الأربعاء ١٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

صراع مِن طرفٍ واحدٍ

.

لا تــسَـلْ يـــا قــلـبُ عَـنّـيْ فـإنّـيْ
مــا عـهِـدْتُ الـقـلبَ يَـسـألُ عـنّـي

لا تــسـلْ، مـــا عــدتُ مـنْـكَ بـخـيرٍ
سـاءَ حـظّي حـيثُ أحـسنْتُ ظـنّي

سُـمْـتَـنـي حــزْنًـا وســـوءَ عـــذابٍ
سُـمـتَـني خـسـفًـا ومُـــرَّ الـتَـجَنِّي

كـيـف حـالي؟ لـستُ أدري بـحالي
غــيــر أنّــــي مـــا تَـحَـمَّـلْتُ أنّـــي

كــنــتُ أهْــــوَى أن نَــكـونَ طــيـورًا
كــي يُـغَـنّيْ الـغُـصنُ حـيـثُ نُـغنّي

وتُــغـنّـي مِــــنْ قــصـيـديْ عـيـونًـا،
لــمْ يَـعُـدْ يُـسْـلي الـحـزينَ الـتَّغَنّي

قــــد مـــلأتَ الـــدَّنَّ هــمًّـا وغَــمًّـا
لــيــسَ حُــبًّــا مــــا تــــراهُ بِــدَنّـي

ضـعْـتُ حـتّـى تِـهْـتُ بـيـني وبـيني
هـــلْ أنــا نـفـسي أنــا أو كـأنّـي!؟

كــنـتُ أحــيـا مـثـلَما الـنـاسُ تَـحـيا
صــــارَ يَـحـيـا فـــيّ أنــصـافُ جِـــنِّ

أيُّ هَـــــمٍّ قـــــدْ تَــبــنّـيْـتُ يَـــومًـا
لــيــتَ قــلـبـي مــثـلُـهُ بـالـتـبـنّي!
***
لا تـسـلْ، يــا قـلـبُ لا، لا تـسـلْني
هــاكَ عـقـلي، سَـلْـهُ عـنكَ وَعَـنّي

هـــاكَ عـقـلـي فـالْـتمسْ مـنـهُ ردًّا
خُــــذْ بـــهِ لَـــوْ مـــرّةً واسْـمَـعَـنّي

لـسـتُ أرضــى غـيـر عـقـلي دلـيلاً
مَـــنْ أهـــانَ الـعـقـلَ يـومًـا يُـهِـنّي

إنْ يَـــجِــدْ خـــيــرًا فــإنــي بــخـيـر
أو يَـــجــدْ شــــرًّا فــفـيـهِ مِــجـنّـي

لا تَــسَــلْ إن كـــانَ لـلـحـبِّ قــيـدًا
إنَّ قَـــيــدَ الــحــبِّ فــــيَّ ومِــنّــي

كـــم رجـــوتَ الـحُـبَّ مـنّـي ولـكـنْ
كـــانَ مـــا تَــرْجـوهُ فــوقَ الـتَّـمنّي

ذاكَ عـقـلـي لَــيـسَ يُـرضـيـهِ حــبٌّ
لـــمْ يــكـنْ سَــلـوايَ فـيـه ومَـنِّـي

إنَّ حُـــبًّــا لـــيــسَ فـــيــهِ حـــيــاةٌ
لــيـسَ شـيـئًـا لــو بــدا ألــفَ طُــنِّ

دَعْــكَ مِـنّـي لَـسْـتُ أهْــوى عَـذابًا
يَـنـتـهي يــومًـا إلـــى قَـــرْعِ سِــنّ

إنَّ نـــــارَ الـــحــبِّ نـــــارُ جــحــيـمٍ
مـــــنْ يَــذُقْــهـا مَـــــرّةً لا يُــثَــنّـي
***
لا تَـسـلْ، مــا دمــتَ تـعـرفُ أنّـي..
قــدْ تــرى فــي الــرّدِّ أنّــي وأنـي..

كنتَ تمشي عكسَ ما كنتُ أمشي
وتُــمـنّـي الــنّـفـسَ مـــا لا أُمَــنِّـي

لــيـسَ مـنّـيْ مَــنْ يُـخـالفُ دربــي
لــن يَـصونَ الـدَّربَ مَـنْ لـمْ يَـصُنّي!

لـنْ تَـرى فـي الـحبِّ لـيْ أيَّ ذكْرى
قـــدْ نـسـيـتُ الـحُـبَّ، فـلْـتَنْسَيَنّي

مَـــن يَــخُـنْ دنـيـاهُ بَـيْـنَ ضُـلـوعيْ
خــنْـتُـهُ دومًــــا وإنْ لــــمْ يــخُـنّـي

كــــانَ هــمّــي أن تــكــونَ بــخـيـرٍ
كـــيْ يـكـونَ الـخـيرُ بـالـقرْبِ مِـنّـي

كـنـتَ نـبـعَ الـعـمرِ مَـسْرى حـياتي
كـنـتَ، لــو تـعـلمُ، إنْـسـي وجِـنّـي

كـنـتَ شـعـريْ وشـعـوري وفـكـري
كـنـتَ صـوتـي، كـنتَ لـحني وفـنّي

صِــرْتَ لا شَــيءَ كَـأنْ لـسْتَ مـنّي
لا تَــقُـلْ لـــيْ: لـيـتَـني وَلَــوَ انّــي

مَـنْ حَـباني الـحبَّ مِـنْ غـير شَـرْطٍ
أُهْـــدِهِ مـــا شـــاءَ مِــنْ غـيـرِ مَــنِّ
***
لا تَــسَـلْ يـــا قــلـبُ لا، لا، فــإنّـي
قــــدْ فَــقَــدْتُ الـــرّدَّ، لا تـسْـألَـنّي

أنْـــتَ تـــدْري أيـــنَ يـخـبو جـوابـي
فَـتَـفَـضَّـلْ فــــي الــجــوابِ أعِــنِّـيْ

كــنْ كـمـا لــو كـنـتَ أنــتَ مـكـاني
لــنْ تَـكـونَ الـقـلبَ مــا لــم تَـكُـنِّي

قــــلْ لــمــاذا إنْ أُجِــــنَّ جــوابــي
عــدْتَ لــي تَـقْـلِبُ ظَـهْـرَ الـمِجنِّ؟!

لا تَـلُـمْـني فـــي سُـكـوتيْ طـويـلاً
فـسِـلاحِـيْ الآنَ شُـحّـي وضَــنّــي

ســــأردُّ الــصــاعَ صــاعَـيْـنِ لــكــنْ
كـــلُّ مـــا فـــي الأمــر أنّــكَ مـنّـي
***
د. كوكب دياب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى