعام واحد , بمرض التيفوس ودفن كما أوصى إلى جوار بتهوفن . وتظهر على شاهد ضريحه هذه العبارة : لقد دفنت الموسيقى هنا كنوزا نفيسة ولكنها دفنت آمالا أنفس !

كان شوبرت من المبدعين وهو لا يقل مكانة عن كثيرين ممن ألّفوا في مختلف فنون الموسيقى من صوناتا ، وسيرانادا ، وارتجاليات ، ونوكطورنات (موسيقى ليلية) ، وسويت (متتابعات راقصة) ، وسيمفونيات ، وأوبرات ، وقدّاس احتفالي ، وجنائزي وغيرها .. إن فريقاً من الموسيقيين أجاد في جميعها ، وفريقاً آخر في معظمها ، وبعضاً منهم في بعضها . ولكن يُذكر لشوبرت أنّه انفرد عن جميع موسييقيي ألمانيا بإبداع الاغنية الالمانية Die Lieder) ) والأغنية عنده صرح شامخ يكفية ليجعل منه عملاقاً ، لأن الأغنية الألمانية قبله كانت في الدرجة الأولى من سلم تطورها وكان يقوم بها قوّالون جوّالون مشرّدون من الذين قيل فيهم : بيتي على ظهري علا .

ولقد بلغت على يديه باستعمال أو باستغلال آلة البيانو أعلى درجات الجمال والكمال ، ويكفي على سبيل المثال أغنية " موت الصبية " أو" ملك الغاب " أو"فوريل" .. كان اللحن الغنائي يجري كالدم في عروقه .. كان يكفيه أن يمر بنظرة على قطعة الشعر لشيلر أو جوته أو مولر ثم يمرّ بعدها بأصابعه الملهمة على أضلاع البيانو إذا جاز التعبير لتخرج الأنغام شاعرية رقيقة رومانسية حالمة من قلب مكلوم وفؤاد مألوم, فيدهش لها سامعوه الذين كانوا يُطيّبون له : ما أروعك ! ما أبدعك ! ويسارعون إلى ضمّه لصدورهم وتقبيله فيلوذ من وجوههم مطرقا خجلاً ، ويتوارى عنهم تواضعاً !
صحيح أن فن الأغنية عنده نضج قبل فن الصوناتا والسيرانادا والسيمفونية بوقت غير قليل قيل إن له 1664 أغنية كلماتها لشعراء مغمورين ومشهورين , وإن ألحانه تلائم كلمات أغانيه وتمازجها تمازج الزبدة بالحليب ، والخميرة بالعجين !! كان الفنان يوهان فوغل وهو مغني أوبرا شهير يخلق وحدة كاملة مكملة بين صوته و ألحان وكلمات أغاني شوبرت .. الأغنية عند شوبرت حسناء في تمام الصحّة والشباب! وإذا كان هذا هو لسان الحال في أغانيه فما هو لسان الحال في سيمفونياته؟

لقد نضج فنّ السيمفونية عند شوبرت متأخراً , بعد سن الخامسة والعشرين أي في الفترة الاخيرة من حياته والتي مداها ست سنوات, كان له فيها تسع سيمفونيات بعدد سيمفونيات بيتهوفن ، وقد فقدت إحداهن ! وله تخطيط أولي لسيمفونية عاشرة , والسيمفونية الثامنة هي الناقصة التي لم تتم كما قيل وبعضهم يجعلها السابعة في الترتيب وهي شهيرة لا تقل شهرة عن السيمفونية الثالثة لبتهوفن المسماة ) Eroica ( أي البطولية . ولعل اسمها الناقصة هو الذي أكسبها الشهرة كما قال بعضهم , ولكن هذا القول فيه ظلم إذا وقفنا عند الاسم دون المسمّى , وأمّا ما دار من جدل حول التسميه فما زال موضوعاً للحديث حتى اليوم.. لماذا هي ناقصة ؟! وهل هي ناقصة فعلاً؟! وكيف يمكن لسيمفونية ناقصة أن يرى فيها النقّاد والبحّاثون والمتذوّقون آية في الحسن والإبداع والجمال والكمال ! أليس في هذا تناقض إذا كانت ناقصة ؟ بيد أن الآراء القائلة بنقصها وكمالها هي كالآتي :

ألرأي الأول يقول : إن أشهر سيمفونيات شوبرت على الإطلاق هي الناقصة ، وقد كانت كاملة ولكن ضاع منها نصفها الثاني وهو الحركة الثالثة والرابعة ولم يبق منها سوى حركتين الأولى والثانية ، فهي إذاً ناقصة فعلاً وقد كانت تامة أصلاً .

وأمّا الرأي الثاني فيقول : إن هذه السيمفونية ناقصة لأن مؤلفها وصل فيها إلى الحركة الثانية ومطلع الحركة الثالثة المشيد بقالب Scherzo ) (المفرح , ولكنه لم يستمر وقد قيل لانشغاله أو لعدم الالتزام بتعهّده ، أو لكثرة همومه والضغوط الواقعة علية ثم قلقه ومرضه .

وأمّا الرأي الثالث فيقول : إن المؤلف وصل فيها إلى الحركة الثانية وحاول أن يتجاوزها إلى الثالثة , ولكنه أُرتج عليه وأُسقط في يده ولم يستطع أن يتقدم أكثر, فكأنما وصل القمة ثم النهاية وأن أية زيادة لا تخدم العمل فنياً ، ولذا أوقف تخطيط الحركة الثالثة وقعد ملوماً محسوراً .

وأمّا الرأي الرابع وهو المعتمد والمقبول عند الكثيرين لأنه الأكثر إقناعاً فيقول :

إن السيمفونية التامة لم يضِع منها شيء ولم يقصّر صاحبها ولا لأيّ سبب مما تقدم , وقد انتهى منها عند آخر الحركة الثانية عن وعي وإدراك وسبق تخطيط وقد وضع ( حجر الغلق) كما يقولون عندنا في بناء القنطرة عند الفاصلة الأخيرة في نهايتها , وهي تامة من جهة الصياغة والأفكار, ولكنها سُمّيت " الناقصة " لسبب بسيط وهو أن رؤية سيمفونية للوهلة الأولى بحركتين لم يكن مألوفاً أو متّبعاً إذ المألوف والمتّبع رؤية السيمفونية بأربع حركات وقد تزيد واحدة أو تنقص , حسب الضرورة, ورؤيتها لأول مرة عند شوبرت بحركتين أوقعت في الروع أنها ناقصة وهكذا حملت هذا الاسم ظلماً . ولا يتأكّد من كمالها إلا الذين استمعوا إليها واستمتعوا بجمالها . لقد لفت نقّاد الموسيقى النظر إلى قيمة هذه السيمفونية التي ألّفها صاحبها سنه 1822 قبل وفاته بست سنوات, وقالوا : إنها تضاهي سيمفونيات هايدن وموتسارت وبتهوفن ولكن المؤسف في أمرها أنها لم تقدم في حياة مؤلّفها على المسرح الموسيقي وإنما بعد مماته بسبعة وثلاثين عاما سنة 1865 , ولا تزال تقدم إلى اليوم .

وبعد هذا أرجو أن لا أكون قد أثقلت على أحد بحكاية تامّة وناقصة والذي أرجوه بعد أن دخلنا في هذا الكرم اللذيد الجنى أن نأكل عنبا ولا نقاتل الناطور فيكون مثلنا كمثل ذلك الأمير الكويتي الذي زار ألمانيا حقيقة من مدة ليست قريبة بدعوة من شركة نفطية , وقد رأت الشركة أن تقيم له ولحريمه ولغلمانه ولحشمه وخدمه كونشيرتو أي حفلة موسيقية وبعد انتهاء الحفلة تقدم من الأمير صحفي ابن "حلال " مصفّى وسأله : شنو تقول يا طويل العمر في السيمفونية ؟ فأجابه :

" شنو أقول كلشّ زين كلشّ تمام خصوصي لما كان كل عازف بالبداية يلعب على آلته على كيفه وأيش يبغي قبل ما قام هالشايب العايب اللي تسمونه كوندكتر ، لما قام هاظا الكوندكتر ودار قفاه بلا خجل مني ومن مقامي ولا مستحى من حريمي ! وصار مثل المجنون يضرب الهوا بالعصا شمال يمين لفوق لتحت ، قلت خرّبها هالملعون شفت شلون ولو ترك للعازفين الحبل عالغارب لكن أحسن " !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى